علاجٌ مناعيٌ جديد للحد من تليف الرئة والكبد

علاجٌ مناعيٌ جديد للحد من تليف الرئة والكبد

24 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أسماء حرحش

دقق بواسطة:

هبة الحسين

تؤدي الأمراض المزمنة عادةً إلى الإصابة بالتليف -هو حالة مرضية يصاب فيها العضو بندباتٍ حادة- وقد ابتكر الباحثون في جامعة زيورخ علاجًا مناعيًا يستهدف سبب حدوث التليف على وجه التحديد -وهو الأرومات الليفية النشطة- دون التسبب بضررٍ لخلايا النسيج الضام الطبيعية، فنجاح هذا النهج عند تطبيقه على الإنسان قد يؤدي لعلاجٍ فعالٍ للتليف.

إن التليف تكاثرٌ مرضي في النسيج الضام يسبب تدمير خلايا الأعضاء، فهو النتيجة الحتمية لكل أنواع التلف المزمن تقريبًا، فقد يحدث التليف داخل كل نسيجٍ في الجسم؛ حيث يعد الكبد، والرئتين، والكليتين الأكثر عُرضةً للإصابة.

ويعد التليف سببًا في حدوث 45% من معدل الوفيات في البلدان الصناعية؛ حيث تسبب الالتهابات والاضطرابات الوعائية عادةً تلفًا مزمنًا للأعضاء، فهي تنشط الأرومات الليفية التي سرعان ما تتكاثر بلا سيطرةٍ وتُنتِج رواسبًا من الأنسجة الليفية، وتؤدي لحدوث ندوب في خلايا العضو وتدمره شيئًا فشيئًا، فتسوء وظيفة العضو المصاب بصورةٍ ملحوظةٍ إلى أن يفقدها كليًا.

القضاء على الأرومات الليفية النشطة دون المساس بباقي الخلايا السليمة

لقد ابتكر فريق بحثٍ دولي بقيادة جامعة زيورخ استراتيجيةً للقضاء على الأرومات الليفية بطريقةٍ دقيقة.

حيث يفسر قائد الدراسة بمعهد التشريح بجامعة زيورخ، البروفيسور كريستيان ستوكمان قائلًا: “لقد تمكنا من تحفيز استجابةٍ مناعيةٍ في الحيوانات مشابهةً للاستجابة للقاحات؛ حيث دُمرت خلايا النسيج الضام النشطة دون المساس بالأرومات الليفية السليمة”.

حيث تمكن الباحثون اعتمادًا على هذه الطريقة من تقليل التليف في الأعضاء الحيوية مثل الكبد، والرئتين دون التسبب بأي ضرر للخلايا السليمة.

ويعد سبب فشل استراتيجيات علاج التليف السابقة؛ أنهم تسببوا في تلف الأرومات الليفية السليمة، فالإبقاء عليها دون ضررٍ أمرٌ هام للغاية؛ لتعزيز بنية ووظيفة الأنسجة السليمة.

لذلك درس الباحثون الاختلافات بين أسطح خلايا النسيج الضام النشطة والسليمة، ويوضح البروفيسور ستوكمان قائلاً: “كشفت تحليلاتنا بمساعدة الحاسوب أجزاءًا لنوعين من البروتينات السطحية هما: (Adam12) و(Gli1-) يمكن اكتشافهم بواسطة الجهاز المناعي؛ حيث يتواجدون بأعدادٍ كبيرةٍ على الأرومات الليفية النشطة، بينما تقل أعدادهم بصورةٍ ملحوظةٍ على الخلايا السليمة”.

حيث يحفز تلف الأنسجة المزمن نشاط كلٍ من جينين البروتين؛ وبناءً عليه تنتج الأرومات الليفية كميات كبيرة من تلك البروتينات.

ثم استخدم الباحثون هذين الهيكلين السطحيين كلقاحٍ في الفئران؛ لتنشيط الاستجابة المناعية عن طريق الخلايا التائية السامة؛ حيث تقضي تلك الخلايا المناعية عادةً على الخلايا السرطانية أو المصابة بالفيروس.

ويقول البروفيسور ستوكمان: “يمكننا القضاء على الأرومات الليفية في الفئران بكفاءةٍ؛ باستخدام العلاج المناعي المطور حديثًا؛ حيث إنه يقلل التليف في الكبد، والرئتين دون إصابة أي من الخلايا السليمة”.

إذا نجح العلماء في تنشيط الاستجابة المناعية المماثلة والمحددة لدى الإنسان؛ فقد يُستخدم اللقاح المعتمد على العلاج المناعي في علاج مرضى تليف الأعضاء في المستقبل.

نُشرت هذه الدراسة في مجلة Cell Stem Cell.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. أسماء حرحش

لينكد إن: asmaa-harhash

مراجعة وتدقيق: د. هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!