العلاج الضوئي الديناميكي ووعوده لعلاج السرطان

العلاج الضوئي الديناميكي ووعوده لعلاج السرطان

23 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أسماء فتحي

دقق بواسطة:

ريما الحربي

على الرغم من أن أدوية العلاج الكيميائي يمكن أن تكون منقذة للحياة، إلا أنها لا تعمل مع جميع المرضى أو لجميع أنواع السرطان. لكن فريقًا من باحثي جامعة (UTM) يبحث عن طرق جديدة لاستخدام أنواع خاصة من الضوء لاستهداف الخلايا السرطانية المقاومة للعلاج الدوائي الحالي – بطريقة قد تكون أيسر على بعض المرضى من العلاج الكيميائي التقليدي.

يُستخدم العلاج الضوئي الديناميكي في الغالب لعلاج سرطان الجلد لسهولة نفاذ الضوء من سطح الجلد، وذلك باستهداف دقيق للضوء (عادةً ما يكون من الليزر) الذي ينشط أو يشغل دواء لقتل الخلايا السرطانية.

لكن الضوء لا يتعمق داخل أنسجة الجسم. إذن كيف سيصل الضوء بأمان إلى السرطانات الأعمق داخل الجسم، مثل البنكرياس أو الثدي؟ وكيف يتم التعرف على السرطانات التي ستستجيب للأدوية القاتلة للخلايا وأيها ستكون مقاومة؟ التحدي هو اقتراب الضوء قدر الإمكان من الضوء الأحمر. من بين جميع الألوان في طيف الضوء المرئي، يتمتع اللون الأحمر بأطول طول موجي، مما يمكنه من اختراق الأنسجة، ولكنه أيضًا أقل طاقة، مما يقلل الضرر الذي يلحق بالخلايا السليمة.

كاريشما كيلاس، الحاصل على درجة الدكتوراه في قسم العلوم الكيميائية والفيزيائية، وجدت أن استخدام نهج يُسمى (ضوء ثنائي الفوتون)، حيث يضرب جسيمان صغيران من الضوء في الوقت ذاته، حقق هذه النتيجة. لقد ضاعف الطول الموجي، وخفض الطاقة إلى النصف، جنبًا إلى جنب مع جزيء خاص قاتل للسرطان يُنشّط فقط بواسطة الضوء، دمر بنجاح الخلايا السرطانية التي كانت ستقاوم العلاج الكيميائي التقليدي.

توضح كيلاس: «الجديد في ما فعلناه هو أننا اتخذنا نهجًا يستهدف شيئًا لا يُعبر عنه بشكل كافٍ في السرطان». أظهرت عينات سرطان البنكرياس والثدي المقاومة للأدوية التي فحصها الفريق، مستويات منخفضة من بروتين يسمى (carboxylesterase 2). نظرًا لأن هذا هو البروتين الذي تستهدفه أدوية العلاج الكيميائي الأكثر شيوعًا، فإن السرطانات ذات المستويات المنخفضة ستكون مقاومة.

تختلف مستويات هذا البروتين من فرد لآخر، لكن استخدام الضوء ثنائي الفوتون يجعل الجزيء يُظهر ألوانًا مختلفة اعتمادًا على المستوى: عندما تكون هناك مستويات عالية من البروتين، فإنه يتألق باللون الأحمر، بينما المستويات المنخفضة، يتألق باللون الأصفر. توضح كيلاس: «بهذه الطريقة يمكنك معرفة ما إذا كان المريض سيستجيب أو يقاوم العلاج الكيميائي، وإذا اتضح وجود استجابة، يمكنك استخدام الجزيء نفسه لعلاجها فعليًا بعد ذلك».

يمكن أن يكون العلاج دقيقًا للغاية. بالنسبة للخلايا الحمراء – التي تظهر مستويات عالية من البروتين – سيعمل العلاج الكيميائي التقليدي لكن الجزيء لن يعمل، لأن البروتين سيكسره. بالنسبة للخلايا الصفراء – والمقاومة للعلاج الكيميائي المنتظم – سيحتفظ الجزيء بشكله، وسيقوم ضوء ثنائي الفوتون بتنشيطه لقتل الخلايا السرطانية.

من المتوقع أن يكون هذا النهج أسهل على المرضى، ويستغرق وقتًا أقل فضلاً عن إمكانية استخدامه في العيادة الخارجية، باستخدام الحقن الوريدي لإعطاء جزيء الحساس الضوئي بحيث يستقر في موقع الورم، واستخدام تكنولوجيا الألياف الضوئية لتوصيل الضوء. أُجري البحث حتى الآن في المختبر فقط، لكن كيلاس تقول إن الخطوات التالية هي الدراسات على الحيوانات، ومن ثم، التجارِب السريرية على البشر.

تعمل كيلاس في مختبر أستاذ الكيمياء (أندرو بيهاري)، الذي وصفها بأنها «موهوبة بشكل استثنائي». ويضيف، «نتطلع لمساعدة الأطباء في اتخاذ قرارات بشأن الأدوية، بالإضافة إلى تزويدهم بعلاج جديد يقتل السرطانات بشكل مختلف عن أدوية العلاج الكيميائي التقليدية».

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أسماء فتحي

مراجعة وتدقيق: ريما الحربي

تويتر: @_reemaharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!