كيف أتخلص من نرجسيتي؟

كيف أتخلص من نرجسيتي؟

28 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

العنود دهام

دقق بواسطة:

زينب محمد

“لا يمكن أن أكون الشخص الوحيد المدرك لصفات النرجسية دون معرفة أي وسيلة لتغييرها أو التخلص منها، وأغلب المقالات التي قرأتها عن النرجسية تُصور سلوك النرجسي على أنه مُتعمدْ، وفي رأيي، النرجسيون غير مُدركون لتصرفاتهم. هل بمقدورك مساعدتنا في رؤية نرجسيتنا بوضوح أكثر؟ واكتشاف ما يمكننا فعله بطريقة مختلفة؟ وإيجاد حل لنرجسيتي؟”

ما معنى النرجسية؟

النرجسية تعد اضطراب استماع، وينخرط الأشخاص الذين بالكاد يتصرفون بنرجسية في حوارات تمتاز بمفهوم الأخذ والعطاء، والإرسال والتلقي، كما أنهم غالبًا ما يتصرفون كالأطفال الصغار ـــ مُركزون فقط على أنفسهم دون غيرهم ـــ وتمسي هذه النزعة مشكلة خصوصًا عندما يريدون شيئًا؛ يصلون له بشتى الطرق حتى ولو كانت تضر الآخرين.

طور القدرة لفعل ما أسميه الاستماع الثنائي لعلاج النرجسية العالية، بالاستماع إلى كلا الجانبين؛ نفسك واهتمامات الناس ووجهات نظرهم بالتساوي.

إليكَ خمس مجالات رئيسة تتناول عجز الاستماع بالإضافة إلى نصائح لتطوير عادات استماعك.

أنا محور كل شيء

يحدث الاستماع النرجسي عندما يعتاد الشخص على سماع أفكاره الداخلية بصوت عالٍ فقط دون الاكتراث والاستماع إلى وجهات نظر الناس. مما ينتج عنه ما يُطلِق عليه الأخصائيون النفسيون نظرية العقل؛ أي القدرة على فهم عقليّات الآخرين واستيعابها.

تود أن تتخلص من عقلية – أنا محور كل شيءـ؟

١. لا تتجاوز الوقت المخصص لك: انتبه للوقت الذي تستغرقه أثناء المحادثة، هل تتحدث أكثر من غيرك؟ التحدث أكثر من الإنصات ربما يشير إلى النرجسية خاصًة في المحادثات التي تشمل شخصين فقط. اسعى إلى تحقيق وقت متساوِ لكلاً من التحدث والإنصات.

٢. حدد الشخص: اعرف مع من أنت تتحدث، هل تولي الآخرين الاهتمام نفسه الذي توليه لنفسك؟ أم كل النقاش يدور حولك فقط؟

٣. تحدث من منطلق عام بدلًا من التحدث عن نفسك: وصف ما أكلته على عشاء الليلة الماضية سيكون عنك فقط، على عكس وصفك لمهارة مطعم معين قد زرته في تحضير أطباق الدجاج.

٤. اطرح أسئلة: توضح الأسئلة مدى اهتمامك بالآخرين، عامًة تبدأ الأسئلة الجيدة بـماذا أو كيف (بالإضافة إلى أين أو متى أو من أحيانًا)؛ “ما هو رأيك حول …؟ ” ” كيف كانت ردة فعلك عندما …؟” تتيح مثل هذه الأسئلة المفتوحة للآخرين مشاركة أفكارهم ومشاعرهم وتجاربهم، على عكس ” ألا …؟” أو ” هل يمكنك…؟” التي إجابتها تكون بنعم أو لا فقط.

٥. احذر من الشخصنة: الشخصنة؛ أي جعل الأمر مسألة شخصية يعني افتراض أن أي شيء يفعله الآخرين يدور حولك بطريقة ما، على سبيل المثال: صديقك أصبح هادئ فجأة، ستفترض أنه “غاضب منك لا محالة”. إذًا ما علاج الشخصنة؟ اسأل ” لاحظت أنكَ هادئ منذ مدة، ما بك؟ بماذا تفكر؟”

تجنب قول كلمة  لكن

تُبين كلمة  لكن رفض ما قاله الشخص الآخر، حيث إنها تشبه علامة الطرح؛ تستبعد ما سمعته عوضًا عن استيعابه.

ما هو حل عادة  لكن؟

١. استمع بمنطقك الجيد: حيث يستمع المنطق السيء إلى الجانب الخاطئ مما يقولوه الآخرون، لذلك استمع لتتعلم، اسأل باستخدام (كيف أو ماذا) لتفهم جيدًا ما قد سمعته، بعد ذلك يحق لك قول وجهة نظرك.

٢. أضف معلومات: بدلًا من نفي ما قاله الشخص الآخر بـ لكن، أضف المعلومات التي تريد إضافتها بقول و، خاصةً إذا كان لديكم وجهات نظر مختلفة استعمل جملة وفي الوقت نفسه.

٣. افترض أن كلاكما على حق: غيّر عقليّة أما أنك/ أو ــ أنا على صواب وأنت على خطأ ـــ إلى ـــ عقليّة كلانا/ و، استمع إلى ما هو صحيح في وجهات نظركم.

صعوبة تقبل النقد

أصعب جزء في سماع ما هو صحيح في كلام الآخرين هو عندما يقدمون النقد خاصًة تقديمها بنبرة غضب، أو استفزاز، أو لوم.

1. ركز على ما قد يكون مفيدًا في التعليقات: أنت لست مثالي؛ لا أحد مثالي لذا أنصت لتتعلم من تعليقاتهم، ستحصل على ما تريد إذا استمعت لما يريده الغير.

2. تعلم من الأخطاء: تلقي تعليقات تتعلق بوصف تصرفاتك التي قد تسبب إشكالية وسماع ما قد يجعل من الأخطاء فرص للتعلم في المرة التالية.

الغضب المتكرر

أثناء الغضب لا يصغي كلٌ من المتحدث والمتلقي لبعضهم البعض، وكما شرحَ صديق لي مرًة “عندما أغضب ما أريده مقدس وما تريده ليس له قيمة”.

1. قل لنفسك “الغضب علامة توقف“: ماذا تفعل عندما ترى علامة توقف؟ تتوقف، هدئ من نفسك قبل مواصلة نقاش المشكلة، وإلا قد تفقد القدرة على سماع مخاوف الشخص الآخر. وما إن تهدأ ستكون قادر على إيجاد حل لكلا الطرفين بدلًا من الإصرار على ” حلها بطريقتك وحدك”.

2. اسأل نفسك ” ماذا يريد كل منكما؟”: اهدف للسمع الثنائي، اربح النقاشات بوضع خطة تعمل لصالحكما.

تمرن

ألق نظرة على كتابي وكُراسة التمارين قوة الاثنين لتطوير هذه المهارات المضادة للنرجسية وتعلم المزيد منها، ستستطيع القضاء على عاداتك النرجسية بالتمرن والعزيمة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: العنود دهام

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!