دراسة تُحدد البروتين الرئيسي المسبب لتلف التهاب المفاصل الروماتويدي

دراسة تُحدد البروتين الرئيسي المسبب لتلف التهاب المفاصل الروماتويدي

15 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين إسماعيل

دقق بواسطة:

أمنية صبري

تعرّف العلماء على بروتين يسمى سلفاتاز2 (sulfatase 2) يلعب دورًا هامًا في التلف الذي يسببه التهاب المفاصل الروماتويدي؛ وهو مرض مزمن يهاجم فيه جهاز المناعة مفاصل الجسم. يصيب التهاب المفاصل الروماتويدي عددًا يقدر بنحو 1.5 مليون مواطن أمريكي.

نُشرت هذه الدراسة في جريدة المناعة الخلوية والجزيئية، وسلّط هذا الاكتشاف ضوءًا جديدًا على الدور الجزيئي المسبب للالتهاب الذي نراه في الروماتويد وهذا بدوره قد يؤدي -يومًا ما- إلى تحسين علاج المرض؛ الذي لا علاج له حتى الآن.

أوضح صلاح الدين أحمد؛ الأستاذ بكلية الصيدلة والعلوم الدوائية بجامعة ولاية واشنطن؛ والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية:

“عامل نخر الورم ألفا؛ TNF-alpha اختصارًا، هو واحد من بروتينات الالتهاب الرئيسية المسببة للروماتويد وتستهدفه العديد من العلاجات المتاحة حاليًا، وعلى الرغم من ذلك؛ يُكوّن المرضى مقاومةً ضد هذه الأدوية بمرور الوقت وهذا يعني أنها لم تعد فعّالة لهم”.

وأضاف: “ولهذا السبب نبحث عن أدوية لم تُكتشف سابقًا. تتبادل الإشارات مع عامل نخر الورم ألفا؛ وعلى هذا الأساس فإن البروتينات التي تتفاعل معه من الممكن أن تُفيد”.

وأفاد أحمد: “على الرغم من أن السلفاتاز، مثل سلفاتاز 2، دُرس بتوسع فيما يخص أدواره في الأنواع المختلفة للسرطان،  إلا أنه لم يبحث أحد عن الكيفية التي من الممكن أن يشارك بها في علاج الالتهابات أو الأمراض المناعية مثل التهاب المفاصل الروماتويدي”.

اكتشف الفريق البحثي هذه الفكرة -أول مرة- باستخدام خلايا تسمى الخلايا الليفية اليافعة التي تُبطّن المفاصل وتحافظ عليها زلقة لتسمح بحركة السائل.

 أشارت روبي سيجل، أحد كبار مؤلفي الورقة البحثية والحاصلة على الدكتوراه، تخرجت في جامعة ولاية واشنطن كلية الصيدلة والعلوم الدوائية إلى أن: “في التهاب المفاصل الروماتويدي؛ تنشط هذه الخلايا -الخامدة في الحالة الطبيعية بواسطة عامل نخر الورم ألفا وعوامل الالتهاب الأخرى وتأخذ سلوكًا هجوميًا”.

وتابعت: “هذه الخلايا لا تموت عندما يفُترض بها ذلك، بل تتكاثر بطريقة أشبه بالورم، مكونة نسيج زلالي ضخم عكس ما يكون في الطبيعي، وفي نفس الوقت؛ تُنشط بروتينات تُدمر الغضروف والعظام”.

 باستخدام الخلايا المبطنة للمفاصل في مرضى الروماتويد؛ قاموا بإزالة سلفاتاز 2 من مجموعة واحدة من الخلايا قبل تحفيز كل الخلايا بعامل نخر الورم ألفا، فوجدوا أن الخلايا الخالية من سلفاتاز 2 لم تُظهر استجابة التهابية مبالغ فيها تجاه عامل نخر الورم ألفا على عكس الخلايا التي تُركت دون تدخل.

 ويقول أحمد: “البحث عن الدور المحتمل للسلفاتاز في الالتهاب كان تخمينًا علميًا لكن بمجرد البحث، وجدنا نمطًا ثابتًا من زيادة السلفاتاز في الأنسجة والعينات المختلفة التي درسناها، وهذا يخبرنا أن عامل نخر الورم ألفا يعتمد على سلفاتاز 2 لإحداث الالتهاب؛ لأنه بمجرد إزالة السلفاتاز 2 تقل التأثيرات الالتهابية لعامل نخر الورم ألفا بشكل ملحوظ”.

 ونتيجة لسلسلة من التجارب على مدار أربع سنوات؛ فإن نتائج الباحثين فتحت الباب لدراسات مستقبلية على الحيوانات لاختبار فعالية حجب سلفاتاز 2 في التخفيف من أعراض التهاب المفاصل الروماتويدي، وهذا قد يؤدي مستقبلاً إلى تطوير تركيبات علاجية جديدة تستطيع إلى جانب بروتينات الالتهاب استهداف سلفاتاز 2 لمنع فقدان العظام وتلف الغضروف وتشوهات المفاصل.

 هذه العلاجات من الممكن أن تعالج النتائج قصيرة المدى لأدوية الروماتويد المتاحة حاليًا، والتي يسبب معظمها تأثيرات جانبية خطيرة.

 أوضحت سيجل: “هذه الأدوية تثبط وظيفة عامل نخر الورم ألفا في جسمك بالكامل، ولكن لها وظائف مناعية مهمة”.

وأضافت أن المرضى الذين يتناولون هذه النوعية من الأدوية يكونون أكثر عُرضة للعدوى وزيادة خطر الإصابة بالسرطان عند الاستخدام طويل المدى.

كما لاحظت أيضًا أن مثبطات عامل نخر الورم ألفا ليست فعّالة لدى كل المرضى، ولا يُنصح بها في بعض المرضى الذين يعانون من حالات صحية أخرى.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين إسماعيل

فيسبوك: yasmein.ismaeil    

مراجعة وتدقيق: أمنية صبري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!