المركبات غير الأفيونية تسحق الألم دون تخدير

المركبات غير الأفيونية تسحق الألم دون تخدير

15 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أماني علاّم

دقق بواسطة:

زينب محمد

وفقًا لدراسة جديدة قادها باحثون في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، حُددت حديثًا مجموعة من الجزيئات خففت الألم لدى الفئران مع تجنب تأثير التخدير الذي يحد من استخدام المواد الأفيونية.

تعمل الجزيئات على نفس مستقبلات الكلونيدين وديكسميديتوميدين -وهي أدوية تستخدم عادةً في المستشفيات كمسكنات- لكن ليس لها علاقة بهم من الناحية الكيميائية وقد لا تسبب الإدمان. إن الكلونيدين وديكسميديتوميدين أيضًا مسكنات ألم فعالة لكنها مخدرة للغاية، لذلك نادرًا ما تستخدم لتخفيف الألم خارج المستشفى.

قال براين شويتشيت، الحاصل على الدكتوراه، والأستاذ في كلية الصيدلة وأحد كبار مؤلفي الدراسة الأربعة التي نُشرت في عدد 30 سبتمبر 2022 من مجلة ساينس (Science): “وجدنا أنه من الممكن فصل التأثيرات المسكنة والمخدرة المرتبطة بهذه المستقبلات، وهذا ما جعلها هدفًا واعدًا جدًا لتطوير الدواء”.

بدأ البحث قبل جائحة كوفيد-19 (COVID-19) بوقت قصير، بهدف إيجاد مسكنات ألم فعالة يمكن استخدامها مع الأفيونات أو بالتزامن معها.

يجمع العمل باحثين من مجموعة متنوعة من التخصصات، من بين المؤلفين المشاركين لشويتشيت؛ آلان باسباوم رئيس علم التشريح في جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو والحاصل على الدكتوراه، وبيتر جمينر عالم الكيمياء في جامعة فريدريش ألكساندر في ألمانيا، ويانج دو عالم الأحياء الهيكلية في جامعة هونج كونج الصينية، وعالم الأحياء الجزيئية ميشيل بوفييه الحاصل على الدكتوراه من جامعة مونتريال.

قال باسباوم: “تمكنا معًا من الانتقال من المستوى الأساسي إلى تحديد جزيئات جديدة قد تكون ذات صلة، ومن ثم إثبات ذلك في الحقيقة، وهذا لا يحدث كثيرًا”.

6 جزيئات من أصل 300 مليون

درس باسباوم المستقبلات الأدرينالية التي تُدعى ألفا-2A (alpha2a) في مختبره ووجد أنها مرتبطة بتخفيف الألم، لذلك شجع شويتشيت للبحث عن المواد التي تنشط هذه المستقبلات.

ولبدء البحث عن الجزيئات التي ترتبط ارتباطًا قويًا بالمستقبلات، قام شويتشيت بالتمشيط الحسابي لمكتبة افتراضية تضم أكثر من 300 مليون جزيء مع استبعاد الجزيئات كبيرة الحجم بالنسبة للمستقبلات الصغيرة. وتلتحم الآلاف الباقية افتراضيًا واحدة بعد الأخرى على نموذج حاسوبي للمستقبلات.

من خلال سلسلة من الاختبارات ضيق شويتشيت المجال من 48 مرشحًا أوليًا إلى ستة، على أساس كيفية ارتباطهم بالمستقبلات في خلايا الإنسان والفأر المزروعة. اختُبرت كل من الستة الأخيرة على ثلاثة نماذج مختلفة للفئران للألم الحاد والمزمن، وخف الألم بنجاح في الحالات الثلاثة. كما أن جزيئات تخفيف الألم، وهي من عائلات مختلفة من الناحية الكيميائية، جديدة تمامًا ولم يُصنع أي منها من قبل.

أوضح شويتشيت: “في حين أن الأدوية القديمة، مثل ديكسميديتوميدين تنشط مجالاً واسعًا من المسارات العصبية، فإن الجزيئات الحديثة تحفز مجموعة فرعية مختارة فقط منها. كما تتركز الجزيئات في الدماغ وترتبط بإحكام بالمستقبلات مما يجعلها مرشحة جيدة لمزيد من التطوير”.

نأمل في 1 من 5 أمريكيين

يحذر باسباوم من أن الأمر قد يستغرق سنوات عديدة من البحث قبل أن تُختبر أي من هذه المركبات في التجارب السريرية. كذلك لم يفهم الباحثون بعد الآثار الجانبية المحتملة لهذه الجزيئات الجديدة، وما إذا كانت هناك عواقب غير مقصودة نتيجة الاستخدام على المدى الطويل.

ومع ذلك فهو يعتقد أنه من غير المحتمل أن يسبب المركب الإدمان، وقال: “يحدث الإدمان عندما يولد الدواء مكافأة، ونحن لم نرَ دليل على هذا”.

في حين أن الأفيونات تساعد المرضى الذين يعانون من الألم نتيجة الجراحة أو السرطان، لاحظ باسباوم أن غالبية الأمريكيين الذين يعانون من أمراض مزمنة (50 مليون أمريكي)، يعانون من حالات أخرى مثل إصابات الظهر وآلام المفاصل والأمراض الالتهابية التي لا تساعدها الأدوية غالبًا. قد تغير المسكنات الجديدة النظرة المستقبلية لهؤلاء المرضى.

أفاد باسباوم قائلاً: “إذا تمكنا من صناعة دواء يعمل مع جرعة أقل بكثير من المواد الأفيونية فسيكون هذا هو الحلم، والحاجة إلى ذلك هائلة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أماني علام

لينكد إن: amany-allam

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!