مد يد العون لطفلك لأداء الواجب المنزلي غالبًا لا يُجدي نفعًا كما تظن

مد يد العون لطفلك لأداء الواجب المنزلي غالبًا لا يُجدي نفعًا كما تظن

11 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

Norah Suhluli

بالنسبة للكثير من أولياء الأمور، فإن مد يد العون للأطفال اليافعين في أداء الواجبات المنزلية يسير جنبًا إلى جنب مع الحرص على تناول أطفالك للخضروات وخلودهم للنوم في الوقت المحدد. إن ما تفعله يمد أطفالك بالحصول على أفضل دافع للحياة.  ومن بين جميع الفوائد الممكنة التي قد يوفرها هذا الوقت المشترك للوالدين مع أطفالهم، قد لا يكون تعزيز الدرجات الدراسية أحدها.

فعلى نطاق مجموعتين من مجاميع البيانات الوطنية، والتي اشتملت على مجموعة من الطلاب في المدارس الابتدائية العامة والخاصة لم يجد الباحثون من الولايات المتحدة أي علاقة كبيرة بين مساعدة الوالدين في الواجبات المنزلية وإنجازات الطفل في الرياضيات أو القراءة.

وبصرف النظر عن مدى ذكاء الشخص البالغ أو الطفل أو حالتهم الاجتماعية والاقتصادية، من غير المحتمل أن يكون للوقت الذي يقضونه في حل واجب الرياضيات معًا تأثير كبير على النتائج الأكاديمية للطالب.

كتب المؤلفون: “وعليه، فإن النتائج التي توصلنا إليها وضعت موضع تساؤل لعقودٍ من التشجيع عن مساعدة الوالدين والسيطرة على الواجبات المنزلية”.

لقد اختلف الأكاديميون في الماضي حول مسألة مقدار المساعدة التي يجب أن يقدمها الوالد بالواجب المنزلي. الموقف الصحيح يمكن أن يغرس في الأطفال حب التعلم. ولكن قد يكون الإفراط في مساعدة الوالدين لأطفالهم، عائقًا أمام رفع درجات الاختبارات أكثر من كونه مساعدة.

كما قد لا يحب الآباء العمل دائمًا أيضًا. حيث تشير الأبحاث إلى أن الآباء يمكن أن ينظروا إلى الواجبات المنزلية على أنها مهمة مرهقة ويمكن أن يخلق ذلك التوتر والضغط في المنزل.  وفي بعض الأوقات الصعبة، قد يقدم الآباء الإجابات لأطفالهم بكل بساطة.

ركزت معظم هذه الدراسات على الأطفال في سن المرحلة المتوسطة والثانوية.  لكن الأطفال في المرحلة الابتدائية هم في فترة مهمة بشكل خاص من التطور؛ حيث يمكن أن يكون للواجب المنزلي تأثير أكبر بكثير سواء كان سلبيًا أو إيجابيًا.

وعليه فقد حاول الباحثون تحديد كيفية تعامل الأطفال الأصغر سنًا بين الصفين الأول والخامس، مع مساعدة الوالدين في واجباتهم المدرسية. وللقيام بذلك، استخدم المؤلفون مجموعات البيانات الوطنية من ١٩٩٧ إلى ١٩٩٨، و٢٠١١. وأخذوا أيضًا في الاعتبار متغيرات، مثل الحالة الاجتماعية والاقتصادية وتعليم الوالدين عند تحليل نتائجهم على عكس الدراسات السابقة،

وحتى عند النظر في مستوى وحجم مساعدة الوالدين لأطفالهم في أداء الواجب المنزلي، لم يجد الفريق أي تأثير. ولا يستطيع المؤلفون التأكد من سبب ذلك، لكن لديهم بعض التفسيرات.

فقد يكون سبب ذلك مثلاً أن ضغط المنزل لا يحفز على التعلم. أو ربما لأن الآباء يقومون بمعظم العمل بدلاً من تعليم أطفالهم كيفية التفكير بأنفسهم.  وعلى كل حال لم يُدرب الآباء مثل المعلمين على كيفية تعزيز مهارات القراءة والرياضيات للجيل القادم.

أوضحت كاترينا بودوفسكي، باحثة سياسة التعليم من جامعة ولاية بنسلفانيا: “تختص المدرسة الابتدائية بتنمية المعرفة، والتي تنعكس بشكل أكبر على مهارات الطفل وعاداته”.

يمكن أن تؤدي التوقعات العالية أيضًا إلى عرقلة تعلم الطفل. إذا شعر الطفل أن والديه يحاصرانه، فقد يضيف ذلك ضغطًا غير ضروري على الموقف بأكمله. وفي الوقت نفسه، المعلم المشغول مع الأطفال الآخرين أقل عُرضة للترهيب.

هذا لا يعني بالضرورة أن مساعدة الأطفال في أداء واجباتهم المنزلية ليس له أي فائدة على الإطلاق؛ حيث إن الدراسة لم تفرق بين أنواع مساعدة الوالدين واكتفت بالنظر في تأثيرها على التحصيل الدراسي. وعلى سبيل المثال في بعض الحالات قد يقضي الآباء وقتًا أطول مع أطفالهم مما قد يكون عمليًا في الأمور خارج الأوساط الأكاديمية، مثل صحتهم العقلية.

اقترحت التقارير من وجهات نظر الأطفال أن دعم الوالدين والثقة مرتبطان بإنجاز أعلى، لذلك يشير الفريق إلى أن هناك حاجة للتمييز بين الأنواع المختلفة من مساعدة الوالدين في أداء الواجب المنزلي.

ينوه المؤلفون أنه في حين أن نتائجهم تشير إلى أن مساعدة الوالدين في أداء الواجبات المنزلية لا تتحول إلى درجات أفضل، فإنهم لم يفحصوا أداء التعليم أثناء جائحة COVID-19.

أصبحت مسؤولية التدريس في عام ٢٠٢٠ فجأة تنسيقًا غريبًا بين المعلم وأولياء الأمور، وربما كانت المساعدة في المنزل عاملاً رئيسيًا في التعلم الناجح عن بُعد.

تقول بودوفسكي: “لقد جعل كوفيد-19 مشاركة الوالدين المحتملة في المدرسة وضعًا مفروضًا على التعليم المنزلي، هذا يختلف تمامًا عن مساعدة الوالدين في أداء الواجب المنزلي عندما يذهب طفلهم للمدرسة بانتظام”.

بالرغم من ذلك، يقترح المؤلفون على المعلمين وصناع القرار إعادة التفكير في اقتراحات واجباتهم المدرسية للمستقبل. قد لا تكون مطالبة الآباء بالمساعدة أفضل طريقة لتعليم الجيل القادم.

نُشرت الدراسة في مجلة البحث في تعليم الطفولة

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: نوره صهلولي

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!