crossorigin="anonymous">
5 أكتوبر , 2022
تشير دراسة كبيرة أجريت على البالغين الفرنسيين، نشرتها المجلة الطبية البريطانية، إلى وجود ارتباط مباشر محتمَل بين ارتفاع استهلاك التحلية الاصطناعية وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك النوبات القلبية والسكتة الدماغية.
وتشير النتائج إلى أن الإضافات الغذائية، التي يستهلكها ملايين الأشخاص يوميًا وتتواجد في آلاف الأطعمة والمشروبات، لا ينبغي اعتبارها بديلاً صحيًا وآمنًا للسكر، بما يتماشى مع الوضع الحالي للعديد من الوكالات الصحية.
تُستَخدَم المُحليات الصناعية على نطاق واسع كبدائل قليلة السعرات الحرارية للسكر. حيث تمثل سوقًا عالميًا بقيمة 7.2 مليار دولار (5900 مليون جنيه إسترليني؛ 7000 مليون يورو) وتوجد في آلاف المنتجات في جميع أنحاء العالم، لاسيما الأطعمة فائقة المعالجة، مثل المشروبات المحلاة صناعيًا وبعض الوجبات الخفيفة والوجبات الجاهزة قليلة السعرات الحرارية.
ربطت العديد من الدراسات بين استهلاك المحليات الصناعية، أو المشروبات، وزيادة الوزن، وارتفاع ضغط االدم والالتهابات، لكن النتائج لاتزال غير واضحة حول دورها في التسبب بأمراض مختلفة، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.
علاوةً على ذلك، قامت العديد من الدراسات على ملاحظة استهلاك المشروبات المحلاة صناعيًا (ASB) كبديل لاستكشاف مخاطر الأمراض القلبية الوعائية، ولكن لم يقم أي منها بقياس كمية التحلية الاصطناعية من إجمالي النظام الغذائي.
لمزيدٍ من التحقيق في هذا الأمر، اعتمد فريق من الباحثين في المعهد الوطني الفرنسي للبحوث الصحية والطبية (Inserm) على بيانات 103388 مشاركٍ (متوسط العمر 42 عامًا؛ 80% إناث) من دراسة إلكترونية أُطلقت في فرنسا عام 2009 لبحث العلاقات بين التغذية والصحة.
قُيم الوارد الغذائي واستهلاك المحليات الاصطناعية من خلال السجلات الغذائية المتكررة على مدار 24 ساعة و أُخِذ بالاعتبار مجموعة من العوامل الصحية، ونمط الحياة، والعوامل الاجتماعية الديموغرافية المؤثرة.
اشتمل التحليل على المحليات الصناعية من جميع المصادر الغذائية (المشروبات، محليات المائدة، منتجات الألبان، إلخ) وبحسب النوع (الأسبارتام، أسيسولفام البوتاسيوم، والسكرالوز).
استهلك حوالي 37% من المشاركين المحليات الصناعية، بالمتوسط تناول 42.46 ملجم/ يوم، وهو ما يعادل تقريبًا عبوة فردية واحدة من بديل السكر أو 100 مل من صودا الدايت.
من بين المشاركين الذين استهلكوا المحليات الصناعية، كان المتوسط لفئات المستهلكين المنخفضة والعالية 7.46 و77.62 ملجم/ يوم على التوالي.
بالمقارنة مع غير المستهلكين، يميل المستهلكون الأعلى إلى أن يكونوا أصغر سنًا، ولديهم مؤشر كتلة جسم أعلى، وأكثر عُرضة للتدخين، وأقل نشاطًا بدنيًا، ويتبعون نظامًا غذائيًا لفقدان الوزن. أيضًا لديهم طاقة أقل، وانخفاض نسبة الكحول، والدهون المشبعة وغير المشبعة، والألياف، والكربوهيدرات، وتناول الفاكهة والخضروات، وتناول كميات أكبر من الصوديوم، واللحوم الحمراء، واللحوم المعالَجة، ومنتجات الألبان، والمشروبات غير المُحلّاة. ومع ذلك، أخذ الباحثون في الاعتبار هذه الاختلافات في تحليلاتهم.
خلال فترة متابعة متوسطها تسع سنوات، حدثت 1502 حالة قلبية وعائية. وشملت النوبات القلبية، والذبحة الصدرية، ورأب الوعاء (إجراء لتوسيع الشرايين المسدودة أو الضيقة إلى القلب) والنوبة الإقفارية العابرة والسكتة الدماغية.
وجد الباحثون أن إجمالي تناول المُحليات الصناعية مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (المعدل المطلق 346 لكل 100000 شخص سنويًا في المستهلكين الأعلى لتلك المحليات و 314 لكل 100000 شخص في غير المستهلكين).
ارتبطت المحليات الصناعية بشكل خاص بخطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية الدماغية (المعدلات المطلقة 195 و150 لكل 100000 شخص سنويًا في مستهلكي وغير مستهلكي المحليات الصناعية بكمية عالية، على التوالي).
ارتبط تناول الأسبارتام بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض متعلقة بالأوعية الدموية الدماغية (186 و151 لكل 100000 شخص سنويًا في المستهلكين وغير المستهلكين بكميات كبيرة، على التوالي)، بينما ارتبط أسيسولفام البوتاسيوم والسكرالوز بزيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية (أسيسولفام البوتاسيوم: 167 و 164 لكل فرد 100000 شخص سنويًا؛ السكرالوز: 271 و 161 لكل 100000 شخص سنويًا في المستهلكين بكمية عالية وغير المستهلكين، على التوالي).
هذه دراسة قائمة على الملاحظة، لذا لا يمكن إثبات السبب، ولا يمكن للباحثين استبعاد احتمال تأثير عوامل أخرى غير معروفة (مربكة) على نتائجهم.
ومع ذلك، كانت هذه دراسة كبيرة قيّمت تناول الأفراد للتحلية الاصطناعية باستخدام بيانات غذائية دقيقة وعالية الجودة، وتتماشى النتائج مع دراسات أخرى تربط التعرض للمُحليات الصناعية بعدة علامات تدل على ضعف الصحة.
على هذا النحو، يقول الباحثون إن نتائجهم تشير إلى عدم وجود فائدة من استبدال المحليات الصناعية بالسكر المضاف على نتائج الأمراض القلبية الوعائية.
وأضافوا أن دراسات الأتراب الاستطلاعية تحتاج إلى تأكيد هذه النتائج وأن هناك حاجة لدراسات تجريبية لتوضيح المسارات البيولوجية.
في غضون ذلك، أشاروا إلى أن هذه الدراسة توفر رؤية أساسية في سياق إعادة تقييم المُحليات الاصطناعية التي تجريها حاليًا هيئة سلامة الأغذية الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية ووكالات صحية أخرى.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: علا محمد حافظ
لينكد إن: ola-hafez
مراجعة وتدقيق: د. شيماء مجدي
لينكد إن: shima-magdy
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً