تساعد الموسيقى مرضى الخرف على التواصل مع أحبائهم

تساعد الموسيقى مرضى الخرف على التواصل مع أحبائهم

5 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

هبة الحسين

دقق بواسطة:

زينب محمد

غالبًا ما يفقد الأشخاص المصابون بالخرف قدرتهم على التواصل اللفظي مع أحبائهم في مراحل متطورة من المرض، لكن هناك دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن ميديسين، بالتعاون مع معهد العلاج بالفنون (ITA)، تُظهر كيف يمكن سد هذه الفجوة بالتدخل الموسيقي الجديد.

في هذا التدخل الطبي -الذي طُوِّر في معهد العلاج بالفنون (ITA) والذي سُميّ جسور موسيقية إلى الذاكرة “Musical Bridges to Memory”- تعزف فرقة ٌحية، موسيقى من شباب المريض مثل أغاني المسرحيات الموسيقية أوكلاهوما “Oklahoma” أو صوت الموسيقى “The Sound of Music”.

أوضح مؤلفو الدراسة أن هذا يخلق اتصالًا عاطفيًا بين المريض ومقدم الرعاية الصحية؛ وذلك من خلال تفاعل كلاهما مع الموسيقى عبر الغناء والرقص والعزف على الآلات البسيطة.

كما لوحظ أيضًا أن هذا البرنامج لعب دورًا في تعزيز المشاركة الاجتماعية للمرضى وخفف من حدة الأعراض العصبية والنفسية، مثل الانفعالات والقلق والاكتئاب، وذلك لدى كلٍ من المرضى ومقدمي الرعاية الصحية على حدٍ سواء.

والجدير بالذكر أن هناك أكثر من 6 ملايين شخص في الولايات المتحدة يعانون من مرض الزهايمر.

وأشار الدكتور بورنا بوناكداربور -كبير الباحثين إلى: “إن هذه الدراسة تُعد استثنائية وغير مسبوقة؛ لأنها استهدفت كلًا من مرضى الخرف، ومقدمي الرعاية الصحية لهم. بينما ركزت معظم الدراسات السابقة، التي استُخدمت فيها الموسيقى لمرضى الخرف، على المرضى فقط”.

واستطرد بوناكداربور، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة نورث وسترن في فينبرغ، وطبيب الأعصاب في نورث وسترن ميديسين قائلًا: “أصبح المرضى قادرين على التواصل مع المحيطين بهم من خلال الموسيقى، في الوقت الذي عجز فيه الاتصال اللفظي عن تأدية مهمته”.

وأضاف قائلًا: “ليس فقط مصابي الخرف هم من يتأثرون بعدم القدرة على التواصل مع العالم من حولهم؛ بل يتأثر به أيضًا أسرهم وأصدقاؤهم . فمن المؤلم ألا تستطيع التواصل مع من تحب!! ولكن حينما يعجز اللسان عن التعبير؛ فإن الموسيقى تمنحهم جسرًا للاتصال ببعضهم البعض”.

الذاكرة الموسيقية لا تتأثر بمرض الزهايمر

قال بوناكداربور: “إن الذكريات الموسيقية تظل عالقةً في الذهن، حتى مع انخفاض القدرة على الكلام  والذكريات الأخرى لمريض الخرف؛ ذلك لأن المناطق المسؤولة عن الذاكرة الموسيقية ومعالجتها في المخ (على سبيل المثال: المخيخ)، لا تتأثر بمرض الزهايمر أو الخرف إلا في المراحل المتطورة للمرض. وبالتالي، يمكن للمرضى الاحتفاظ بالقدرة على الرقص والغناء لفترةٍ طويلةٍ وذلك بالرغم من تضاؤل ​​قدرتهم على الكلام.

كيف صارت الدراسة؟

في الدراسة، سُجل فيديو يجمع بين مصابي الخرف -المرضى المقيمين بمركز سيلفرادو للعناية بالذاكرة (في إحدى ضواحي شيكاغو)- وأولئك الذين يقومون على رعايتهم، وهم يتحدثون ويتفاعلون معًا لمدة 10 دقائق قبل التدخل و10 دقائق أخرى بعده. مع الأخذ في الاعتبار أنه قبل تشغيل الموسيقى، تلقى كلًا من المريض/ مقدم الرعاية تدريبًا على كيفية التفاعل بشكل أكثر فعاليةً أثناء الموسيقى.

أثناء التدخل الموسيقي، والذي استمر 45 دقيقة، أدت مجموعةٌ من موسيقىّ الحجرة ومغنٍ، أغانيَ تروق للمرضى منذ أيام الشباب. في تلك الأثناء، مُنحَ المرضى والقائمون على رعايتهم أدوات بسيطة، مثل الدفوف والهزازات للاندماج مع الموسيقى. وكان معالجو الموسيقى الذين سبق تدريبهم، يتفاعلون تفاعلًا خاصًا مع المرضى أثناء العروض؛ وذلك بدفعهم للدق على الطبول والغناء والرقص.

تبعت هذه التجربة محادثةً جماعيةً، كان فيها المرضى أكثر تفاعلًا وتجاوبًا ومشاركةً مع من حولهم؛ حيث لوحظ على المرضى الآتي: زيادة معدل الاتصال البصري أثناء الحديث، وانخفاض معدل الهياج الحركي، وارتفاع مستوى التركيز، وانخفاض مستوى التشتت، وتحسُن المزاج العام. على عكس المجموعة الضابطة، التي لم تتلقً التدخل وخضعت للرعاية والبرامج اليومية المعتادة؛ ولم تُظهر مثل هذه التغييرات في نفس الإطار الزمني.

يشمل البرنامج 12 جلسة على مدى ثلاثة أشهر.

صار بإمكان الجميع الاتصال بأحبائهم

قبل هذا التدخل، لم يتمكن بعض الأفراد من التواصل الجيد مع أزواجهم وأحبائهم. إلا أنهم بدؤوا بالعزف والغناء والرقص معًا أثناء الدراسة، مما أحدث تغيُّرًا مهمًا للعائلة. هذه التغيُّرات لم تقتصر فقط على سلوكهم داخل الجلسات؛ بل خارجها أيضًا.

قال جيفري وولف، معالج الموسيقى العصبية والزميل في (ITA) ورئيس برنامج الجسور الموسيقية إلى الذاكرة: “مع تطوُّر البرنامج، دعا مقدمو الرعاية العديد من أفراد أسرة مريض الخرف للانضمام للبرنامج”. وأضاف قائلًا: “لقد أصبحت تجربة تطبيعية لجميع أفراد الأسرة؛ فقد أتاحت للجميع الارتباط بأحبائهم، مهما كانت درجة الخرف التي يعانون منها”.

الخطوة التالية في البحث، هي إجراء الدراسة على مجموعة أكبر من المرضى، لذا مَنح الصندوق الوطني للفنون (National Endowment for the Arts)، كلًا من، معهد العلاج بالفنون (ITA) وجامعة نورث وسترن (Northwestern) منحة مدتها ثلاث سنوات للتوسُّع في هذه الدراسة.

وقد أُطلق على هذه الدراسة اسم (الجسور الموسيقية إلى الذاكرة؛ تدخل موسيقي ثنائي تجريبي لتحسين التفاعل الاجتماعي في حالات الخرف).

وكان من بين مؤلفي جامعة نورث وسترن المشاركين في الدراسة، المشاركة الأولى (ريانا شيفر)، وشاركت أيضًا المؤلفة المشاركة الأولى (إيمي كارستينز)، والتي كانت تعمل سابقًا في Northwestern، وهي تعمل الآن في مايو كلينيك Mayo Clinic، روتشستر.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: د.هبة الحسين

لينكد إن: heba-alhussein

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!