النظام الدفاعي للأرض: اصطدام مسبار ناسا الفضائي بكويكب دايمورفوس

النظام الدفاعي للأرض: اصطدام مسبار ناسا الفضائي بكويكب دايمورفوس

2 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

رانيا أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

اصطدم مسبار ناسا الخاص بتجربة إعادة توجيه الكويكب المزدوج بالكويكب دايمورفوس في تمام الساعة 7:14 مساءًا بتوقيت المنطقة الزمنية الشرقية يوم الإثنين الموافق 26 سبتمبر في أول محاولة بشرية لتغيير مساره. وتعتقد ناسا أن تلك الخطوة دليلاً هامًا على قدرة الإنسان في ردع خطر الاصطدام بالكويكبات وتجنب حدوث اصطدامًا كارثيًا بكوكبنا.

حقوق الصورة: وكالة ناسا الفضائية

ويبلغ وزن مسبار تجربة إعادة توجيه الكويكب المزدوج نحو 1,210 رطلاً، أي 550 كيلوجرامًا، وهو مجس مكعب الشكل خفيض يتألف من محسسات ومجسات ومحرك أيوني وزوج من المصفوفة الشمسية، يبلغ ارتفاع كل منهما على حدة 28 قدمًا (أي 8.5 مترًا)، ثم اصطدم مباشرةً بعرض 525 قدمًا (أي 160 مترًا) بالكويكب دايمورفوس أثناء تحركه نحو ما يقرب من 13,420 ميل في الساعة (أي 21,160 كيلومترًا) في الساعة حيث تفتت مباشرةً عقب التصادم.

كما أوضح لوري جليز، مدير شعبة علوم الكواكب بوكالة ناسا أثناء البث الشبكي للحدث: “الآن حينما يبدأ دور العلم ويؤثر فينا، عندئذٍ سنرى كيف كنا أيضًا مؤثرين”.

كان هدف المجس إبطاء مدار دايمورفوس حول الكويكب الأكبر دايديموس بعرض يبلغ 1,280 قدمًا (أي 390 مترًا)؛ حيث ستنسب ناسا نجاح تلك المهمة عندما يتباطؤ المدار الأرضي المتوسط دايمورفوس  نحو 73 ثانية وسيتضح التغير الحقيقي بعد مرور ما يقرب من 10 دقائق، عندئذٍ لن يشكل الكويكب خطرًا على الأرض.

  وأفادت نانسي تشابوت -قائدة التنسيق بمهام اختبار إعادة توجيه الكويكب المزدوج بالبث الشبكي المباشر لذلك الحادث- أنه سوف تتوالى المعلومات إلينا في غضون أسابيع وستخبرنا كيف تمت المهمة بنجاح.

ولكي يصل المسبار إلى الكويكبين، استغرقت تلك الرحلة نحو 10 أشهر أو 7 مليون ميل فيما يعادل 11 مليون كيلومترًا من منصة الانطلاق من قاعدة فاندنبرج الجوية بكاليفورنيا حيث انطلق فالكون 9 بعيدًا في الفضاء. 

 التقطت الاستطلاعات على متن ديديموس وكاميرات الكويكب للملاحة البصرية اللحظات الأخيرة لتلك التجربة التي يُوجَه فيها المسبار تلقائيًا نحو الكويكب البعيد حتى يصطدم به.

 وقد أفاد علماء ناسا بأن دايمورفوس لم يكُ مرئيًا لنظام كاميرات الكويكب للملاحة البصرية الخاص بالتجربة حتى قبل حدوث التصادم بساعة واحدة، حيث ظهر بمجال رؤية الكاميرا بمقدار واحد بيكسل.

 وقد ظهر الكويكب بحجمه الطبيعي بعدسة 42 بيكسل قبيل التصادم بثلاث دقائق. وبمجرد اقتراب المسبار من دايمورفوس بدت التضاريس الصلبة وظلال الصخور المتواجدة عليه بصورة أوضح قبل حدوث تشوش بالصورة.

ثم التقطت كاميرات المسبار الصور النهائية للهدف التي يمكن رؤيتها من خلال قناة ناسا على اليوتيوب — بلحظات معدودة قبيل تجربة إعادة توجيه الكويكب المزدوج. 

وسيحصل العلماء على صور أفضل لذلك التصادم مباشرةً عقب الانتقال إلى وكالة الفضاء الإيطالية ليسيا كيوب، وهو مسبار أصغر يُدعى كيوبسات وقد انفصل عن دارت في سبتمبر 2011؛ حيث يدور عقب التصادم على مسافة تبلغ 34 ميل (أي 55 كيلومترًا)، وسيعيد بث صورٍ إلى الأرض عن تغيير المسار والشظايا المتناثرة عقب التصادم. ومن الآن فصاعدًا سوف تُدرج تلسكوبات بالقارات السبع لملاحظة الكويكب ولقياس صقل الصخور المتناثرة من التصادم لحساب مدى التغيرات المدارية الحادثة. 

ولقد رُصد ذلك الاصطدام عبر المراصد الأرضية وتلسكوبيّ جيمس ويب الفضائي  وتلسكوب هابل الفضائي ووكالة مسبار لوسي.

 وسيساعد ذلك الرصد علماؤنا لإدراك القوة المطلوبة لتلافي تصادم أي كويكب بكوكبنا.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة : د. رانيا أحمد حافظ

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!