السّلاح الخفيّ لوقف البنزوديازبين بأمان

السّلاح الخفيّ لوقف البنزوديازبين بأمان

2 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

مريم مجدي

دقق بواسطة:

زينب ديرشة

تُظهر دراسة حديثة أنّ الدَّعم النّفسي سيزيد فرصك في الشفاء بنجاح.

توصف أدوية البنزوديازبين غالبًا للقلق والمساعدة على النوم، ولكن لديها العديد من الآثار الجانبيّة والمخاطر.

يكون الاستخدام لفترة قصيرة عادةً آمنًا؛ كي لا يعتمد عليه جسد المريض ويُدمنه سريعًا وبالتّالي يصعب توقّفه عنه.

لذلك فإن احتمالات نجاح العلاج النّفسي مع أخذ الدواء تزيد من تعافي الأشخاص بمعدل مرتين أكثر، ويعتبر تقديم المشورة النّفسيّة أفضلَ في العلاج من الاعتماد على الدواء فقط، ومن ثَمَّ يكون البنزوديازبين من أكثر أنواع الأدوية الموصوفة في العالم.  

فمن أمثلة الأدوية الموصوفة التي تحتوي على بنزوديازبين: لورازيبام (أتيفان)، وديازيبام (فاليوم)، وألبرازولام (زاينكس).

يوجد أدوية شبيهة للبنزوديازبين في تأثيرها الدوائيّ وترتبط أيضًا بمُستقبلات البنزوديازبين في الدماغ، وتتضمن الزولبيديم (أمبين) وإيسزوبيكلون (لونيستا).

تُظهر الدراسات أنّه بالرَّغم من أنّ البنزوديازبين وشبيهة أدوية علاجية مفيدة، وتوصف غالبًا لاضطرابات النوم والتشنج العضلي والقلق والتّشنجات، إلا أنّ الاستخدام لفترة قصيرة هو الأمثل؛ لأن البنزوديازبين يسبب الاعتياد عليه. ولسوء الحظ ينتهي المطاف بالعديد من الأشخاص إلى استخدام الدواء لفترة طويلة وتصل نسبتهم إلى 15%.

يحدث تراجع في استجابة المريض للدواء (تحمّل دوائيّ) بعد مدة لا تتجاوز الأسبوعين من بداية العلاج به يوميًّا وأعراض انسحابيّة كذلك. ويقِلُّ التأثير الدوائيّ نتيجة للتراجع ذاته، ويحتاج الأشخاص إلى جَرَعات أعلى فأعلى لتحقيق التّعافي.   

تظهر الأعراض الانسحابيّة إذا توقف المريض فجأة عن الدواء وتشمل: القلق ونَوْبات الهلع والأرق.

وتكون الأعراض الانسحابية للبنزوديازبين وشبيهة في الحالات الشديدة مهدّدة للحياة وتسبب تشنّجات وهلوسة.

ولا شك أنّ العديد من الأشخاص الذين كافحوا في محاولة التّوقف عنه سريعًا، حَمَوْا أنفسهم من الاستخدام لفترة طويلة.

عيوب ومميزات عن البنزوديازبين وشبيهه

تعمل هذه الأدوية عن طريق تنشيط مُسْتقبلات البنزوديازبين في الدماغ، فإذا اُسْتُخدمتْ لفترة قصيرة سيكون هذا مفيد جدًا في علاج المُشكلات التي من أجلها صُمّمت هذه الأدوية مثل: الأرق ونَوْبات الهلع.

لكن تأتي هذه الأدوية بعِدَّة مُشكلات تتضمن الأعراض الجانبية الشائعة، مثل: ثقل الكلام، وفقدان الذاكرة، والتشوّش، وقلة النوم، وزيادة مخاطر السقوط.

وقد تحدث حوادث سيارات بسسب ردّ الفعل المتأخر أو التهدئة الزائدة التي تحدث من الدواء، لذلك إذا أصبح لدى الأشخاص تراجعًا في استجابتهم للدواء، بمجرد زيادة الجَرْعة تتحقق الفائدة الدوائيّة لكن تزداد الأعراض الجانبية أيضًا. أحيانًا يبدأ بعض الأشخاص بتناول الدواء بجَرْعات أكثر من الموصوفة وبالتّالي يُدمنون.

على سبيل المثال لا الحصر، هذه الأدوية خطِرَة على كبار السّن، فقد وضعتْ العديد من المُنظّمات الكبرى الطبيّة والنفسيّة إرشادات مجتمعيّة للتوعيّة ضدّ استخدامها؛ لأنّها تزيد من مخاطر كسر الوِرْك، ومرض الخَرَف والتّشوّش.

هذه الأدوية أشدّ خطورة مع متعاطي المخدرات. فعندما يتزامن أخذ هذه العلاجات مع التعاطي، حيث يتفاعل البنزوديازبين وشبيهه مع الأفيونات والأدوية المهدّئة الأخرى ويؤدي هذا المزيج دائمًا لحدوث جَرْعة زائدة، ومن ثَمَّ الوفاة. يوجد العديد من الأسباب لنُصْح مستخدمي دواء البنزوديازبين وشبيهه لفترات طويلة بإيقافه؛ لما لديه من أعراض جانبيّة خَطِرة على دماغ كبار السن، ومَنْ منهم فوق خمسة وستين عامًا عليه إيقاف هذه الأدوية.

ويُوجّه مدمنو الكحوليّات والمخدرات غير المشروعة، أو البنزوديازبين للتّقليل تدريجيًّا حتى لو تناولوه لفترة طويلة ومازال لديهم الحالة المسببة لأخذ هذا العلاج نفسها.

يسبب البنزوديازبين تراجعًا لاستجابة الجسم له وأعراضًا انسحابيّة وإدمانًا، لكن تَكْمن الصعوبة في أنّ إيقافه يكون سهلًا قولًا لا فعلًا.

وتقِلّ معدلات النجاح في إيقافه حيثُ تصل لمعدل 0.6 من الأشخاص القادرين على ذلك بالنسبة للمرضى الذين يتلقَوْن رعاية دائمةً وذلك وفقًا لما أوضحته دراسة أُجريت في المملكة المتحدة.

حيثُ يتلقّى بعض الأشخاص التعليمات ببساطة من طبيب الرعاية الأولية مع كيفية إيقافه بالتدريج.

نتائج الدراسة

نحتاج أن نعرف بوضوح أكثر عن كيفية التوقف عن هذا الدواء، أو ما يسمى أيضًا بتخفيض جَرْعة الدواء الموصوفة، مثل: إبطاء معدل أخذ الدواء تدريجيًّا وتقليل الجَرْعة ببطء حتى تصل إلى 10-25% من الجَرْعة كلّ أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، أو الاعتماد في العلاج على وصف أدوية بديلة مع الدّعم النفسي، مثل السلوك المعرفي أو العلاج التكميليّ.

كشفتْ دراسة جديدة عامة عن معرفة مدى أهمية العلاج التكميليّ ومساعدته في زيادة معدلات النجاح في وَقْف الدواء المستخدم لفترة طويلة (أكثر من أربعة أسابيع). إلى الآن لم نصل لقياس الجَرْعة اليوميّة من البنزوديازبين أو شبيهه، وللقيام بذلك يجمع الباحثون العديد من التجارب السريريّة المنشورة ويُحلّلون هذه البيانات.

حيثُ وجدوا أنّه عند إضافة العلاج التكميليّ مع تقليل جَرْعة الدواء تدريجيًّا (في هذه الدراسة تقليل الجَرْعة بمقدار 10-50% خلال أكثر من أربعة إلى اثني عشر أسابيع) يجعل عدد الأشخاص الذين يستطيعون وَقْف الدواء يصل خلال أربعة أسابيع للضعف (تصل نسبة الخطر 2) وتزداد فُرَصهم إلى ثلاثة أضعاف عند إيقافه على مدى أكثر من أربعة أسابيع (تصل نسبة الخطر 3).

وُجِد أن 75% من مجموعة الأشخاص الذين لاقَوْا الدّعم كانوا قادرين على وَقْف الدواء خلال أربعة أسابيع وتقريبًا نصف المجموعة قادرة على استمرار وَقْف الدواء لمدىً بعيد، فمن المثير للدهشة أن الأدوية التي تحتوي على الميلاتونين والباروكستين، أو التغيير إلى نوع آخر من البنزوديازبين ساعدتْ في وَقْف هذا الدواء لفترة قصيرة لكن لم تُعطِ تأثيرًا واضحًا عند استخدامها على المدى البعيد وذلك وُفْقًا للمعايير.

كيف يبدو الدعم النفسي؟

يوجد العديد من الدراسات تُظهر أن العلاج السلوكيّ المعرفيّ معتمد على التدخل العلاجي ومساعدة الطبيب لك، وبإمكانه ذلك بطريقتين أخريين أكثر بساطة هما: توعية المريض وطمأنته، وأيضًا وضع خطة فردية للمريض، يضعها مدرّبان متخصّصان مع المتابعة لأكثر من أسبوعين أو أقلّ وذلك بحسب دراسة.

ولإيجاز ما سبق نقول: إنّ أساليب الدّعم النفسيّ باتت واضحة، لكن كانت نقطة الضَّعْف في هذه الدراسة أن أغلب المرضى ليس لديهم أمراضًا عقليّة، مثل: مرض الخرف أو الاضطربات النفسية الشديدة، ولم يكونوا من متعاطيّ المخدرات أو يأخذوا أيّ أدوية نفسيّة أخرى.

لذلك من المُحْتمل أن المرضى الذين لديهم أمراضًا عقليّة قد يحتاجون أكثر إلى العلاج المكثف، لكن إلى الآن ما زال غير معروف هل نجاح التوقّف عن البنزوديازبين يتم بمساعدة الدّعم النفسيّ أم لا؟

ما توصّل إليه بعض العاملين منّا في مجال الصّحة العقليّة لا يثير دهشتنا بأنّ الدّعم النفسيّ يصنع فرقًا كبيرًا في التّوقف عن الدواء.

لذلك فإنّ مثل هذه الدراسات الهامة تُعدّ إثباتًا لما نعمله، حيثُ يستطيع الأشخاص الذين يريدون وَقْف البنزوديازبين فعل ذلك بما يناسبهم، وقد يحتاج ذلك إلى مجموعة من الزّيارات لمقدمي الرعاية الأوليّة المدرَّبين أو مقدمي خدمات الصّحة العقليّة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: مريم مجدي

مراجعة وتدقيق: زينب درشي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!