المبيدات الحشرية وسرطان الغدة الدرقية.. دراسة تكشف “الخطورة”

المبيدات الحشرية وسرطان الغدة الدرقية.. دراسة تكشف “الخطورة”

31 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين محمد علي

دقق بواسطة:

عبير فراج

دراسة جديدة عن أنواع من المبيدات الحشرية شائعة الاستخدام في الزراعة

بحث جديد قدمته جامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس يدرس العلاقة بين استخدام المبيدات الحشرية ومخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بالمناطق الزراعية بوسط كاليفورنيا، ومن خلاله وأثناء المتابعة لمدة عشرين عامًا ووضْع نماذج للملوثات الأُحادية ومراجعة 29 نوعًا من المبيدات الحشرية؛ تَبيَّن ارتباط 10 أنواع منهم بالإصابة بسرطان الغدة الدرقية، وشملت هذه الأنواع العديد من أكثر المبيدات الحشرية استخدامًا في الولايات المتحدة ومنها ثنائي كلوريد الباراكوات (paraquat dichloride)، والجليوفسات  (glyphosate)، والأوكسي فلوروفين (oxyfluorfen) .

نُشِرَت الدراسة بالمجلة الدورية لطب الغدد الصماء السريري والأيض (The Journal of Clinical Endocrinology & Metabolism).

بالإضافة إلى ذلك، ازداد خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على نحو متناسب مع عدد المبيدات الحشرية المستخدمة التي تعرّض لها الأشخاص المشاركون في الدراسة قبل 20 عامًا من التشخيص أو المقابلة البحثية، وفي كل النماذج البحثية ارتبط ثنائي كلوريد الباراكوات بسرطان الغدة الدرقية.

حيث أكد الباحثون أن هذه الدراسة تقدم أول دليل يؤيد الافتراض القائم على أن تعرض المناطق السكنية للمبيدات الحشرية المُستخدمة في الزراعة مرتبط بازدياد مخاطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

كما يتضح في اتجاهات الرسم البياني ازدياد استخدام مركبات الجليوفوسات، إلى جانب الأوكسي فلوروفين، وثنائي كلوريد الباراكوات، والناليد، والبنوميل في ولاية كاليفورنيا في الفترة من عام 1979 إلى عام 2012.

وازدادت حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بشكل ملموس خلال 30 عامًا الماضية في الولايات المتحدة الأمريكية، وارتفعت بنسبة %3 سنويًا، وبينما يرجح بعض الخبراء أن هذه الزيادة كانت نتيجة لوجود طرق أفضل للكشف عن المرض، إلا أن هناك بعض التقارير التي  تفيد بأن هناك عوامل أخرى لخطر الإصابة بالمرض وتلك العوامل المختلفة قد تفسر هذه الزيادة المرتفعة، منها عوامل بيئية، أو وراثية، أو نظام معيشة السكان.

أي الفئات أكثر عرضة للإصابة بسرطان الغدة الدرقية؟

 وقد ناقشت دراسات قليلة التعرض البيئي وتأثيره على نسب الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، باستثناء تلك الدراسات التي ركزت على التعرض للإشعاع، كما بينت ارتفاع مخاطر الإصابة بالمرض للأشخاص العاملين بالصناعات الجلدية، والخشبية، والورقية، وأيضًا أولئك الذين يتعرضون للمذيبات البيئية، والمواد المثبطة للاشتعال، والمبيدات الحشرية.

الآثار الضارة لاستخدام المبيدات الحشرية

بعض هذه المبيدات الحشرية أُثبِتت أنها عوامل مسببة للطفرات الجينية أو ظهر تأثيرها في المُختبر على إحداث نمو في الأورام وخلل أو شذوذ بالكروموسومات، منها الجليفوسات -وهو المادة الفعّالة في مبيدات الأعشاب شائعة الاستخدام- و19 نوعًا أخر ثَبُتَ أنها تسبب تلفًا للحمض النووي بالخلية، كما تُغيِّر من إفراز هرمون الغدة الدرقية وهو ما ارتبط بخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية.

كانت الدراسات السابقة للمبيدات الحشرية وسرطان الغدة الدرقية متضاربة أو ربما واجهت بعض القيود في منهجيتها، منها الإبلاغ الذاتي عن التعرض للمبيدات، وقلة أو عدم وجود معلومات كافية عن المبيدات المحددة، وانخفاض أعداد عينات البحث.

الدراسة البحثية الجديدة عن العلاقة بين استخدام المبيدات الحشرية والإصابة بسرطان الغدة الدرقية

رجّح الباحثون أن التعرض للمبيدات الحشرية يمثّل حلقة مفقودة تستدعي المزيد من البحث والتقصّي، وأجروا دراسة للحالات الإفرادية المقترنة بحالات ضابطة (أي دراسة للحالات المصابة بالمرض وأخرى غير مصابة بالمرض) واستعانوا بحالات مصابة بسرطان الغدة الدرقية من سجل كاليفورنيا للسرطان في الفترة (1999-2012)، والحالات الضابطة (غير المصابة) من القاعدة السكانية. شُخِّص المشاركون في الدراسة بسرطان الغدة الدرقية، المقيمون في المنطقة السكنية قيد الدراسة، البالغون من العمر 35 عامًا أو أكبر، أما العناصر الضابطة (غير المصابة بالمرض) فهم يعيشون بنفس المنطقة الجغرافية، وفي نفس المرحلة العمرية، ويسكنون في كاليفورنيا منذ 5 سنوات على الأقل قبل اشتراكهم بالدراسة، شملت العينة قيد الدراسة 2067 حالة مصابة بسرطان الغدة الدرقية، و1003 حالة غير مصابة بالمرض (الحالات الضابطة).

فوجد الباحثون تعرض المناطق السكنية لأنواع متعددة بلغت 29 نوعًا من المبيدات الحشرية الزراعية التي تسبب تلفًا للحمض النووي أو خللًا بالغدد الصماء، واستخدموا نظام المعلومات الجغرافية المعتمد ليتمكنوا من تقدير قيم التعرّض التقديرية لكل مشارك في الدراسة.

كما تحتل كاليفورنيا المرتبة الأولى بين الولايات المتحدة الأمريكية في الإنتاج الزراعي، كذلك بلغ استخدامها للمبيدات الحشرية في الزراعة عام 2008 إجمالي 162 مليون رطل وهو ما يمثل %25 من استهلاك الدولة، وفي الوقت نفسه زاد معدل حالات سرطان الغدة الدرقية المتطور.

آراء الخبراء تؤكد أضرار استخدام المبيدات الحشرية على صحة الإنسان

صرَّحت الدكتورة أفيتال هراري -الأستاذة المساعدة بقسم جراحة الغدد الصماء بجامعة كاليفورنيا بلوس أنجلوس والمؤلفة والباحثة الرئيسية لهذه الدراسة قائلة: “لقد ازدادت حالات الإصابة بسرطان الغدة الدرقية على نحو مطرد خلال العقود القليلة الماضية، بالإضافة إلى ذلك، فإن خطر الإصابة بالأنواع المتطورة من سرطان الغدة الدرقية -التي يمكن أن تزيد من احتمالية عودة السرطان مرة أخرى أو خطر الوفاة- قد وُجِدَت بنسب أعلى في ولاية كاليفورنيا مقارنة بالولايات الأخرى، لذلك فمن الضروري أن نوضح عوامل الخطر للإصابة بسرطان الغدة الدرقية ونعرف مسببات المرض القابلة للتغيير وذلك لنحد من المخاطر للأجيال القادمة”.

ثم أضافت قائلة: “يرجح بحثنا أن هناك ارتباطات جديدة بين التعرض للمبيدات الحشرية وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، خاصةً التعرض للمبيد الحشري الباراكوات الذي تأكد ارتباطه بخطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية”.

“وعلاوةً على ذلك، فالتعرض لمبيدات حشرية أخرى مع الباراكوات في آن واحدٍ في نماذج الملوثات المتعددة أيضًا يرجح زيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، والتعرض لكميات أكبر من المبيدات الحشرية على مدار 20 عامًا يزيد من خطر الإصابة بهذا المرض على نحو مطرد، كما نحتاج للمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج التي وصلت إليها الدراسة وللحصول على رؤية أفضل لآليات عمل المبيدات الحشرية وما تسببه للإنسان”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين محمد علي

لينكد إن: yasmine-m-aly

مراجعة وتدقيق: د. عبير فراج

لينكد إن: abeer-farrag


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!