crossorigin="anonymous">
30 أغسطس , 2022
الكثير منّا يعلم جيدًا أن المثالية والكمال التام صفةٌ يجب أن نفخر بها، لاسيما في البيئات المهنية والعملية. فالمجتمع يرسم السعي للكمال على أنه علامة للفرد المكافح والطموح والمتميز.
ولكن على العكس تمامًا، فإن الأبحاث الناشئة في علم النفس تشير إلى أننا ندفع ثمنًا باهظًا لسعينا نحو المثالية التامة.
فيما يلي ثلاث طرق في كيف يجعلنا وهم الكمال عُرضة للضرر النفسي:
يُقسِّم البحث النفسي في فهم ماهية الكمال لدى الشخصية المثالية إلى ثلاث فئات:
تُقدم بعض الدراسات الحديثة دعوة استيقاظ لأي شخصٍ يرى أن الكمال سمة تستحق الإعجاب بها أو يسعى جاهدًا لتحقيقها. ففي هذه الدراسة لُخصت المثالية في معظم الحالات على أنها تؤدي إلى الاكتئاب الحاد، بغض النظر عن نوع الكمال الذي ينغمس فيه الفرد. فينبغي أن يكون هذا تحذيرًا بعدم ترك ميولنا إلى السعي نحو الكمال أن تحركنا حتى لو كانت النتائج إيجابية.
فتقول عالمة النفس والكاتبة كاترينا رنيك: “إن ما توصلنا إليه قد يلقي الضوء على سبب استمرار الناس في السعي للكمال على الرغم من أضراره القاسية”.
يمكن أيضًا تصنيف المثالية أو الطرق التي يُعبّر بها الأشخاص الساعين إلى المثالية عن أنفسهم للآخرين إلى ثلاثة أنماط:
بغض النظر عن كيفية السعي وراء الكمال، فإنه غالبًا ما يؤدي إلى العزلة الاجتماعية بمرور الوقت. يبذل الفرد الساعي للمثالية جهودًا كبيرة لتحقيق التوقعات غير الواقعية والمستحيلة التي فرضها على نفسه؛ مما يؤدي إلى حصول فجوةٍ كبيرة بينه وبين ذاته وبين الآخرين أيضًا، فإن تمييز نفسه على أنه أفضل أو أكثر قدرةً وكفاءة من البقية تجعل منه شخصًا وحيدًا في نهاية المطاف.
فتفسر رنيك قائلةً: “على الرغم من أن الأشخاص الذين يتطلعون إلى الكمال يقدمون أنفسهم بطرقٍ يأملون أن تنال على استحسان الآخرين، فإن أساليبهم هذه غالبًا ما تأتي بنتائج عكسية. وهذا لأن الأشخاص المروجين لذواتهم بشكلٍ مثالي خالٍ من العيوب؛ يمكن أن يُنظر لهم على أنهم مخادعون وغير محبوبين. فعدم مشاركة نقاط الضعف والاكتفاء بنقاط القوة فقط قد يرسم حدودًا واضحة ويمنع تكوين علاقاتٍ ذات روابط عميقة، مما يؤدي بذلك إلى الشعور بالوحدة والعزلة والابتعاد عن الناس”.
وجد عالما النفس مارتن سميث وسيمون شيري في دراسةٍ حديثة أن الأشخاص الذين يملكون آباءً يلّحون بلا هوادة على أبناءهم أن يكونوا أفضل هم أكثر عرضةً للسعي نحو الكمال والمثالية، في أنفسهم وفي الآخرين.
أوضح سيمون شيري: “الآباء المطالبون والذين ينتقدون بشدة يربّون أطفالًا يسعون للكمال في كل شيء. هؤلاء الآباء يصنعون أطفالًا ينتقدون أنفسهم طوال الوقت ويشعرون بخيبة أمل الآخرين في نفوسهم”.
أما بالنسبة لمن قد صنّف نفسه على أنه باحثٌ للكمال أو قد يخشى نقل هذه السمة إلى أطفاله بغير قصد، فإن علماء النفس يوجهون له الكلمات الآتية:
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: نورة سعود
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً