كشف تحليل لأكثر من 100000 مشارك خلال فترة متابعة مدتها 30 عامًا أن البالغين الذين يؤدون ما بين ضعفين إلى أربعة أضعاف المقدار الموُصي به حاليًا من النشاط البدني المعتدل أو القوي أسبوعيًا انخفض لديهم خطر الوفاة بشكل ملحوظ، وفقًا لبحث جديد نُشر اليوم في مجلة الدورة الدموية لجمعية القلب الأمريكية. كان الانخفاض 21-23٪ للأشخاص الذين يمارسون ضعفين إلى أربعة أضعاف الكمية الموُصي بها من النشاط البدني القوي و26-31٪ للأشخاص الذين يمارسون ضعفين إلى أربعة أضعاف الكمية الموصي بها من النشاط البدني المعتدل كل أسبوع.

وُثق جيدًا أن النشاط البدني المنتظم مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة. في عام 2018، أوصت إرشادات النشاط البدني الصادرة عن وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية للأمريكيين البالغين بممارسة ما لا يقل عن 150-300 دقيقة/أسبوع من النشاط البدني المعتدل أو 75-150 دقيقة/أسبوع من النشاط البدني القوي، أو مزيج  مماثل من كلا الشدتين.

التوصيات الحالية لجمعية القلب الأمريكية، والتي تستند إلى إرشادات النشاط البدني في HHS، هي 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من التمارين الهوائية متوسطة الشدة أو 75 دقيقة في الأسبوع من التمارين الهوائية القوية أو مزيج من الاثنين معًا.

قال دونغ هون لي، باحث مشارك في قسم التغذية في كلية هارفارد تي.اتش. تشان للصحة العامة في بوسطن، والحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم: “إن التأثير المحتمل للنشاط البدني على الصحة كبير، ومع ذلك لم يتضح بعد إذا كان الانخراط في مستويات عالية من النشاط البدني المطول أو القوي أو معتدل الشدة فوق المستويات الموُصي بها يوفر أي فوائد إضافية أو آثار ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية”، وأضاف: “استفادت دراستنا من التدابير المتكررة للنشاط البدني المُبلغ عنه ذاتيًا على مدى عقود لفحص الارتباط بين النشاط البدني طويل المدى خلال منتصف وأواخر مرحلة البلوغ والوفاة”.

قام الباحثون بتحليل بيانات الوفيات والسجلات الطبية لأكثر من 100000 بالغ جُمعت من دراستين كبيرتين مستقبليتين: دراسة صحة الممرضات ودراسة متابعة المهنيين الصحيين الذكور من 1988-2018. كان المشاركون الذين  فُحصت بياناتهم 63٪ إناث، وأكثر من 96٪  من البالغين البيض. كان متوسط ​​أعمارهم 66 عامًا ومتوسط ​​مؤشر كتلة الجسم 26 كجم/م² خلال فترة المتابعة البالغة 30 عامًا.

أبلغ المشاركون بأنفسهم عن نشاطهم البدني في أوقات الفراغ من خلال إكمال استبيان اُعتمد لدراسة صحة الممرضات أو دراسة متابعة المهنيين الصحيين كل عامين. تضمنت الاستبيانات المتاحة للجمهور، والتي حُدثت وتوسعت كل عامين، أسئلة حول المعلومات الصحية والأمراض التي شخصها الأطباء والتاريخ الطبي للعائلة والعادات الشخصية، مثل التدخين وتناول الكحول وتكرار ممارسة التمارين.

أُبلغ عن بيانات التمرين كمتوسط ​​الوقت الذي يقضيه  في الأسبوع في الأنشطة البدنية المختلفة خلال العام الماضي. وعُرّف النشاط المعتدل على أنه المشي والتمارين منخفضة الشدة ورفع الأثقال وتمارين الجمباز. تضمنت الأنشطة القوية الركض والجري والسباحة وركوب الدراجات وغيرها من التمارين الهوائية.

وجد التحليل أن البالغين الذين أدوا ضعف النطاق الموصي به حاليًا من النشاط البدني المعتدل أو القوي كل أسبوع كان لديهم أدنى خطر للوفاة على المدى الطويل.

وجد التحليل أيضًا:

أن المشاركون الذين استوفوا المبادئ التوجيهية للنشاط البدني القوي كان لديهم خطر أقل بنسبة 31٪ للوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية و 15٪ أقل للوفيات غير المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية ، خطر أقل بنسبة 19٪ للوفاة من جميع الأسباب.

المشاركون الذين أدوا ضعفين الى أربعة أضعاف أعلى من المقدار الموُصي به من النشاط البدني القوي طويل الأمد (150-300 دقيقة/أسبوع) لاحظوا انخفاضًا بنسبة 27ـ33٪ في خطر وفيات الأمراض القلبية الوعائية و19٪ للوفيات غير المرتبطة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بإجمالي 20ـ21٪ انخفاض خطر الوفاة بنسبة 23٪ من جميع الأسباب.

المشاركون الذين أدوا ضعفين إلى أربعة أضعاف أعلى من المقدار الموصي به من النشاط البدني المعتدل (300-600 دقيقة/أسبوع) لاحظوا انخفاضًا بنسبة 28-38٪ في الوفيات بالأمراض القلبية الوعائية و25-27٪ للوفيات غير المرتبطة بالأمراض القلبية الوعائية، لإجمالي 26-31٪ انخفاض خطر الوفاة من جميع الأسباب.

بالإضافة إلى ذلك، لم يُعثر على آثار ضارة على صحة القلب والأوعية الدموية بين البالغين الذين أبلغوا عن مشاركتهم في أكثر من أربعة أضعاف الحد الأدنى الموصي به من مستويات النشاط. وجدت الدراسات السابقة دليلًا على أن تمارين التحمل طويلة المدى وعالية الكثافة، مثل سباقات الماراثون والألعاب الثلاثية وسباقات الدراجات لمسافات طويلة، قد تزيد من مخاطر الأحداث القلبية الوعائية الضائرة، بما في ذلك تليف عضلة القلب وتكلس الشريان التاجي والرجفان الأذيني وتوقف القلب المفاجئ.

وأشار لي إلى أن: “هذه النتيجة قد تقلل من المخاوف بشأن التأثير الضار المحتمل للانخراط في مستويات عالية من النشاط البدني الذي لوحظ في العديد من الدراسات السابقة”.

ومع ذلك، فإن الانخراط في نشاط بدني طويل المدى وعالِ الكثافة (300 دقيقة/أسبوع) أو نشاط بدني معتدل الشدة (600 دقيقة/أسبوع) بمستويات تزيد عن أربعة أضعاف الحد الأدنى الأسبوعي الموصي به لم يوفر أي انخفاض إضافي في خطر الوفاة.

أضاف لي: “تقدم دراستنا أدلة لتوجيه الأفراد لاختيار الكمية المناسبة وكثافة النشاط البدني على مدى حياتهم للحفاظ على صحتهم العامة. النتائج التي توصلنا إليها تدعم المبادئ التوجيهية الوطنية الحالية للنشاط البدني وتشير كذلك إلى أنه يمكن تحقيق أقصى الفوائد من خلال أداء مستويات متوسطة إلى عالية من النشاط المعتدل أو القوي أو الجمع”.

كما أشار إلى أن الأشخاص الذين يؤدون أقل من 75 دقيقة من النشاط القوي أو أقل من 150 دقيقة من النشاط المعتدل أسبوعيًا قد يستفيدون بشكلٍ أكبر من تقليل معدل الوفيات من خلال أداء ما يقرب من 75-150 دقيقة من النشاط القوي أو 150-300 دقيقة من التمارين المعتدلة أسبوعيًا، أو ما يعادلهما من الاثنين معًا على المدى الطويل.

قالت دونا ك. أرنيت، الحاصلة على درجتي الماجستير والدكتوراه في الصحة العامة، والرئيس السابق لجمعية القلب الأمريكية (2012-2013) والعميد والأستاذ في قسم علم الأوبئة في كلية الصحة العامة بجامعة كنتاكي في ليكسينغتون، وغير المشاركة في الدراسة. “لقد لاحظنا أيضًا أن الحصول على أكثر من 300 دقيقة من النشاط البدني الهوائي المعتدل الشدة، أو أكثر من 150 دقيقة من التمارين البدنية الهوائية القوية الشدة كل أسبوع قد يقلل من خطر إصابة الشخص بأمراض القلب والأوعية الدموية لتصلب الشرايين بدرجة أكبر، لذا فمن المنطقي أن هذه الدقائق الإضافية من التمارين قد تقلل أيضًا من معدل الوفيات”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: مرنا عماد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد