دليل جديد عن دور النبيت الجرثومي المعوي في اضطراب طيف التوحد

دليل جديد عن دور النبيت الجرثومي المعوي في اضطراب طيف التوحد

21 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

فاطمة محسن

دقق بواسطة:

زينب محمد

اضطراب طيف التوحد هو حالة عصبية ونمائية تؤثر على كيفية تواصل البشر، وتَعلُّمهم أشياء جديدة، وتصرُّفهم. يمكن أن تشمل أعراض اضطراب طيف التوحد: صعوبات في التفاعل مع الآخرين والتكيف مع التغيرات في الروتين، والسلوكيات المتكررة، والتهيج، والاهتمامات المقيدة أو الثابتة لأشياء معينة.

بينما يمكن أن تظهر أعراض التوحد في أي عمر، وتبدأ العلامات الأولى عمومًا في الظهور خلال أول عامين من حياة الطفل. ويمكن أن يواجه الأشخاص المصابون باضطراب طيف التوحد تحديات عديدة، والتي يمكن معالجتها من خلال خدمات الدعم والعلاج بالكلام وأحيانًا الأدوية.

حتى يومنا هذا، لم يحدد علماء الأعصاب والباحثون الطبيون الأسباب الأولية لاضطراب طيف التوحد. ومع ذلك، تشير الاستنتاجات السابقة إلى أنه يمكن أن يسببه تفاعل جينات معينة مع العوامل البيئية.

والمثير للاهتمام، أن قد وجدت دراسات علم الأعصاب الحديثة أن التركيب البيولوجي للأمعاء يمكن أن يساهم في بعض أكثر الأعراض المميزة لاضطراب طيف التوحد. وبمزيدٍ من التحديد، تُشير التجارب التي أُجريت على الفئران إلى أن المسار بين بكتيريا الأمعاء والجهاز العصبي المركزي يمكن أن يؤثر على السلوكيات الاجتماعية.

واستنادًا إلى الاستنتاجات السابقة، أجرى باحثون في جامعة روما “تور فيرغاتا” وجامعة “كالابريا” مؤخرًا دراسة جديدة على الفئران؛ لاستقصاء آثار زراعة جراثيم البراز، التي جُمِعت من متبرعين مصابين بالتوحد إلى الفئران. كما تقدم نتائجهم، والتي نُشرت في مجلة Neuroscience المزيد من الأدلة التي تربط النبيت الجرثومي المعوي بالسلوكيات الاجتماعية النمطية لاضطراب طيف التوحد.

“زراعة جراثيم البراز عَنْ طَرِيق التَزقِيم من متبرعين أطفال مصابين بالتوحد إلى الفئران أدى إلى استعمار الجراثيم التي تشبه اضطراب طيف التوحد وسلوكيات التوحد، مقارنةً بنسل الفئران الحوامل المعرضة لحمض الفالبرويك“، وذلك ما كتبه إنيو أفوليو وزملاؤه في ورقتهم البحثية. “يبدو أن مثل هذه الاختلافات مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بزيادة عدد عديمات الجدار بالإضافة إلى انخفاض ملحوظ (القيمة الاحتمالية< 0.001) من البكتيريا الشعاوية والمرشحة البكتيرية في المنطقة الهضمية لفئران زراعة جراثيم البراز بالمقارنة مع المجموعة المرجعية”.

في الأساس، فحص أفوليو وزملاؤه مجموعتين مختلفتين من الفئران. تلقت الفئران في المجموعة الأولى (أي المجموعة التجريبية) الجراثيم المزروعة الناشئة في أمعاء الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد، بينما تعرضت الفئران في المجموعة الأخرى (أي المجموعة المرجعية) لحمض الفالبرويك، وهو مركب اصطناعي له خصائص مضادة للاختلاج، بينما كانت في رحم أمهاتهم.

“من ناحية السياق، تمثل زراعة جراثيم البراز المستويات المرتفعة للعوامل المحرضة على الالتهابات (إنترلوكين 1 بيتا، وإنترلوكين 6، وسيكلوأوكسيجيناز 1 وعامل نخر الورم ألفا في كلٍ من الدماغ والأمعاء الدقيقة”، وذلك ما كتبه الباحثون في ورقتهم البحثية. “زيد الضمور الزغبي والارتشاح الالتهابي (كاسبيز3 ، وبروتين “Ki67”) في الأمعاء الدقيقة لفئران زراعة جراثيم البراز، وحمض الفالبرويك مقارنةً بالمجموعة المرجعية. علاوةً على ذلك، ارتبطت التغيرات المعتمدة على زراعة جراثيم البراز الملحوظة بانخفاض في حالة المثيلة”.

والمثير للاهتمام، لاحظ أفوليو وزملاؤه أن الفئران التي تلقت جراثيم تشبه اضطراب طيف التوحد أظهرت سلوكيات غير عادية أثناء إكمال اختبارات المتاهة المختلفة، والتي تُستخدم على نطاق واسع في دراسات علم الأعصاب. ويمكن ربط سلوكياتهم بتلك التي لوحظت عند الأطفال والبالغين المصابين باضطراب طيف التوحد.

يبدو أن الاستنتاجات الأخيرة التي جمعها هذا الفريق من الباحثين تؤكد النتائج السابقة في هذا المجال، مما يشير إلى أن النبيت الجرثومي المعوي يمكن أن يلعب بالفعل دورًا في السلوكيات الاجتماعية. في المستقبل، يمكن أن يلهموا ببحثٍ جديد في هذا المجال ويساهموا في الاختبار والتطبيق التدريجي لعلاجات التوحد التي تراعي أيضًا النظام الغذائي وصحة الأمعاء.

كتب أفوليو وزملاؤه في ورقتهم البحثية: “عمومًا، تُثبت استنتاجات الدراسة الحالية الدور الرئيسي للنبيت الجرثومي المعوي في اضطراب طيف التوحد”، وأضافوا: “ومع ذلك، تطلب المزيد من الاستقصاءات قبل أي تلاعب محتمل يمكن إجراؤه لبكتيريا الأمعاء مع الوجبات الغذائية المناسبة أو المعينات الحيوية في الأفراد المصابة باضطراب طيف التوحد”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: فاطمة بيومي

فيسبوك: Fatma.mohsen

لينكد إن: fatmabayoumi

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!