الآن نعرف لماذا ليس لكوكب المشتري حلقات مثل كوكب زحل

الآن نعرف لماذا ليس لكوكب المشتري حلقات مثل كوكب زحل

19 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

عبد الله الحربي

دقق بواسطة:

زينب محمد

قد يتساءل البعض لماذا ليس لكوكب المشتري حلقات واضحة مثل جاره كوكب زحل. لكن هذه المعلومة غير صحيحة فكوكب المشتري لديه حلقات لكنها ضعيفة ومكونة من الغبار تتضح فقط عندما تكون الشمس بالقرب من الكوكب. ليس تلك الحلقات مميزة ومبهرة لأن أقمار المشتري تمنع تراكم الصخور والغبار المكونة للحلقات عكس ما يحدث حول كوكب زحل.

وعبّر ستيفن كين، عالم فيزياء الكون من جامعة كاليفورنيا الموجودة في ريفرسايد عن خيبة أمله بقوله: ” لطالما أثار استيائي خلو كوكب المشتري من حلقات مثل تلك الموجودة في كوكب زحل فوجود تلك الحلقات سيجعل الكوكب أكثر تميزًا من زحل وستكون الحلقات أكثر سطوعًا لو وُجدت وذلك بسبب قرب كوكب المشتري لنا من زحل”.

قام ستيفن وزميله عالم فيزياء الفلك زيانغ لي بعمل محاكاة للأشياء التي تدور حول المشتري لمعرفة عما إذا كان للمشتري حلقات في مرحلة معينة من تاريخه.

راعى الفريق في المحاكاة الحركة المدارية للمشتري وحركة أكبر أقماره: غانيميد، وكاليستو، وآيو، وأوروبا وبالإضافة إلى ذلك المدة الزمنية لتتشكل الحلقات في هذا النظام.

وتوصل الباحثون إلى أنه لا يمكن أن يكون لكوكب المشتري حلقات مثل زحل بل إنه خيار بعيد الاحتمال.

قال كين: “تتشكل لدى العديد من الكواكب العملاقة أقمار كبيرة تمنع بدورها تشكل حلقات حول تلك الكواكب وهذا يفسر تدمير أقمار المشتري لأي حلقات كبيرة قد تتشكل”.

تتكون حلقات المشتري الحالية من غبار منبعث من بعض أقماره وربما يتضمن ذلك مواد مقذوفة نتيجة التصادمات. وعلى نقيض ذلك تتكون معظم حلقات كوكب زحل من ثلج قد يكون أتى من بقايا مذنبات أو نيازك أو من قمر ثلجي دُمر بسبب جاذبية كوكب زحل أو تصادم بطريقة أدت إلى تكوين مقذوفاته للحلقات الحالية.

نحن نعلم أن أقمار كوكب زحل لها دور كبير في تكون الحلقات والمحافظة عليها لكن يمكن لقمر واحد أو أقمار كبيرة أن تؤثر بجاذبيتها على حلقات الكوكب وتقذف الثلج من مدار الكوكب إلى مكان آخر.

على الرغم من أننا نفكر بكوكب زحل إذا ذُكِر موضوع الحلقات، لكن تكوين الكواكب للحلقات أمر شائع حتى في نظامنا الشمسي. فهناك كوكب المشتري الذي ذكرناه آنفًا وكوكبا نيبتون وأورانوس الثلجيان بحلقاتهم الصغيرة والضعيفة.

يعد أورانوس مائلاً مقارنةً بالكواكب الأخرى مع محوره المداري الذي يكاد يوازي مستواه المداري. ويعتقد أن حلقاته مرتبطة بذلك الميلان فإما أن شيئًا ما اصطدم به وتسبب بإمالته جانبًا أو كانت له حلقات ضخمة في الماضي تسببت بميلانه.

لا تقتصر الحلقات على الكواكب فقط، فهناك جسم صغير لديه حلقات يبلغ عرضها 230 كيلومتر يدعى “تشيركلو” يدور بين كوكبي المشتري وأورانوس وكوكب آخر قزم يدعى “هاوميا” في حزام كايبر مع كوكب بلوتو. اقترحت نتائج المحاكاة أن وجود الحلقات حول الأجسام الثلجية ليس نادرًا بسبب سحب تفاعلات الجاذبية للثلج من سطح تلك الأجسام لتشكل بذلك حلقات حولها.

قد يتكون لكوكب المريخ حلقات أيضًا، فقمره “فوبوس” يقترب نحوه كل سنة ويعتقد بأنه سيكون قريب خلال 100 مليون سنة تقريبًا لتدمره جاذبية المريخ ليُكّون بذلك حلقات مؤقتة، وتلك الحلقات قد تندمج لتصبح قمرًا مرة أخرى ومن المحتمل أيضًا أن حلقات كوكب زحل قد تصبح مؤقتة لتتساقط تدريجيًا على الكوكب.

يمكننا بفحصنا للحلقات بدقة أن نجمع معلومات عن الجوانب العنيفة لتاريخ الكوكب.

قال كين: “بأن هذه الأدلة تماثل وجود بقع دم على جدار مسرح الجريمة بالنسبة لنا علماء الفلك. فنحن عندما ننظر لحلقات الكواكب العملاقة نعلم أنها دليل على أن شيئًا مدمرًا قد حدث للكوكب وتسبب بوجود تلك المواد هناك”.

لكن على كل حال سيظل في النهاية كوكب زحل بهيًا بحلقاته وكوكب المشتري بعواصفه سداسية الشكل.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: عبدالله الحربي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!