لمَ لا يكون الغاز الطبيعي عبّارة تكنولوجية؟
17 أغسطس , 2022
17 أغسطس , 2022
إن بسط الغاز الطبيعي على مدى البنية التحتية يعتبر مجازفة بعملية تحويل الطاقة، بحيث لا يمكن أن يعمل الغاز الطبيعي كعبّارة تكنولوجية ترسي على نظام طاقة متجددة 100 بالمائة مثلما عرفته اتفاقية باريس للمناخ.
نظر الباحثون في مسألة الغاز الطبيعي انطلاقًا من خمس نواحي وأسندوا للغاز الطبيعي تقييمًا مناخيًا سيئًا للغاية، مقارنةً بتقييمهم للفحم والنفط وأوعزوا السياسيين والعلماء إلى مراجعة الافتراضات الحالية التي تهم الغاز الطبيعي.
بعد أن أطبقت الحرب الروسية قبضتها على ألمانيا، باتت الحكومة الألمانية تواجه تحديًا يتمثل في عدم التعويل على الطاقة الروسية مجددًا وتأمين إمدادات طاقة غير مُكلفة وآمنة تتوائم مع أهداف المناخ.
وتُعد الحكومة الألمانية العُدّة بتكوين علاقات تجارية جديدة للغاز والبنية التحتية بدلاً من إمدادات الغاز الطبيعي الروسي التي أمست قليلة وغير مضمونة.
تقول كلوديا كيمفرت التي تترأس الدراسة: “إن الغاز الطبيعي غير نظيف وغير آمن وهاهي ألمانيا اليوم تجابه أزمة الطاقة بسبب تمسكها بالغاز الطبيعي الأحفوري لمدة طال أمدها ولا يمكن للبلاد أن تخرج من فوهة المدفع، إلا باتخاذ إجراءات صارمة تزيل الكربون بشكل متسق للحصول على إمداد كامل من الطاقات المتجددة”.
ارتاب الباحثون في أمر الافتراضات الشائعة بخصوص الغاز الطبيعي انطلاقًا من خمس نواحي فانكبوا على دراسة مخاطر بسط الغاز الطبيعي على مدى البنية التحتية واستخدام الغاز الطبيعي استخدامًا مكثّفًا.
رغم تأييد فئات واسعة لفكرة أن الغاز الطبيعي غير نظيف، تُبيّن أبحاث عديدة أن استخدام الغاز الطبيعي له تأثير سلبي على المناخ وبات أقل شأنًا وأن الغاز الأحفوري في كل الأحوال ليس بديلاً أحسن من الفحم والنفط.
يوضح فابيان بريغر: “ليس غاز ثاني أكسيد الكربون المشكلة الوحيدة، إذ يوجد غاز الميثان عالِ الفاعلية، وهو غاز من غازات الاحتباس الحراري يتسرّب دون حرقه إلى الغلاف الجوي على امتداد سلسلة الامدادات عبر الانبعاثات المتسربة من الوقود ولكن لم تؤخذ هذه الانبعاثات على محمل الجد ولم تُقدر المخاطر الناجمة عنها”.
فضلاً عن ذلك، يثبت الباحثون أن التوسع في البنية التحتية للغاز الطبيعي قد تنجرعنها تبعية لهذا المسار ” تأثيرات الانحباس” ومخاطر اقتصادية متعلقة بالمناخ كفقدان قيمة الأصول الأحفورية مبكرًا “الأصول العالقة”.
تؤكد فرانزيسكا هوفارت: “تُستثمر البنية التحتية للطاقة الأحفورية باعتماد الأسمنت على الوقود الأحفوري والانبعاثات الغازية طيلة عقود ويترتب عن ذلك تكاليف اقتصادية كبيرة وتبعيّة للمسار الأحفوري. فيغدو التخلص من الطاقة الأحفورية صعبًا والحصول على نظام طاقة متجددة 100% وإن البنية التحتية غير المتوائمة والأهداف المناخية مهددة بالانهيار ومُفضية لخسائر اقتصادية فادحة”.
يقترح الباحثون خمس اجراءات تجنّب هذه المخاطر:
تقول إيزابيل براونغر: “نتطلّع إلى توظيف ما خلُصنا إليه لتبني موقف نقدي في المناقشات الأكاديمية والعامة بشأن مستقبل الغاز الطبيعي الأحفوري والبنية التحتية”.
أفاد حنا براورز: “لا نتوجه بهذا البحث إلى الأوساط العلمية فحسب، بل نأمل من خلاله أن ترسم الحكومات استراتيجيات للتخفيف من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. في النهاية قد يُعسِّر الاستثمار في البنية التحتية للغاز الطبيعي عملية تحويل الطاقة ويسفر عن مخاطر اقتصادية مهمة جدًا”.
تبيّن الدراسة متعددة التخصصات أوجه القصور في الخطاب المتداوَل، حيث تمتاز بتنوع وجهات النظر مما يكسي الموضوع نظرة شاملة.
توصّل الباحثون إلى هذا المنظور بفضل تنوع خلفياتهم التي شملت الاقتصاد والهندسة الصناعية والسياسة والأخلاقيات وينتهي مؤلفو الدراسة إلى قولٍ مفاده: “على هذا النحو نبين أن المناقشة الحالية غير مكتملة وأن النهج البحثي الشامل ومتعدد التخصصات لعملية تحويل الطاقة وعملية التحول الاجتماعي والايكولوجي يقدّم رؤى أعمق بكثير ويبيّن المناخ وأزمة الطاقة الجيوسياسية التي تهم الوقود الأحفوري الحاجة الملحة لاستخراج الغاز الطبيعي في الوقت المناسب ولكن يجب أن يُحسن المجتمع استعماله وتنفيذ عملية استخراجه على أكمل وجه”.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: إكرام الدعاسي
تويتر: ikram daassi
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً