يلاحظ العلماء أعراض إصابات الدماغ الرضحية لدى ثور المسك الناطح بالرأس

يلاحظ العلماء أعراض إصابات الدماغ الرضحية لدى ثور المسك الناطح بالرأس

15 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

رانيا أحمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

لاحظ العلماء بمدرسة طب ماونت سيناي بمستشفى ماونت سيناي ولأول مرة علامات ارتجاج وبعض كدمات بالرأس داخل أدمغة الحيوانات ناطحة الرأس النافقة، كثور المسك وكبش الجبال الصخرية. وقد نُشرت النتائج بصحيفة أكتا نيوروباثولوجيكا Acta Neuropathologica، فربما تتعارض هذه النتائج مع الاعتقاد الشائع حول عدم معاناة الحيوانات الناطحة من إصابات الدماغ؛ داعمةً لمفهوم الدراسات حول التشابه بين أدمغة الحيوانات البدائية مع مثيلتها البشرية التي ستساعد الباحثين في فهم وتقليل خطر إصابات الدماغ الرضحية.

أفادت  د. نيكول أكرمانز، الحاصلة على زمالة ما بعد الدكتوراة بمدرسة ماونت سيناي وقائدة البحث: ” تتسبب هذه الإصابات في الموت والإعاقة اللذان يُعدان من أكثر المشاكل الشائعة التي تحتاج لحلول أفضل. فقد شاهدنا أن الحيوانات التي تتحارب نطحًا بالرأس ربما قد تعاني فعليًا من نوع من إصابات الدماغ الرضحية التي تصيب البشر، وسوف يُتاح لنا إمكانية الدراسة على هذه الحيوانات كى يمكننا معرفة الكثير عنها”.

ولقد درست د. أكرمانز مع زملائها أدمغة ثلاثة ثيران مسك نافقة من جرينلاند وأربعة كباش جبال صخرية، التي استُجلِبت من محميات كولورادو ويوتا وحديقة حيوانات بافالو بمدينة نيويورك.

وقد كان أحد الأسباب خلف استجلاب أدمغة تلك الحيوانات القرنية؛ هو اعتيادهم على التحارب العنيف رأسًا برأس، وعادةً ما يكون بموسم التزاوج أو للتسلسل الهرمي الاجتماعي. فعلى سبيل المثال، غالبًا ما تصل سرعة ثور المسك حتى 30 ميلاً بالساعة قبل التصادم. ولقد عاينت القليل من الدراسات أعراض إصابات الدماغ الرضحية المعروفة باسم (TBI) مثل الإصابة بالدوار التي لم تُختبر مباشرةً، ولم تُظهر هذه الدراسات وجود تلفيات بأدمغة ثيران المسك والحيوانات الناطحة الأخرى.

والسبب الآخر هو أن هذه البقريات، كالأبقار والكباش والجاموس والغزلان والحيوانات الموجودة بهذه الدراسة، لديها تلافيف وثنايا دماغية كالتي توجد بمخ الإنسان.

وأفاد د. باتريك هوف، أستاذ علم الأعصاب بمدرسة طب ماونت سيناي وكبير مؤلفي الدراسة: “يحاول معملنا استخدام نظريات التطور للمساعدة في فك رموز الأسرار الطبية. وتعد أحد المصاعب التي تواجه البحث القائم بدراسة إصابات الدماغ الرضحية هو أن معظمها يُجرى على أدمغة القوارض الملساء؛ ويعتقد أن إجراء الدراسة على أدمغة الأبقار الناطحة ربما يَمد بنموذج أفضل لفهم إصابات الدماغ الرضحية بالإنسان”.

وحينما وصلت هذه الحيوانات في البداية؛ بدت أدمغتها سليمة، وقد أوضحت الأشعة التصويرية للمخ سلامة معظم تراكيبها.

علامات مميزة لإصابات الدماغ الرضحية بأدمغة ثيران المسك

واكتشف علماء مدرسة طب ماونت سيناي وجود علامات مميزة لإصابات الدماغ الرضحية بأدمغة ثيران المسك التي قد عولجت باستخدام الأجسام المضادة ضد بروتين تاو الفسفوري.

وللبحث عن علامات تلف إصابات الدماغ الرضحية؛ قطّع الباحثون أدمغة الحيوانات إلى شرائح وعولجت تلك الشرائح بالأجسام المضادة التي صُنعت من أجل اكتشاف بروتين تاو الفسفوري الموجود بكل من جسم الإنسان والفئران. ويعد هذا الشكل من بروتين تاو هو علامة مميزة لحدوث التلف الذي غالبًا ما يُرى بداخل أدمغة مرضى تلزهايمر أو ممن يعانون من إصابات الدماغ الرضحية متضمنًا الإصابة باعْتِلاَلٌ دِماغِيٌّ رَضْحِي مزمن (CTE).

وبفحص المخ مجهريًا، شاهدوا أحد الأجسام المضادة المصبوغة بمخ ثور المسك المكتشفة بسهولة، في حين تعذر اكتشاف الأجسام المضادة المصبوغة المختلفة لدى مخ كباش الجبال الصخرية.

وأضافت د.أكرمانز: “لقد فوجئنا في البداية حيث كانت أحد هذه التحديات بذلك النوع من الدراسات أننا لم نكن نعلم ما إذا أمكننا استخدام الأجسام المضادة البشرية والخاصة بالقوارض بداخل أدمغة الأبقار أم لا. واكتشفنا مدى أهمية هذه الأجسام المضادة،”. وأوضحت أن أدمغة هذه الحيوانات وعلى وجه الخصوص -ثور المسك تتحمل تلف إصابات الدماغ الرضحية”.

وعززت التحاليل الإضافية تلك الفكرة القائلة بإن القشرة الجبهية الأمامية لثور المسك تحتوي على تشابكات بروتين تاو وخاصةً بالقرب من سطح القشرة.

وأوضحت: “كالتي تُرى في بعض الأحيان بأدمغة بعض المصابين باعْتِلاَلٌ دِماغِيٌّ رَضْحِي مزمن (CTE). تتيح هذه النتائج احتمالية معاناة أدمغة تلك الحيوانات من الإصابة بالتلف المزمن المتكرر الذي يُرى لدى المصابين باصابات الدماغ الرضحية”.

وعلى النقيض حينما فحص العلماء مخ مرضى الزهايمر بعد تقطيعه لشرائح؛ فقد شاهدوا العديد من الأنماط الصبغية المنتشرة.

من الغريب أيضًا أن أنثى ثور المسك العجوز تحتاج إلى حوالي أكثر من 20 مرة من الصبغة أكثر من الذكر العجوز وخمس مرات صبغة أكثر من أي أنثى أخرى. وهذا يعد عكس ما افترضه الباحثون؛ لأن الذكور تكون معروفة بتناطحها الشديد رأسًا أكثر من الإناث غالبًا.

قالت د. أكرمانز: “تطرح هذه الدراسة العديد من التساؤلات المثيرة، مثل: لماذا يظهر التلف بأدمغة إناث ثيران المسك أكثر من الذكور؟ هل يحدث ذلك بسبب اختلافات تشريحية بالجمجمة؟ ولماذا يبدو التلف بسيط بأدمغة كباش الجبال الصخرية؟ وهل يمكننا تسخير تلك المعلومات التي حصلنا عليها من تجاربنا على هذه الحيوانات لتطوير علاج أفضل لإصابات الدماغ الرضحية؟”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. رانيا أحمد محمد حافظ

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!