crossorigin="anonymous">
12 أغسطس , 2022
الرِّعاية الذَّاتية هي تعزيزٌ للذاتِ وحفاظٌ عليها وتطويرٌ لها.
يتداولُ على مسامِعِنا أكثرَ من أي وقتٍ مضى هذه الكلماتُ الرَّنَّانَةُ “حُبُّ الذَّاتِ” و”العِنَايةُ الذَّاتِيَّةُ”. قد تكون هذه المفاهيمُ واضحةً لدى البعض، ولكن هناك الكثيرُ ممن يَسعَونَ لمعرفةِ تحديدًا ما يعنيهِ ومَا يبدُو عَلَيهِ كلًّا ِمن حب الذاتِ والعنايةِ الذاتيةِ.
وبصفتي “مَهووسَةُ المفردات”، أحب أن اطَّلِعَ على معاني الكلماتِ حتى أتعمَّق في فهمي لها. سنبدأ بتعريفي لحب الذات ورعايتها:
إنَّ حبَّ الذَّاتِ ورعايتِها يّتجاوزانِ كلَّ المجاوزةِ حمَّامَاتِ الفَقَاقِيعِ، أو لحظاتِ السُّكونِ التي تَسبِقُ دُخولك إلى المنزلِ بعدَ يومٍ طويلٍ، أو احتِسَاءِ فنجانِ شايٍ مريحٍ قبلَ النَّومِ. إنَّ هذه جميعها أمثلةٌ رائعةٌ على حبِّ الذاتِ ورعايتِها، ولَكِنَّهَا لا تمثِّلُ الجَوهَرَ الحقيقيَّ لهَذِهِ المفاهيمِ.
حُبُّ الذَّاتِ والعنايةِ الذَّاتيَّةِ يعني:
1. أن تُقَدِّمَ لنفسك بِعَمدٍ ونشاطٍ الحنانَ، والدَّعمَ، والتَّعزِيز، والمُرَاعَاة، والصَّبر، والتَّجديد، والإِمهَال، والامتِناَن، والاحتِرام.
2. أن تُخَصِّصَ الجُهدَ والاهتِمَامَ لتحسينِ وحِمَايَةِ ذَاتِكَ.
وَبَعدَ أَن أَصبَحَ لدَينَا الآن تَعرِيفٌ واضحٌ لحُبِّ الذاتِ ورعايتِها فَلنَستَعرِض بعضًا من الطرقِ العَمَليَّةِ لتطبيقِهِما:
1. اتَّخذ القَرَارَاتِ الجيدَة: بطبيعة الحال الحياة بحد ذاتها صعبة، لذا فإنَّه من الضروري أن تكون حريصًا على اتخاذ القرارات التي بدورها تؤثر على جودة حياتك. يمكن لبعض القراراتِ أن تُقَلِّلَ من مُخرَجَاتِ جودة الحياة مثل: الوضع المالي، والصحة النفسية والجسدية، وجودة العلاقات، وبالمقابل يمكن لبعض القرارات الأخرى أن تعززها.
عندما تحب ذاتك وتعتني بها، فإنك تتخذ قرارات استراتيجية تُحَسِّن وتحمي جودة حياتك وتُقَلِّلُ من الأعباء، والتوتر، والجهد الذين ليس لهم داعي. إنَّ اتخاذَ القراراتِ السيئة التي تسبب التوتر، والتعب، والجهد عبارة عن كُرهٍ للذاتِ وتَهدِيمٍ لها.
2. ضح حدودًا كبيرة: هناك عَمِيلٌ أَقَرَّ ذات مرةٍ بأنِّي “ملكة الحدود” ولقد ضحكت من هذا الإقرار، ولكنه كان على حق. لقد فهمت فهمًا كامِلًا لمَاهِيةِ الحدودِ ومدى أهميةِ تأسيسِها وتنفيذِها، ولقد أصبحت خبيرة في تطبيقها، ونتيجة لذلك تغيرت حياتي للأفضل وللأبد.
الحدود هي القوانين التي تحميك من كل ما قد يقلل من جودة الحياة خارج دائرتك (سواء كان عن قصدٍ أو سهوٍ). تُخطِرُ الحدودُ الآخرينَ بما هو مناسب وغير مناسب لك. ببساطة، إن الحدودَ هي البنودُ التي تجعلني مرتاحة البال أثناء تعاملي معك، فإذا ما انكسرت هذه البنود ستصبح علاقتنا سطحية أو منتهية. عندما نخفق في إنشاء وتطبيق الحدود فإننا نسمح لأنفسنا بمواجهة التجارب السيئة في حياتنا.
غالبًا ما ينتج عن ذلك الإحساس بالإحباط والاستياء الَّلذانِ يؤثِّران سلبِيًّا على نفسيتِك، واجتماعياتِك، وعلى مظهرِكَ أمامَ المجتمعِ. وَضعُ الحدودِ وسيلةٌ لحب الذات ورعايتها فِهيَ تخبرُ الآخرينَ “أنا اهتم بك، ولكنَّنِي اهتمُّ بنفسِي أيضًا”.
3. كن لطيفًا مع نفسك: لقد وَرَثَ الكثير منَّا أصواتًا داخلية قاسية، وناقدة، وسريعة الحكم، وهي ناتجة عن مكان أو شخص قد تَقَاطَعت طُرِقُ حياتنا معهم. كلما تعرضت للنقد وللسلبية، أو كلما زاد تقديرك لانتقادات الآخرين زادت قوة الانطباعات السلبية الدائمة.
في بعض الأحيان يكون الانطباع قويًا جدًا لدرجة أن تَتَبَنَّى (تَتَقَبَّل) الانتقاد المفرط لنفسك وكأنه صَوتك الداخلي، وسيستمر ضرر الانتقادات القاسية حتى وإن توقفت انتقادات الآخرين.
إن كنت تميل بأن تكون ناقدًا وقاسيًا على نفسك، وتميل بإن لا تسمح لنفسك بارتكاب الأخطاء، فإن ارتكبتها تؤنب نفسك، توقف! إن هذه إساءة مُؤَبَّدَةٌ للذَّاتِ. عِوَضًا عن ذلك، عِندَمَا ترتكبُ خَطَأ ًما غَيِّر مِن سَردِ ما تَقُولُهُ لنفسِكَ عَن ذاتِكَ وَعَن خَطَئِكَ.
عليك أن تدرك بِأنَّكَ إِنسَان، وبِطَبِيعَةِ الحَالِ فالنَّاسُ معيبونَ، والكمالُ للهِ. إنَّ ارتكابَ الأخطاءِ لَا يُقلِّلُ مِن قِيمَة الذاتِ وجَدَارَتِهَا. إنها ببساطة تجعلك إنسانًا. اسمح لنفسِكَ بَأن تَكُونَ إنسانًا أثناءَ ارتكابِكَ للأخطاءِ.
وَذَلكَ بَأن تَعترفَ بأخطائِكَ، ولكن بِأَن تُقدِّمَ لنفسِكَ أيضًا الحنان، والعفو، والصبر، والإمهال. كن مسؤولًا وتَعَلَّم، وكن ملتزمًا بِتَغِييرِ مَا قَد يُؤَدِّي إِلى ارتكابِ أخطاءٍ مماثلةٍ في المستقبلِ. هذا هو حب الذات ورعايتها.
في حين يوجد الكثير من الطرق للتدرب على حب الذات ورعايتها أتمنى بأن تكون التعاريف والأمثلة في هذا المقال قد عَمَّقَت من فهمِكَ لهَا وشَجَّعتكَ عَلى جَعل حب ذاتك ورعايتها ممارسة يومية في حياتك.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: رنده أبو عسكر
تويتر: @RandaOAA
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً