crossorigin="anonymous">
11 أغسطس , 2022
تعتبر المغزلية المنواة (Fusobacterium nucleatum أو F. nucleatum) نوعًا شائعًا من البكتيريا التى تتكاثر في أمراض دواعم السن، حيث تؤثر على اللثة وعظام الفك، كما أنها تؤدي إلى تحرك الأسنان وفقدانها إذا لم تُعالج. وفي السنوات الأخيرة رُبطت المغزلية المنواة بحالات تتفاوت بين سرطان القولون والمستقيم والولادة المبكرة.
نشر علماء جامعة تافتس وزملائهم بحثًا جديدًا في دورية Frontiers in Aging Neuroscience يرجح وجود ارتباط بين المغزلية المنواة ومرض الزهايمر.
يقول جيك جينكون تشين، أستاذ طب دواعم السن ومدير قسم أحياء الفم في جامعة تافتس لطب الأسنان: “في هذه الدراسة يعتبر مختبرنا أول من اكتشف أن المغزلية المنواة يمكنها أن تؤدي إلى التهاب جهازي واختراق أنسجة الجهاز العصبي وتفاقم علامات وأعراض مرض الزهايمر”. ويعتبر هونغلي وود، زميل ما بعد الدراسة في مختبر تشين في وقت الدراسة، أول مؤلف لذلك البحث.
كما لاحظ تشين -وهو أيضًا أخصائي علم الأمراض وأستاذ في قسم الأحياء التنموية والجزيئية والكيميائية في كلية الطب وكلية الدراسات العليا في العلوم الطبية الحيوية – أن المغزلية المنواة يمكنها أيضًا أن تؤدي إلى التهاب معمم حاد، الذي يعتبر عَرَض للكثير من الأمراض المزمنة والتي تشمل النوع الثاني من داء السكري ومرض الزهايمر.
يعتقد تشين وزملائه أنه باستهداف المغزلية المنواة، يمكنهم إبطاء الانتشار وتقدم وباءين على الأقل، وهما أمراض دواعم السن الذي يُصيب حوالي 47% من البالغين الذين تتعدى أعمارهم 30 عامًا في الولايات المتحدة، ومرض الزهايمر الذي يُصيب حاليًا 6.5 مليون أمريكي كما يتوقع الزيادة لحوالي 14 مليون بحلول عام 2060.
أظهرت أحدث الأبحاث التي أُجريت على الفئران أن المغزلية المنواة تؤدي إلى تكاثر غير طبيعي للخلايا البقية الصغيرة، وهي خلايا مناعية في الدماغ تقوم عادةً بإزالة الخلايا العصبية التالفة والعدوى كما تحافظ على الصحة العامة للجهاز العصبي المركزي. وأظهرت الأبحاث أيضًا أن وفرة الخلايا البقية الصغيرة تؤدي إلى زيادة الاستجابة الالتهابية. يُعتقد أن العدوى والالتهاب المزمن عاملان رئيسيان في التدهور المعرفي الذي يحدث مع تقدم مرض الزهايمر.
وأوضح تشين: “أظهرت دراستنا أن المغزلية المنواة يمكنها أن تقلل من كفاءة الذاكرة ومهارات التفكير في الفئران من خلال مسارات إشارة معينة. هذه علامة تحذير للباحثين والأطباء السريرين على حدٍ سواء”.
قام العلماء في الماضي بافتراض الروابط المحتملة بين أمراض دواعم السن ومرض الزهايمر. بينما يعتقد تشين أن البحث الجديد لا يظهر أن أمراض دواعم السن المرتبطة بالمغزلية المنواة تؤدي مباشرةً إلى مرض الزهايمر، ولكن الدراسة الجديدة تقترح أن أمراض دواعم السن الناتجة عن المغزلية المنواة وتُركت بدون علاج أو عُولجت على نحوٍ سئ يمكنها أن تؤدي إلى تفاقم أعراض مرض الزهايمر. وفي المقابل، فإن معالجة أمراض دواعم السن على نحو فعال في الأشخاص الذين يعانون من المراحل المبكرة من مرض الزهايمر يمكن أن يُبطئ من تقدم مرض الزهايمر.
ويقول أيضًا: “يمكن في يومٍ ما أن يصبح اختبار الحمل البكتيري ومدى الأعراض طريقة لقياس تأثير المغزلية المنواة وإدارة العلاج لإبطاء تقدم كلاً من أمراض دواعم السن والزهايمر”.
كما يقترح بحثهم أيضًا أهدافًا دوائية محتملة يمكنها على وجه التحديد القضاء على الالتهاب الموضعي وكذلك الالتهاب الجهازي الناجم عن المغزلية المنواة في محيط دواعم السن.
على نطاق أوسع يستهدف تشين وزملاؤه بحثهم الانتقالي لإعاقة المسارات بين أمراض دواعم السن وليس فقط مرض الزهايمر، ولكن الأمراض الأخرى المرتبطة بالالتهابات بما في ذلك النوع 2 من داء السكري.
يُترجم فقط 2% من الحمض النووي الريبوزي المرسال إلى بروتينات. وثمانية وتسعون في المائة من الحمض النووي الريبوزي “غير مُشفر” وعلى النحو التقليدي يُعتبر “جينات خردة” لا أكثر. ولكن على نحو متزايد يكشف العلماء- بما في ذلك تشين- وظائف مهمة يتمتعون بها.
وعلى وجه الخصوص يركز معمله على اثنين من الحمض النووي الريبوزي غير المشفر، الأول هو الحمض النووي الريبوزي الميكروي (microRNA)، والذي يقوم بتنظيم إنتاج البروتينات في الخلايا، والآخر هو الحمض النووي الريبوزي غير المشفر الطويل (lncRNA) والذي يؤدي وظائف أخرى لتنظيم التعبير الجيني ويمكن أن يستخدم في نهاية المطاف لعلاج التصلب العصيدي (تصلب الشرايين) بالإضافة إلى أمراض دواعم السن وداء السكري والسرطان وأمراض العظام المرتبطة بداء السكري.
وأظهرت دراسات مختبر تشين أن جزئ يسمى الحمض النووي الريبوزي الميكروي -335-5P (MicroRNA-335-5P) يمكنه تثبيط التلف الناتج عن مسببات أمراض دواعم السن. ويمكن أن يكون للجزئ أيضًا تأثير نشيط في استهداف الجزيئات المسببة للمرض المنتجة في الدماغ والتى تؤدي إلى مرض الزهايمر.
وقال أيضًا: “يقوم الحمض النووي الريبوزي الميكروي (microRNA) بوجة عام بقمع التعبير الجيني ويمكن أن يوقف إنتاج بروتينات معينة. ويمكن أن يستهدف الحمض النووي الريبوزي الميكروي- 335-5P (MicroRNA-335-5P) على وجه التحديد ثلاث جينات “سيئة” -هم (DKK-1 وTLR-4) و(PSEN-1)- يُعتقد أنهم مرتبطون بمرض الزهايمر.
وقام مختبره أيضًا بتصميم جزئ صغير يسمى (adipoAI)، والذي لديه خصائص قوية مضادة للالتهابات. يأمل تشين قريبًا في بدء تجربة سريرية لدراسة ما إذا كانت فعالة في علاج مجموعة من الأمراض الالتهابية بما في ذلك داء السكري من النوع 2 ومرض الزهايمر وأمراض دواعم السن.
واختتم قائلاً: “حقًا فمك هو المدخل إلى جسدك”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: هدير بدر
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً