تحذيرات جديدة لمرضى السكتة الدماغية من خطورة إغفال جرعة الإسبرين

تحذيرات جديدة لمرضى السكتة الدماغية من خطورة إغفال جرعة الإسبرين

10 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

ميسون محفوظ

دقق بواسطة:

غادة أحمد

 بعد عقود من إخبار الأمريكيين المصابين بمشاكل قلبية وعائية، أظهر بحث جديد أن تناول جرعة منخفضة يومية من الإسبرين قد يحمي من السكتات الدماغية والقلبية، كما أوضح أن هذه السياسة لا تزيد من فرص التعرض للنزيف لدى الأشخاص فوق 60 عامًا.

تسبب هذا البحث في المزيد من التخبط للمرضى المترددين بشأن طرق العلاج الأكثر أمنًا، وكانت ديانا مانزيلا، المقيمة في جنوب كاليفورنيا واحدة من هؤلاء المرضى.

تبلغ مانويلا حاليًا 80 عامًا، وقد أصيبت منذ 20 عامًا بنوبة إقفارية مؤقتة (TIA)، عادةً ما تسمى بسكتة دماغية بسيطة، والتي قد تكون علامات لسكتة كبيرة في المستقبل. ثم أصيبت بنوبة إقفارية مؤقتة للمرة الثانية في الشهر الماضي – بعد توقفها عن تناول الإسبرين لعدة أشهر مضت.

استمع الخبراء في مركز سيناء سيدار الطبي لمرضى آخرين متخبطين بشأن التوصيات الجديدة، حيث أفادت د. شلي سونج، مدير مركز السكتة الدماغية في سيناء سيدار: “إن مرضانا يسمعون ويرون الأخبار المتداولة في جميع أنحاء المستشفى والعيادات أيضًا، ثم ينقلونها لعائلاتهم محذرين إياهم من تناول الإسبرين، بسبب أضراره. وذلك بسبب نقص وعي العام بالفرق بين الوقاية الأولية والثانوية”.

أقرّت فرقة العمل الأمريكية للخدمات الوقائية في أبريل، التوصيات النهائية لتحديد استخدام أقل جرعة للإسبرين. كما أوضحت الجمعية الأمريكية للقلب (AHA) بعدها بوقتٍ قريب أن هذه التغيرات تتماشى مع إرشاداتها الصادرة في 2019.

تفيد التوصيات الحالية بضرورة حصول الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي مع السكتة القلبية، أو الرجفان الأذيني، أو السكتة الدماغية، أو الدعامات أن يستمروا في تناول جرعتهم المنخفضة من الإسبرين. لكن الأشخاص الذين لم يعانوا سابقًا من أمراض القلب أو السكتات الدماغية لا يوصى بتناولهم جرعة الإسبرين المنخفضة للوقاية من السكتة القلبية أو الدماغية (الوقاية الأولية)، خاصةً في البالغين الأكثر عرضة لمخاطر النزيف.

قد ينتفع البالغون متوسطي العمر من العلاج بجرعة الإسبرين المنخفضة، حيث أوضحت الجمعية الأمريكية للقلب، أنه ينبغي الحصول على استشارة علاجية محددة من أطبائهم، خاصةً إذا كانوا أكثر عُرضة للإصابة بالسكتة القلبية أو الدماغية نتيجة لعوامل خطيرة، مثل التدخين، وضغط الدم المرتفع، والنوع الثاني من داء السكري، والكوليسترول، أو إصابة أحد أفراد العائلة بمرض من أمراض القلب.

ويظل الإسبرين الخيار الأنسب في بعض الحالات

قالت سونج: “يوصي فريق العمل باستشارة الطبيب لمعرفة ما إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر، حيث يوجد انخفاض في المخاطر الهامشية بالأعمار بين 40-59 عامًا ويحتاج الطبيب أو الفريق الإكلينيكي للتأكد من أن مخاطر النزيف لا تفوق الفائدة المرجوة”.

توضح سونج أن الإسبرين يمكن أن يسبب أضرارًا للأشخاص المصابون بقرح المعدة أو نزيف بالجهاز الهضمي، وذلك من ضمن الأسباب التي تمنع تناوله إلا عند الضرورة.

وتستكمل قائلةً: “ربما يفحص الأطباء إذا كان هناك أعراض، مثل حرقة في المعدة، أو تغيرات في البراز قبل اتخاذ قرار استخدام الإسبرين كوقاية أولية”.

كما أوضحت سونج في جلسة سؤال وجواب نشرها مركز سيناء سيدار لمساعدة المرضى في فهم الإرشادات: “إذا أوصى الطبيب بجرعة الإسبرين المنخفضة، أو أي علاج وقائي، فلا ينبغي على المريض وقفها دون استشارة الطبيب”.

قال د. لي شفام، نائب الرئيس التنفيذي لقسم علم الأعصاب ورئيس مركز الرعاية الصحية عن بُعد في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن، اعتاد الأطباء في خمسينات القرن الماضي على وصف جرعة يومية من الإسبرين للمساعدة في الوقاية من السكتات القلبية المتكررة. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن جرعة الإسبرين المنخفضة أو أي علاجات مماثلة، يمكنها التقليل من مخاطر مشاكل الأوعية الدموية الكبرى، مثل السكتات القلبية والدماغية بنسبة 25% مقارنةً بمن لا يأخذ الإسبرين أو علاجات مشابهة.

واستكمل قائلاً: “تكمن كيفية عمل الإسبرين في منع نشاط الصفائح الدموية، والتي تلعب دورًا في التجلط”.

وأضاف: “على الرغم من أن التجلط مفيد في حالة جروح الأوعية الدموية المسببة للنزيف، إلا أن الصفائح الدموية قد تكوّن جلطة وتؤدي إلى انسداد مجرى الدم أو تنتقل إلى المخ أو القلب مسببةً السكتة الدماغية أو القلبية.

أشار شفام إلى أن مازال تناول الإسبرين من حينٍ إلى آخر بديلٌ آمن لكثير من مرضى التهاب المفاصل الذين يتناولنه بشكل دوري لعلاج الألم.

وأوضح: “تشتت الكثير بسبب هذه الرسالة، خاصةً إذا قرأ أحدهم عناوين المقالات أو سمع عن بداية الخبر فقط” واستكمل موضحًا: “إن هذه رسالة خفية، ونحتاج إلى العمل بشكل أفضل لتوضيح مخاطر ومنافع العلاجات التي تُؤخذ بدون استشارة طبية، والتي قد تنقذ حياة البعض، وتهدد حياة آخرين”.

تحدّث إلى طبيبك أولاً

قالت سونج: “إن التاريخ المرضي لا يذهب هباءًا بالنسبة لمن أصيب سابقًا بسكتة دماغية أو قلبية، حتى وإن حدثت منذ سنوات”.

وأضافت: “يعتقد بعض المرضى أنهم في نفس مجموعة الوقاية الأولية إثر إصابتهم بنوبة إقفارية مؤقتة، أو بسكتة قلبية منذ سنوات، معللين ذلك بقولهم أنهم مثل غيرهم من العامة، وهذا خطأ، لأنك تتناوله بسبب تاريخك المرضي الذي يتطلب تناولك للإسبرين”.

إليكم ما حدث مع مانزيلا، عندما عادت نوبتها الإقفارية المؤقتة في 2002 والتي كانت تتسم برؤية ضبابية، مصاحبة بعمى مؤقت للنصف الأسفل من العين اليسرى، وتقمصت دور الطبيب وشّخصت نفسها بإنها قد تكون جلطة، وبعد ذلك وُصف لها إسبرين منخفض الجرعة”.

توقفت مانزيلا عن تناول الإسبرين الخريف الماضي بعد قراءة الصحف والتحدث إلى طبيب القلب الخاص بها.

وقالت مانزيلا، التي كانت تعتقد أن طبيب القلب الخاص بها لا يتذكر تاريخها المرضي بالنوبة الإقفارية المؤقتة: “كانت هناك مقالة طويلة حول عدم فعالية تناول الإسبرين منخفض الجرعة للوقاية من السكتة الدماغية، بالقدر الكافي إلا إذا كنت تعاني من مشكلة صحية سابقة”.

لقد أصيبت الشهر الماضي بنوبة إقفارية مؤقتة، وعلى إثرها نقلتها الإسعاف إلى مستشفى سيناء سيدار. تمثلت النوبة بتنميل بجانبها الأيسر، وخلل بالاتزان وتلعثم بالكلام.

وقالت مانزيلا: “أدركت بعد فوات الأوان، أنه ما كان ينبغي علي أن أتوقف عن تناول الإسبرين”. وبعد حادثتها الأخيرة، أعطاها الفريق الطبي الخاص بها بعض الإرشادات المحدثة.

وأضافت: ” نصحوني بضرورة الاهتمام بصحتي، والتواصل مع الأطباء باستمرار، والمداومة على تناول الإسبرين والبدء في تناول عقار يحتوي على مادة الستاتين”.

وختمت حديثها قائلةً: “أنا الآن أفضل حالاً”.

المصدر: https://www.drugs.com

ترجمة: د.ميسون محفوظ

مراجعة وتدقيق: غادة أحمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!