crossorigin="anonymous">
7 أغسطس , 2022
كيف يمكن للأورام الليفية الرحمية أن تتغير بتغيرات الجسم؟
تنتشر الأورام الليفية الرحمية بصورة لا تُصدق؛ إذ يُقدر أن حوالي 80% من النساء والمسجلات كإناث عند الولادة (AFAB) ستُصَبن بها بحلول سن الخمسين، ويمكن أن تسبب مجموعة متنوعة من الأعراض المختلفة، من خفيفة جدًا إلى أكثر حدة، وبينما لا نعرف أسبابها فقد تعلمنا شيئًا واحدًا؛ أن هذه الأورام الحميدة تسبب تغيرات بمرور الوقت.
تقول الدكتورة ليندا برادلي -اختصاصية النساء والتوليد والصحة النسائية- :” لا نعرف لماذا تتكون؛ لكن ما نعرفه أنها تتكون نتيجة لإنتاج الجسم لهرمون الاستيروجين”، وتبعًا لتغيرات جسمك، تتغير أيضًا احتمالية الإصابة بالأورام الليفية الرحمية، وغالبًا ما يرتبط بلوغ سن اليأس بانخفاض الأعراض المرتبطة بالأورام الليفية.
يمر جسمك بمرحلة انتقالية طبيعية عند انقطاع الطمث، فإذا توقف الطمث لمدة 12 شهرًا متتاليًا فإن ذلك يعني انتهاء سنوات الخصوبة للمرأة، وتسمى الفترة التي تسبق سن اليأس بفترة ما قبل انقطاع الطمث؛ تعاني خلالها معظم النساء من بعض التغيرات والأعراض المرتبطة بسن اليأس.
هنا نوضح بعض التغيرات التي تحدث لجسمكِ عند انقطاع الطمث:
اتضح أن الهرمونات الأنثوية تلعب دورًا في تكوين الأورام الليفية الرحمية؛ إذ يزيد هرموني الاستيروجين والبروجيستيرون من خطر الإصابة بالأورام الليفية بوصولهما إلى أعلى مستوياتهم خلال سنوات الخصوبة (فترة ما قبل انقطاع الطمث)، ويقل مستواهما ببلوغك سن اليأس، كما توضح د.برادلي قائلةً: “يهدأ نشاط المبيضين ولا ينتجان المزيد من الاستيروجين”.
قد تتقلص الأورام الليفية الرحمية وتصبح أقل وضوحًا كلما اقتربتِ من سن اليأس، كما تختفي الأعراض المرتبطة بها عند الكثيرات، وتقل خطورة إصابتٌكِ بالأورام الليفية الرحمية ببلوغك هذه السن، أو كما تقول د.برادلي : “بتوقف الدورة الشهرية تمامًا تختفي الأورام الليفية كأن المبايض تجعل كل شيء في حالة سٌبات”.
يمكن للأورام الليفية أحيانًا أن تتكون بعد بلوغ سن اليأس ورغم ندرة حدوثها إلا أن السبب مازال غير معروف إلى الآن، حتى وإن حدث وتكونت الأورام الليفية الرحمية في هذه السن فإن الأعراض الناجمة عنها ستكون أقل حدة (أو تنعدم تمامًا).
تعتمد خطة العلاج على مرحلتكِ العمرية وحدة الأعراض لديكِ.
تتوفر مجموعة متنوعة من العلاجات الهرمونية والتدخلات الجراحية قبل بلوغ سن اليأس، لكن من المهم ألّا ننسى أن جسم كل شخص يختلف عن الآخر وعليه تختلف أيضًا الأورام الليفية إذ تقول د.برادلي : “لا يوجد أورام متماثلة؛ لكنها مثل بصمة الإصبع وكل واحدة فريدة من نوعها، نظرًا لأنهم جميعًا بأحجام مختلفة وفي مواقع مختلفة، ويمكن أن تسبب أعراضًا مختلفة”.
الخبر السار هو أن الأورام الليفية الرحمية من المحتمل أن تترككِ بحلول الوقت الذي تصلين فيه إلى عمر معين، وسيساعد انقطاع الطمث بحد ذاته في تقليل أعراض الورم الليفي الرحمي. لذلك إذا لم يصرح مقدم الرعاية الصحية المتابع لكِ بخلاف ذلك فلن تحتاجي إلى علاج إضافي على الأرجح.
من المهم أيضًا التأكد من أن ما تتعاملين معه هو بالفعل أورام ليفية في الرحم، فوفقًا للدكتورة برادلي، تعاني بعض النساء من نزيف حاد بعد سن اليأس؛ لكن ذلك لا يحدث في أغلب الأحيان، وتوضح أن هذا ليس علامة على عودة الأورام الليفية أو تفاقمها.
وتتابع د.برادلي : “على الأرجح هناك شيئًا آخر يحدث، لذا علينا التأكد من أن النساء يعرفن ذلك؛ فلا تفترض أنها أورام ليفية”.
قد يفترض السيدات اللواتي عانين مسبقًا من الأورام الليفية الرحمية أن أي نزيف حاد يحدث في وقت لاحق له علاقة بالأورام الليفية، رغم أن د. برادلي أكدت بشدة أنه من النادر جدًا أن تسبب الأورام الليفية أي أعراض بعد بلوغ سن اليأس، لذلك إذا كنتِ تعانين من نزيف بعد انقطاع الطمث فاعلمي أن جسمك يرسل لك عَرَضًا لشيء مختلف، تأكدي في هذه الحالة من مراجعة طبيبكِ في أقرب وقتٍ ممكن.
سيُجري طبيبك اختبارات أو فحوصات أخرى للتحقق من أسباب الأعراض أيضًا وعلى الأرجح سيُجري فحصًا للحوض لمعرفة ماذا يمكن أن يحدث، تقول د.برادلي : “قد تحتاجين لتقييم صحة بطانة الرحم”.
مرة أخرى تؤكد د. برادلي أنه من النادر أن تسبب الأورام الليفية نزيفًا بعد انقطاع الطمث، وإذا اتضح أنكِ لازلتِ تعانين من أورام الرحم الليفية لاحقًا لكنها لا تسبب أي أعراض؛ فعلى الأرجح لن تحتاج لعلاج على الإطلاق، وتنهي مازحةً : “شعارنا إذا لم تزعجنا الأورام؛ فإننا لا نضايقها”.
المصدر: https://health.clevelandclinic.org
ترجمة: د. إسراء سامي
لينكد إن: esraa-samy
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً