قواعد التفاؤل للحالمين

قواعد التفاؤل للحالمين

2 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

سهير محمد

دقق بواسطة:

أماني نوار

بينما تشجعنا الثقافة المعروفة أن نحلم بكل طاقتنا، يقول الباحثون إنه من المهم أن تقف هذه الأحلام على أرض الواقع.

العزل الاجتماعي هو المكان الذي ننتقل إليه بسبب الطبقة الاجتماعية أو العرق أو الجنس أو الفئة العمرية أو أي معيقات غير متوَقَعة، وبذلك ينتقل الشخص إلى مجتمع أبعد. ويؤثر ذلك على ما يحلم به الشخص ووقته وكيفيته، وإذا كان يحلم بالمستقبل أم لا.

بمعنى آخر، من الممكن أن يحلم الشخص بأن يصبح نجم سينما أو يسافر حول العالم أو ينال ترقية جديدة، لكن لا يتساوى الحالمون جميعهم، وفقًا لما ذُكر في كتاب Dream of a lifetime: “كيف تشكلنا أحلامنا وإلى أين تأخذنا، وكيف نتخيل مستقبلنا!”

دعونا نتعرف على كارين سيرولو، أستاذة علم الاجتماع في جامعة رويترز التي شاركت جانيت رون في تأليف الكتاب، وهي أستاذ فخري لعلم الاجتماع بجامعة مونت كلير. وتحدثت الاثنتان مع حوالي 300 شخص عن أحلامهم في المستقبل.

وشمل استطلاع الرأي أشخاصًا من خلفيات اجتماعية مختلفة، وكذلك من أعراق وأجناس مختلفة من نفس الفئة العمرية؛ مثل أزواج جدد وآباء جدد وأشخاص في بداية مسيرتهم المهنية ومهاجرون جدد، بالإضافة إلى أشخاص يواجهون مصاعب خطيرة مثل الفقر والتشرد وأمراض خطيرة والبطالة.

وتقول سيرولو: “قد يتحقق وعد جيمني كريكيت مع البعض، الذي يقول إذا حلمت بالحصول على نجم في السماء، فلا يهم من أنت، فكل ما يتمناه قلبك سيتحقق”.

“لكن لا يتحقق هذا الوعد مع البعض الآخر. فنحن نتفهم جيدًا أن الطبقة الاجتماعية والعرق والنوع والسن والمصاعب قد يسببون عدم المساواة في فرص الحياة بين الأشخاص، ورغم ذلك يُقال لنا أن كل شيء من الممكن تحقيقه. ونوضح هنا أن الأحلام تقتصر على الأشياء التي لا يمكننا إدراكها”.

الفروق بين الرجال والنساء

وفقًا لهذا البحث، يحلم الرجال والنساء على حدٍ سواء بتحقيق إنجازات في وظائفهم، والحصول على الفرصة لمساعدة الآخرين أو التبرع بمبالغ طائلة للفقراء.

فقد أصبحت الفروق الجنسية واضحة للغاية مع أنواع الأحلام. على سبيل المثال، يحلم الرجال بخوض مغامرات أكثر من النساء بمعدل الضعف (16% مقابل 9%) ويتحدثون عن الشهرة والثروة والقوة غالبًا أكثر من النساء (15% مقابل 11%).

وعلى النقيض، تحلم النساء بتكوين العائلة والأمومة والوحدة الأسرية بمعدل الضعف بالنسبة للرجال (18% مقابل 10%)، كما يركزنَّ على المظهر بالتوازي مع التنشئة الاجتماعية للجنسين.

وتقول النساء أنهن لا ييأسن من أحلامهن، وذلك بنسبة أكبر من الرجال (74% مقابل 63%) ويؤمنَّ بأن أحلامهن واقعية (86% مقابل 63%) وبينما تعبر ثلثا السيدات عن شعورهن على قدرتهن على تحقيق أحلامهن بمعدل 70%، عبرَّ 48% فقط من الرجال عن نفس الشعور. وتقول المجموعتان أن الحلم مهم، لكن كانت النساء أكثر إصرارًا، إذ تدافع 93% منهن عن أحلامهن بينما يدافع عنها 77% من الرجال.

اللاتينيون أقل تفاؤلًا

يشعر أكثر الأشخاص من كل المجموعات العرقية أن أحلامهم واقعية ويمكن تحقيقها. بينما يؤمن ثلثا المشاركين في الاستفتاء من الآسيويين والسود وذوي الأعراق المتعددة والبيض بقدرتهم على تحقيق أحلامهم بمعدل 70% أو أكثر.

وفقًا لهذا البحث، يحلم الرجال والسيدات على حدٍ سواء بتحقيق إنجازات في وظائفهم، وبالحصول على الفرصة لمساعدة الآخرين أو التبرع بمبالغ طائلة للفقراء.

لكن كان المشاركون اللاتينيون أقل إيجابية في أحلامهم. ويرى أكثر من نصفهم أن أحلامهم حقيقية إلى حدٍ ما، بينما يشعر 41% أن أحلامهم يمكن تحقيقها بنسبة 70% أو أكثر. وكان المستجيبون اللاتينيون أكثر سلبية من البيض والسود والآسيويين في أحلامهم، مثل الإيمان أنها ليست ذات قيمة لأنهم يرون أن “الأحلام كثيرة والنظام فاسد”.

الحلم الأمريكي         

درست سيرولو ورون كيفية عرض الأحلام في المجتمع الأمريكي، وتعرفتا على الدروس الإيجابية والسلبية للأحلام، واستخدمتا البيانات لتسجيل أحلام الأشخاص بلحظات مختلفة من حياتهم.

وتبيَّن من بيانات استطلاع الرأي أن أكثر الأمريكيين يُظهرون التفاؤل حول مستقبل الأمة بمعدل أربع مرات، مقابل التشاؤم، بينما يقول 82% من الأمريكيين أن الحلم الأمريكي تحقق بالفعل أو على وشك الحدوث. ويقول 67% من المشاركين في الاستطلاعات القومية أنهم كانوا متفائلين بشأن مستقبلهم الشخصي.

حتى بين مجموعات الأقليات الأكثر عرضة للمعيقات الهيكلية أثناء سعيهم لتحقيق أحلامهم، فيرتفع لديهم معدل التفاؤل، أكثر من البيض أحيانًا.

وتقول سيرولو: “تشجع الثقافة الأمريكية الأشخاص على توسيع أفق أحلامهم. لكن من المهم أن تقف هذه الأحلام على أرض الواقع.

وتكمل قائلةً: “عندما يقول لنا المعلمون، ستصلون إلى أي شيء تحلمون به، وإن كان ذلك الحلم أن تكون رئيسًا للولايات المتحدة”، ولا يشرحون كيف يمكن دمج السياسات والمال والسلطة، فهم بذلك يرسخون الشعور بالفشل والاستياء الشخصي”.

توفر دراسة الأحلام سبيلًا جديدًا لفهم أفضل لعدم المساواة التي تسبق أي فعل أو نتائج.

ويقول الباحثون أن التخلص من أعباء عدم المساواة سوف تساعد جميع الأشخاص على تحقيق وعد جيمني كريكيت وليس لبعضهم فقط.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: سهير محمد

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

حساب تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!