مؤشر حيوي يمكن استخدامه في تشخيص مرض شلل الرعاش

مؤشر حيوي يمكن استخدامه في تشخيص مرض شلل الرعاش

31 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

ميسون محفوظ

لقد طوّر عدد من الباحثين مؤشر حيوي جديد يمكنه باختبار سريع وقليل التكلفة الكشف عن مرض شلل الرعاش.  

فقد طوّر الباحثون بنجاح في جامعة كوبي، مؤشر حيوي يمكن استخدامه في الفحص عن مرض شلل الرعاش بطريقة سريعة وغير مكلفة.

ومن المأمول، إمكانية تشخيص المرض بشكل أسرع،  مما سيقود إلى تطوير أساليب جديدة في العلاج. وتتعاظم فائدة ذلك خاصةً في المجتمعات التي تعاني من الشيخوخة السكانية مثل اليابان.

أًجريت هذه الدراسة على يد الأستاذ إيماشي هيروماسا والباحث الأكاديمي إيهارا كوهي، في مركز بحوث الإشارات الحيوية في جامعة كوبي، ومجموعة أبحاث الأستاذ المساعد اجورو امي في كلية الدراسات العليا للعلوم المتكاملة مدى الحياة بجامعة هيروشيما.

نُشرت نتائج البحث في مجلة ساينتيفيك ريبورتس في 22 أبريل 2022

حيث من المتوقع أن يزيد عدد المرضى الذين يعانون من الأمراض الانتكاسية العصبية كلما استمر عدد السكان في الازدياد، حيث تعتبر اليابان بلد الشيخوخة الخارقة.

ومرض شلل الرعاش هو نوع من الأمراض الانتكاسية العصبية، وتعد طريقة تشخيصه البسيطة في طريق التطوير. واكتشفت مؤشرات حيوية متنوعة مؤخرًا في مرحلة التطوير يمكن استخدامها للكشف عن المرض، هذا بالإضافة إلى تتبع تقدم المرض ومدى تأثير العلاج.

حيث إنه ولأول مرة في العالم، يكتشف الباحثون مؤشرًا حيويًا يمكن استخدامه بطريقة سهلة وغير مكلفة لتقييم مرض شلل الرعاش. قد يستخدم هذا المؤشر الحيوي لتطوير طرق التشخيص والعلاج للمرض باستخدام ب 30 ميكروجرام فقط من مصل المريض، مما يساعد على تطوير الأبحاث لاكتشاف آلية عمل الجزيئات المسببة لهذا المرض.

ففي اليابان، والتي تعد أسرع  دول العالم  في معدل نمو عدد سكان من كبار السن، تتفاقم مشاكل متعلقة بهذا الأمر مثل انحدار جودة الحياة والضغط على قطاع تقديم الرعاية لكبار السن. فكلما تقدم عمر الأشخاص، ارتفعت فرص تعرضهم لمخاطر أمراض متنوعة. خاصةً الأمراض الانتكاسية العصبية، مثل شلل الرعاش الذي له تأثير واضح على من يعانون من انحدار جودة الحياة.

وبجانب ذلك، يعد مرض شلل الرعاش ثاني أكثر الأمراض الانتكاسية العصبية انتشارًا في العالم، ويُعتقد أنه يصيب حوالي 1~2% من الأفراد فوق سن 60 عامًا. علاوةً على ذلك، من المقترح ارتفاع تكلفة الرعاية على السوق العالمي بواقع 19.9 بيليون دولار أمريكي (شاملاً العلاج)، وذلك في عام 2030.

وفي الوقت الحالي، لا يوجد طريقة للعلاج النهائي من مرض شلل الرعاش. لذلك، يعد اكتشافه مبكرًا أمرًا حيويًا لإبطاء تقدمه.

إضافةً إلى ذلك، من المقترح أن الكشف المبكر سيكون ذو أهمية في المستقبل، حيث تعمل حاليًا شركات أدوية مختلفة على تطوير العقاقير العلاجية لشلل الرعاش.

في ضوء هذه الظروف، يوجد احتياج مُلح لطريقة بسيطة وخفيفة العبء على المريض. إضافةً إلى ذلك، ينبغي أن تكون طرق الكشف المبكر بالتحديد سهلة الاستخدام وغير مكلفة.

ولا يقتصر عمل العقار المستخدم في علاج الشلل الرعاشي لاستحثاث إنزيم سيتوكروم (P450) على التمثيل الأيضي فقط، لكنه يقوم أيضًا بدور محفز لأكسدة مختلف أنواع المواد. ومن المعروف أن معدل إفراز (P450)  يتغير في الجسم مع بداية أمراض متنوعة.

ومن المفترض أن هذا التغير في إفراز (P450) قد يؤثر على كمية وجودة مركبات الأيض المعتمدة على (P450)  في جسم المريض. 

تبنت هذه المجموعة البحثية سابقًا اختبار تثبيط (P450) للكشف عن جودة وكمية مركبات الأيض المعتمدة على (P450) الناتجة وقت حدوث المرض. في ذلك الوقت، تصدروا العالم لتطبيق هذه الطريقة في الكشف عن مرض شلل الرعاش.

ويُخلط في الاختبار المطور 12 عينة بشرية مختلفة من سيتوكرومات (P450) كُلً منها بعينة مصل وقاعدة مستشعة لتسبب التفاعل. حيث يوجد اختلافات في كمية وجودة مركبات الأيض المرتبطة بإنزيم (P450) في الأمصال من أشخاص أصحاء ومرضى. بجانب ذلك، تثبط مركبات أيض المصل من التأكسد المستحث للقاعدة المستشعة.

ومن المحتمل التمييز بين عينات أمصال الأشخاص الأصحاء عن عينات المصابين بمرض معين، وذلك بالنظر في معدل التثبيط في سيتوكرومات (P450) المحددة، والمرتبطة بوقت حدوث تغيرات مستحثة للمرض.

وعندما تُختبر على الأمصال من الأشخاص الأصحاء، يتفاعل (P450) مع القاعدة المستشعة لتوليد مادة أخرى مستشعة، بينما يختلف التفاعل حين يُجرى الاختبار على الأمصال من المرضى وبالتالي تختلف القيم المستشعة المتحصل عليها.

وبهذه الطريقة، يمكن استخدام اختبار تثبيط P450 المستشع لتحديد وجود المرض من عدمه وذلك بالكشف عن هذه التغيرات، وهي تقنية عينة سائلة جديدة لم تتواجد إلى الآن.

استخدمت الدراسة الحالية اختبار تثبيط (P450) في مرض شلل الرعاش الذي تطُوّر بشكل مستقل من خلال هذه المجموعة البحثية.

لقد قاموا بالأخص بعمل الاختبار على نموذج من مرض شلل الرعاش للفئران والبشر المصابون بالمرض (نفس الشئ للمرضى المصابين بأمراض عصبية انتكاسية أخرى) لفحص إذا كان الاختبار قادرًا على تشخيص المرض أم لا.

حيث أفادت النتائج أنه يمكن تصنيف الأشخاص الأصحاء والمصابون بمرض شلل الرعاش بمعدل دقة بين 85-88% وذلك بالنسبة لنموذج الفئران والعناصر البشرية.

حيث أظهرت النتائج أن اختبار تثبيط (P450) يمكن تطبيقه لتشخيص مرض شلل الرعاش.

ويحتاج هذا الاختبار إلى ما يقرب من 30 ميكروجرام من المصل ويعتبر هذا وسيلة اختبار قليلة التكلفة نسبيًا. لذا يُعتقد أنه سيكون مفيدًا في تشخيص مرض شلل الرعاش.

سيجري الباحثون بعد ذلك عمليات فحص سريرية على نطاق أكبر، بهدف العمل من أجل التحقق من هذا المقياس.

ملخص البحث

تشخيص مرض شلل الرعاش بالتحقق في التأثير المثبط لمكونات المصل على اختبار تثبيط (P450).

يعد مرض شلل الرعاش ثاني أكثر الأمراض العصبية الانتكاسية شيوعًا، ولم تُؤسس بعد طرق للتشخيص أو دلائل حيوية للمرضى بدون ظهور الأعراض الحركية.  لقد طورنا سابقًا اختبار تثبيط سيتوكروم (P450) الذي يكشف التغيرات بنسب مركبات الأيض المرتبطة بأنواع (P450) التي سببها الالتهاب والتعرض لمواد داخلية أو خارجية.  وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يكن معروفًا إذا كان اختبار تثبيط (P450) يمكن تطبيقه في تشخيص مرض شلل الرعاش أم لا. هنا، في الدراسة الحالية، وجدنا أن اختبار تثبيط (P450) يمكنه التمييز بين أمصال مرضى شلل الرعاش والأشخاص الأصحاء.

وأفادت النتائج أن اختبار تثبيط (P450) يمكنه تمييز مرض شلل الرعاش بالمساحة تحت منحنى خاصية مشغل المستقبل المميز (AUC) بقيمة 0.814-0.914 في الفئران وقيمة (AUC) 0.910 في البشر. وتوضح هذه الاستنتاجات أن اختبار تثبيط (P450) يمكنه المساعدة في التطوير المستقبلي لوسائل عينات التشخيص المبنية على السوائل.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: د.ميسون محفوظ

مراجعة وتدقيق: د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!