تتضاعف استجابة الجسم المضاد لجرعة كوفيد 19 المنشطة عند وقف علاج المرضى بدواء مثبط للمناعة

تتضاعف استجابة الجسم المضاد لجرعة كوفيد 19 المنشطة عند وقف علاج المرضى بدواء مثبط للمناعة

30 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

منة محمود

دقق بواسطة:

زينب محمد

قاد خبراء بجامعة نوتنغهام تجربة سريرية هامة، وذلك بالعمل في شراكة مع العديد من الجامعات ومستشفيات خدمة الصحة الوطنية، فوجدوا أنه تتضاعف استجابة الجسم المضاد لجرعة كوفيد 19 المنشطة عند وقف علاج المرضى الذين يتناولون الأدوية المثبطة للمناعة على المدى الطويل، مدة أسبوعين من التحصين بالجرعة المنشطة.

ونُفذت تجربة استجابة اللقاح مع تناول ميثوتركسيت أو وقفه بالتعاون مع زملاء من جامعة مانشستر وجامعة لندن الامبريالية وجامعة أوكسفورد وجامعة كوين ماري في لندن، حيث إن التجربة لها تأثيرات على الأشخاص الذين يتناولون أدوية مثبطة للمناعة، ويُنصح هؤلاء الأشخاص من بين ملايين المرضى الضعفاء بحماية أنفسهم أثناء الجائحة. وأُجريت الدراسة بواسطة وحدة أوكسفورد لأبحاث التجارب السريرية.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة ذا لانسيت للطب التنفسي.

خُططت الدراسة لعلاج 560 مريض، لكن المعالجة توقفت قبل الآوان بواسطة لجان إشراف على دراسة مستقلة، عندما أظهرت نتائج متوسطة من أول 254 مشارك، نتيجة سلبية.

يُشاع استخدام ميثوتركسيت كدواء مثبط للمناعة بين حوالي 1.3 مليون شخص في المملكة المتحدة، حيث يُوصف هذا الدواء لحالات الالتهاب مثل التهاب المفصل الروماتويدي وللأمراض الجلدية مثل الصدفية. كثيرٌ منهم كانوا ضمن 2.2 مليون شخص ضعيف سريريًا للغاية الذين نُصحوا أن يحموا أنفسهم خلال المرحلة الأولى من جائحة كوفيد 19، استنادًا إلى مشورة المختص وعوامل الخطورة المحيطة بهم.

ومع أن الميثوتركسيت فعال في تخفيف هذه الحالات وبارز كخط العلاج الأول للعديد من الأمراض، إلا أنه يقلل من قدرة الجسم على محاربة العدوى ومن القدرة على توليد استجابة قوية للقاح كلٍ من الإنفلونزا والالتهاب الرئوي، بما في ذلك لقاح كوفيد 19.

درست تجربة استجابة اللقاح مع تناول الميثوتركسيت أو وقفه تأثير وقف العلاج بالميثوتركسيت مدة أسبوعين بعد التحصين بجرعة كوفيد 19 المنشطة في استجابات التحصين لدى البالغين المصابين بحالات الالتهاب المتعلقة بالمناعة الذاتية.

عُولج مرضى تبلغ أعمارهم فوق 18 عامًا من عيادات طب الأمراض الجلدية وطب الروماتيزم داخل 26 مستشفى من مستشفيات خدمة الصحة الوطنية عبر إنجلترا وويلز. قيمت التجربة وقف الميثوتركسيت مؤقتًا مقابل الاستمرار في تناوله بعد جرعة لقاح كوفيد 19 الأساسية الثالثة أو المنشطة في الحال.

طُلب من 127 مشارك أثناء التجربة أن يتوقفوا عن تناول الميثوتركسيت مدة أسبوعين ومن 127 آخرين أن يستمروا في تناوله كالمعتاد، وأُخذ قرار من يتوقف عن علاج الميثوتركسيت أو من يستمر عليه بواسطة برنامج كومبيوتر، وذلك يشبه إلقاء عملة معدنية أو رمي النرد.

قارن الفريق مستويات الجسم المضاد الشائك بين المجموعتين بعد 4 أسابيع و12 أسبوعًا من تلقي جرعة لقاح كوفيد 19، حيث يعيق الجسم المضاد الشائك إصابة الفيروس للخلايا داخل الجسم.

أصبح مستوى الجسم المضاد الشائك بعد 4 أسابيع و12 أسبوعًا أعلى بأكثر من ضعفين في المجموعة التي توقفت عن تناول الميثوتركسيت مدة أسبوعين بعد التحصين، مقارنةً بالمجموعة التي دوامت على استخدامه. لقد كان هناك تدهورًا في السيطرة على المرض في الأسبوع الرابع في المجموعة المتوقفة، لكن عادت الأمور طبيعية عند الأسبوع 12، حيث لم يكن هناك أي تأثير على جودة الحياة أو الصحة العامة.

على ضوء نتائج الدراسة الأولية، نصحت الدراسة المستقلة الموجهة من اللجنة بوقف المزيد من الاستقطابات لتجربة استجابة اللقاح مع تناول الميثوتركسيت أو وقفه، والمشاركون الذين ساهموا في دراسة استجابة اللقاح مع تناول الميثوتركسيت أو وقفه، مدعوون للمشاركة في زيارة إضافية بعد ستة شهور من تاريخ حقنهم باللقاح.

يعكس معدل الجسم المضاد الشائك مدى قوة استجابته، حيث يتحقق فريق البحث حاليًا من جودة استجابة الجسم المضاد بواسطة قياس قدرته على قتل الفيروس الحي لمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة كورونا والمتغيرات الأخرى المثيرة للقلق مثل الأوميكرون.

يقول أبهيشيك رئيس المحققين والبروفسور بجامعة نوتنغهام والاستشاري الفخري لأمراض الروماتيزم في مستشفيات جامعة نوتنغهام صندوق مؤسسة خدمة الصحة الوطنية: “نحن في غاية السعادة من نتائج تجربة استجابة اللقاح مع تناول الميثوتركسيت أو وقفه الأولية. وقد كانت استجابة الجسم المضاد مضاعفة لدى المرضى الذين توقفوا عن تناول الميثوتركسيت مدة أسبوعين، ودام التحسين من استجابة الجسم المضاد خلال فترة 3 أشهر، حيث كان هناك تزايد قصير الأجل في خطر هيجان حالات الالتهاب، لكن يمكن أن يُشفى معظمها ذاتيًا”.

“نرى أيضًا أنه لا يوجد أي تأثير عكسي على جودة حياة المرضى بعد توقفهم عن تناول أدويتهم. غير أن، لم تقيّم الدراسة ما إذا كانت هذه الاستراتيجية يمكن أن تقلل من حالات كوفيد 19 أو تقلل من الإقامة داخل المستشفى بسبب كوفيد 19؛ لأنها لم تكن كبيرة كفاية لتكشف هذه الفروقات”.

يمكن أن يحسن تطبيق هذه النتائج بشكل واسع الحماية المقدمة من قبل الجرعات المنشطة ضد كوفيد 19 لملايين الناس الذين يعيشون هذه الظروف، حيث جعلهم كوفيد 19 عرضة للأمراض الخطيرة، في الوقت الذي لا يزال يتعين عليهم التعايش مع الآثار المؤلمة والمقلقة لظروفهم. نأمل أن يكون هذا الإثبات هو الخطوة التالية  لمساعدتهم في المضي قدمًا في حياتهم.

وقال البروفيسور آندي أوستيانوفسكي القائد الإكلينيكي بالمعهد الوطني للبحوث الصحية لبرنامج أبحاث لقاح كوفيد 19 والقائد القومي المشترك لتخصص العدوى: “مع إن معظم سكان المملكة المتحدة الآن محصنين، إلا أن الاستمرار في تطوير البحث هامًا لضمان إمكانية استخدامنا للتحصينات بكفاءة لمجموعات مختلفة من المرضى”.

“تعطي هذه النتائج المميزة برهانًا قويًا يساعد في توفير أفضل حماية لملايين الناس الذين يعانون من ضعف أجهزتهم المناعية، ولحمايتهم من الفيروس ومن مضاعفات أمراضهم المزمنة”.

“شكرًا لكل المشاركين الذين كانوا جزءًا من التجربة، نحن نعتمد عليهم في التزامهم المستمر لمساعدتنا أن نتعلم أكثر عن الفيروس وأن نتغلب عليه في النهاية”.

قالت البروفيسورة روزماري بويتون مقدمة الطلبات الرئيسية المشتركة وأستاذة علم المناعة وطب الجهاز التنفسي بقسم الأمراض المعدية في إمبريال كوليدج لندن وتقسيم الرئة، مستشفى رويال برومبتون وصندوق مؤسسة خدمة الصحة الوطنية غاي وسانت توماس في لندن، المملكة المتحدة: “هذه الدراسة هي الأولى التي تشير إلى فعالية وقف تناول دواء الميثوتركسيت المثبط للمناعة مدة أسبوعين فور تلقي جرعة كوفيد 19 المنشطة وذلك لتعزيز المناعة المرتبطة بالأجسام المضادة ضد فيروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة كورونا، وأظهرت نتائجنا مضاعفة في مستويات الجسم المضاد، وهذه الزيادة دامت حتى 12 أسبوعًا. سيؤثر ذلك تأثيرًا هامًا على استراتيجية التحصين المستقبلية لمجموعة المرضى الذين يعانون من نقص المناعة”.

قال الأستاذ المشارك جوناثان كوك القيادي الأكاديمي بوحدة أكسفورد للأبحاث السريرية مقرها جامعة أكسفورد: “إنه من دواعي السرور أن نرى فارقًا في العلاج بتطبيق بسيط ورخيص ومتواضع، ولازلنا بحاجة إلى تجارب سريرية مثل استجابة اللقاح مع تناول الميثوتركسيت أو وقفه؛ لكي تساعدنا في فهم أفضل طريقة لإعطاء التحصينات مثل جرعة كوفيد 19 المنشطة لمجموعات مختلفة من المرضى”.

قال جون إيرديل الرئيس التنفيذي لمجلس البحوث الطبية الذي مول التجربة جزئيًا: “هذا الاكتشاف المهم يعني أن الكثير من الناس من هم بحاجة لتناول أدوية مثبطة للمناعة لديهم الآن طريقة فعالة وآمنة لتحسين استجابتهم المناعية للقاحات كوفيد 19 المنقذة للحياة، وأوضحت بالفعل هذه الدراسة مرة أخرى كيف أن القدرة الرائدة عالميًا لمجتمع البحث في المملكة المتحدة سريعًا ما تُنشأ تجارب سريرية جيدة التجهيز يمكن أن تقدم الدليل المطلوب لتحسين التدخلات الطبية ولإنقاذ حياة الناس خلال الجائحة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة محمود أحمد

لينكد إن: menna-mahmoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!