اكتشف العلماء أن نوروفيروس وفيروسات معوية أخرى يمكنها الانتشار بواسطة اللعاب

اكتشف العلماء أن نوروفيروس وفيروسات معوية أخرى يمكنها الانتشار بواسطة اللعاب

27 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

ندى خالد

دقق بواسطة:

زينب محمد

اكتشف باحثون في المعاهد الوطنية للصحة مجموعة من الفيروسات تسبب الإسهال الشديد ـــ يشبه المرض المشهور الذي تفشى على نطاق واسع على متن السفن السياحية ـــ كما أنها تستطيع النمو في الغدد اللعابية للفئران والانتشار عبر لعابهم. كما أظهرت النتائج أن هناك طريقة جديدة للإصابة بهذه الفيروسات الشائعة، إذ أنها تصيب ملايين الأشخاص كل عام في جميع أنحاء العالم ومن المحتمل أن تكون قاتلة.

ويمكن لما يسمى بالفيروسات المعوية الانتقال من خلال اللعاب الناتج من السعال والتحدث والعطس ومشاركة الطعام والأواني وحتى التقبيل. ولكن مازالت تحتاج الاكتشافات الحديثة إلى إثبات في الدراسات الإنسانية.

 وأشارت الاستنتاجات التي نُشرت في مجلة نيتشر  إلى طرق أفضل للوقاية من الأمراض التي تسببها هذه الفيروسات وتشخيصها وعلاجها، مما قد ينقذ الأرواح. أُجريت هذه الدراسة بواسطة المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، وهو تابع للمعاهد الوطنية للصحة.

أوضح الباحثون منذ فترة قصيرة أن الفيروسات المعوية، مثل نوروفيروس وفيروسات الروتا قد تنتشر عن طريق تناول الطعام أو شرب السوائل الملوثة بالبراز المحتوية على هذه الفيروسات. ويُعتقد أنها تتجاوز الغدة اللعابية وتستهدف الأمعاء، ثم تخرج لاحقًا من خلال البراز. إلا أن بعض العلماء تعتقد أنه يوجد طريقة أخرى لانتقالها، ولكن هذه النظرية لم تُثبت صحتها حتى الآن.

سيحتاج العلماء إلى تأكيد فرصة انتقال الفيروسات المعوية من خلال اللعاب لدى البشر. حيث قالوا أنه في حال اكتشافهم ذلك سيكون الانتشار عبر اللعاب أكثر شيوعًا من الطرق التقليدية. وأن اكتشافًا من هذا القبيل قد يفسر سبب فشل العدد الكبير من عدوى الفيروسات المعوية كل عام في جميع أنحاء العالم وذلك لأن الاعتقاد السائد هو انتقال الفيروسات من خلال البراز الملوث.

قالت نهال ألتان بونيت، الباحثة الرئيسة للدراسة والحاصلة على الدكتوراه، ورئيسة مختبر ديناميكية انتقال الأمراض في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم، أن هذه نظرية جديدة تمامًا حيث كان يُعتقد أن هذه الفيروسات تنمو  في الأمعاء فقط. وأضافت أن انتقالها عبر اللعاب هي طريقة أخرى لم نكن نعرفها. مما يؤثر على كيفية الإصابة بهذه الفيروسات، وكيف يمكن تشخيصها، والأهم من ذلك، كيف يمكن الحد من انتشارها.  

كما قالت ألتان بونيت التي درست الفيروسات المعوية لسنوات أن هذا الاكتشاف كان على محمل الصدفة. أثناء إجراء فريقها تجارب على الفيروسات المعوية في الفئران الرضيعة، التى تُعد النماذج المفضلة من الحيوانات لدراسة هذه العدوى ويرجع ذلك إلى أن أجهزتها الهضمية والمناعية غير ناضجة مما يجعلها عرضة للإصابة بالعدوى.

وبالنسبة للدراسة الحالية، أطعم الباحثون مجموعة من الفئران حديثي الولادة لم يتجاوز عمرها 10 أيام إما بفيروس روتا أو نوروفيروس. ثم أُعيدت الفئران إلى أقفاصهم وسُمح لهم بالرضاعة من أمهاتهم، واللاتي كن في البداية غير مصابات بالفيروس. وبعد يوم واحد فقط، لاحظ غوش من فريق ألتان بونيت، وهو باحث في المعهد الوطني للقلب والرئة والدم ومساعدًا في هذه الدراسة وحاصلاً على الدكتوراه شيئًا غريبًا يتمثل في زيادة للغلوبولين المناعي (IgA) A ـــــ وهو نوع من الأجسام المضادة المهمة لمحاربة الأمراض ــــ في أمعاء الفئران الصغيرة.  وكانت هذه مفاجأة لأن الأجهزة المناعية لهذه الفئران ليست ناضجة ولم تكن قدرتها على إنتاج هذا النوع من الأجسام المضادة متوقعًا في المرحلة الحالية.

كما لاحظ غوش أيضًا أشياء أخرى غريبة منها: تضاعُف الفيروسات في خلايا ثدي الأم (خلايا القناة اللبنية) بمستويات عالية. وأثناء جمع غوش الحليب من ثدي أمهات الفئران، لاحظ أن توقيت ومستويات ارتفاع الغلوبولين المناعي IgA) A) في الحليب يعكس توقيت ومستويات ارتفاع (IgA) في أمعاء صغارهم. لذا ظن الباحثون أن العدوى التي أصابت ثدي الأمهات قد عززت إنتاج الأجسام المضادة (IgA) لمكافحة الفيروسات في حليب الثدي، مما ساعد في النهاية على الحد من العدوى في صغارهم.

وحرصًا على معرفة كيفية وصول الفيروسات إلى أنسجة ثدي الأمهات في المقام الأول، أجرى الباحثون تجارب إضافية ووجدوا أن صغار الفئران لم تنقل الفيروسات إلى أمهاتهم عبر الطريق التقليدي –  عن طريق هضم الأمهات للبراز الملوث من صغارها في مكان المعيشة المشترك بينهم. وهذا ليقرر الباحثون ما إذا كان الفيروس الموجود في أنسجة ثدي أمهات الفئران منقول من اللعاب الخاص بصغارهم أثناء الرضاعة الطبيعية.  

جمع غوش عينات من اللعاب والغدد اللعابية من صغار الفئران لاختبار هذه النظرية، ووجد أن الفيروسات تتكاثر بمستويات عالية جدًا في الغدد اللعابية وتوجد في اللعاب بكميات كبيرة. وأجرى تجارب إضافية لتأكيد نظرية انتقال الفيروسات خلال اللعاب: وأن الرضاعة الطبيعية تسبب انتقال الفيروسات من الأم إلى صغارها والعكس صحيح.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ندى خالد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!