28 يوليو , 2022
تفيد دراسة حديثة حول الصحة النفسية أن الاحلام السيئة لا تحيل بالضرورة إلى أخبار سيئة.
تشير دراسة جديدة، قد نشرت في المجلة الأكاديمية “دريميغ”، إلى أن الأحلام ليست ضرورية فقط لدورات نومنا، بل تلعب أيضًا دورًا مهمًا في حياتنا اليقظة، حتى الأحلام السيئة منها والكوابيس.
تفترض الأخصائية النفسية أوليفيا كون، وهي مؤلفة مشاركة في هذا البحث الجديد، أن “تجربة المشاعر العاطفية في الحلم والطريقة التي يستجيب بها العقل للحلم تؤثرعلى النمط النفسي للحالم في توجيه وتأطير تجارب الاستيقاظ”.
وفقًا لكون يمكن تقسيم الأحلام إلى قسمين:
تحتوي الأحلام غير المزعجة على شعور عاطفي ممتع أو محايد نسبيًا. إذ لا تجعل هذه الأحلام الحالم يشعر بالضيق، بل يبقى نائمًا بسكينة وهدوء خلالها. وبذلك تساهم الذاكرة الصباحية للأحلام غير المزعجة في انخفاض حدة المشاعر السلبية للحالم في ذلك اليوم.
تعتبر الأحلام المزعجة إحدى أشكال الأحلام الأقل شيوعًا، إذ تتضمن أي مزيج من الأحلام السيئة والكوابيس. تختلف الأحلام السيئة عن الكوابيس وتتشابه في بعض النواحي. فكلاهما يحتوي على محتوى عاطفي غير سار بمختلف الصور والقصص التي يتضمنها. بيد أن الاختلاف يكمن في أن الكوابيس تؤدي إلى إستيقاظ الحالم، بينما الأحلام السيئة لا تتسبب في حدوث ذلك.
من تلك النقطة يصبح التقسيم أكثر دقة، إذ يشمل هذا الأخير أشكال مختلفة من الكوابيس ألا وهي كوابيس ما بعد الصدمة والمتكررة ومجهولة السبب.
كان التركيز في دراسة كون متمحورًا بالأساس حول الأحلام السيئة والكوابيس . وفيما يلي أبرز ما وجدوه:
١) أدت الذاكرة الصباحية للكوابيس مجهولة السبب إلى انخفاض في حدة المشاعر السلبية في ذلك اليوم.
٢) أما الذاكرة الصباحية لمزيج من الأحلام السيئة والكوابيس مجهولة السبب، فقد أدت في ليلة معينة إلى زيادة المشاعر السلبية في ذلك اليوم تحديدًا.
هذا يعني أنه على الرغم من اعتبارنا أن جميع الأحلام السيئة تمثل تجارب سيئة، إلا أنها قد تلبي هدفًا، لو تعاملنا معها بشكل صحيح، وبذلك يمكن أن تعود علينا بالمنفعة.
توضح كون: “قد تؤثر الأنواع المختلفة من الأحلام غير المزعجة على عاطفتنا بشكل مختلف، لأن هدفها هو جذب انتباهنا إلى نتائج مختلفة”.
إذ تبين الأخصائية أن مزيجًا من الأحلام السيئة والكوابيس قد يعمل على تركيز انتباهنا على كيفية توجيهنا ليومنا وتأطيره.
بقدر ما تشير إليه هذه الأحلام من توتر وإجهاد بقدر ما قد نشعر بأننا مضطرين إلى إيجاد حل لما يساهم في زيادة توترنا أو حتى مشاركته مع أخصائي نفسي؛ بغية معالجة هذا الأمر والتخلص منه. بشكل أكثر تحديدًا، قد تساعدنا الكوابيس مجهولة السبب على الشعور بالتحسن في اليوم التالي للأسباب التالية:
وفقًا لكون، إذا كان شخص ما يتعامل مع إجهاد الاستيقاظ المطول، مثل: الإجهاد العلائقي [وهو تحليل المواقف والأحداث المرتبطة بالوحدة] أو إجهاد ما بعد الصدمة [وهو استجابة شائعة للإجهاد العقلي والعاطفي الذي يمكن أن ينتج عن التجارب الخطرة والصادمة]، وما إلى ذلك. فإن تكرار الأحلام هو تذكير بأن هذا الإجهاد يحتاج إلى المعالجة على مستوى أعمق.
تنصح كون بالاهتمام بظروف حياة المرء بطريقة تشعره بالأمان والدعم. وقد يشمل ذلك ما يلي:
تنصح الأخصائية كون: “كن فضوليًا بشأن عقلك، تعاطف مع محاولاته لدعم بقائك على قيد الحياة”. وتوضح أن الأحلام هي ملكك أنت فقط. إنها ليست حقيقة، ولكنها ذلك الفن الذي يحتفي به عقلك الفطري. وختامًا، للحالم وحده السلطة بأن يقرر ما تعنيه أحلامه تحديدًا.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: أماني نوار
تويتر: amani_naouar
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً