فرضيات محتملة وراء حدوث متلازمات ما بعد الكوفيد

فرضيات محتملة وراء حدوث متلازمات ما بعد الكوفيد

10 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين إسماعيل

دقق بواسطة:

أماني نوار

اقترح الباحثون في سيدارس سيناء فرضية لكيفية إصابة الجسم بعدوى سارس-كوف-2، الفيروس المسبب لكوفيد-19. تستطيع فرضيتهم المنشورة في المجلة العلمية Frontiers in immunology، تفسير سبب استمرار معاناة بعض المصابين من أعراض طويلة المدى بعد الإصابة الأولى.

 يقول د. موشيه أرديتي، نائب الرئيس التنفيذي لقسم طب الأطفال للأبحاث، وهو جزء من سيدارس سيناء للأطفال وكبير مؤلفي هذه الورقة البحثية: “لقد قمنا بتجميع أجزاء مختلفة من البيانات لخلق صورةٍ أكبر، قد تبيّن سبب تعذّر استجابة الجهاز المناعي لدى بعض المصابين؛ مما يؤدي إلى متلازمات ما بعد الإصابة الحادة، كمتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال والكوفيد طويل الأمد لدى الأطفال والبالغين”.

تعتبر متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال حالة نادرة ولكنها خطيرة، فقد تحدث بعد أسابيع من الإصابة بعدوى سارس-كوف-2. إن كوفيد طويل الأمد هو مصطلح يستخدم لوصف المشاكل الصحية المعقدة التي يختبرها البعض نتيجة إصابتهم بعدوى سارس-كوف-2؛ حيث يمكن أن تستمر الأعراض لأشهر أو حتى لسنوات.

يُعتقد أن سارس-كوف-2 يلتصق بالخلايا عن طريق بروتينات شائكة موجودة على سطح الفيروس، تتكون هذه البروتينات الشائكة من تتابعات جزيئية وسلاسل من الأحماض الأمينية المكونة للبروتين. قد تحتوي هذه التتابعات الجزيئية الصغيرة على ما يسميه العلماء خصائص المستضدات الفوقية، وهذا يعني تنشيطًا مفرطًا لجهاز المناعة نتيجة لوجودها.

قد يمتلك البروتين الشائك أساسيات عصبية سامة على حد قول المؤلفين، والتي قد تعبر الحاجز الدموي الدماغي وتسبب تلفًا لخلايا الدماغ. يمكن أن تفسر هذه الفرضية حالة “ضبابية الوعي” والأعراض العصبية الأخرى المرتبطة بكوفيد -19 وكوفيد طويل الأمد.

تستند الفرضية إلى العديد من الدراسات المنشورة عن كوفيد- 19 والأمراض الأخرى التي تسببها الفيروسات. نُشرت إحدى هذه الدراسات منذ مدة طويلة من قبل أرديتي ومعاونه د. إيفيت بهار في الأكاديمية الوطنية للعلوم في عام 2020. أنشأ بهار وأرديتي نموذجًا حاسوبيًا يعرض كيفية تفاعل التتابعات الجزيئية على البروتين الشائك مع خلايا المناعة.

تجعل المستضدات الفوقية جهاز المناعة يفرز كميات كبيرة من البروتينات المحاربة للعدوى، وتُعرف باسم السيتوكينات المحاربة للفيروس، ولكنها قد تهاجم أعضاء الجسم عن طريق الخطأ. قد يظهر هذا عند الأطفال في صورة التهاب الأجهزة المتعددة.

أفادت دراسات أخرى أن المصابين بكوفيد طويل الأمد قد يحملون أجزاءً من الفيروس في الأمعاء أو في أجزاء أخرى من الجسم لمدة أشهر بعد الإصابة الأولى. وقد أشار الباحثون إلى أن التعرض المستمر للأساس البروتيني، الذي يقتحم أجزاء مختلفة من الجسم ويمتلك خصائص المستضدات الفوقية، يتسبب في ظهور أعراض مناعية ذاتية لدى المصابين بكوفيد طويل الأمد ومتلازمة التهاب الأجهزة المتعددة لدى الأطفال.

يقول د. ماجالي نوفال ريفاس، والباحث في سيدارس سيناء، والمؤلف الرئيسي للورقة البحثية: “نحتاج إلى إجراء المزيد من الأبحاث لإثبات ما إذا كانت هذه هي الآلية التي تسبب كوفيد طويل الأمد بغية تطوير علاجات لمنعه”.

يعمل أرديتي وزملائه حاليًا على دراسة يقومون فيها بتحليل عينات من السائل النخاعي لمصابين بأعراض كوفيد طويل الأمد، لإيجاد دليل على وجود أساسيات عصبية سامة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ياسمين إسماعيل

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

 تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!