بحث يكشف أسرار نوع غامض وشائع الحدوث من مرض السكري

بحث يكشف أسرار نوع غامض وشائع الحدوث من مرض السكري

24 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

سارة أحمد

دقق بواسطة:

أمنية صبري

يصيب نوع غامض من مرض السكري، يعرف بالسكري المرتبط بسوء التغذية، عشرات الملايين من الأشخاص في آسيا وبلاد جنوب أفريقيا، غالبًا ما يصيب المراهقين والشباب الفقراء والضعفاء، ونادرًا ما يعيشون أكثر من عام بعد تشخيصهم بالمرض. عمرهم الصغير وانخفاض وزنهم غالبًا ما يشير إلى إصابتهم بالسكري من النوع الأول، لكن الحَقن بالإنسولين غالبًا لا يفيد وقد يؤدي إلى الوفاة نتيجة انخفاض سكر الدم.

 لا أحد من هؤلاء المرضى يصاب بالسكرى من النوع الثاني (T2D)، الذي غالبًا ما يرتبط بالسِمنة، عُرف المرض أولًا منذ ما يقرب من 70 عامًا، لكن نقص الأبحاث عن هذه الحالة يعنى أن الأطباء لايزالون غير متأكدين من طريقة علاجه.

الخطوة الأساسية للعلاج

خلال الإثنى عشر عامًا الماضية د.ميريديث هوكينز، الحاصلة على دكتوراه في الطب والعلوم الطبية والمدير المؤسس لمعهد أينشتاين العالمي لمرض السكري، ترأست مجهود دولي مشترك يهدف لإيجاد الخلل الأيضي المسبب لمرض السكري المرتبط بسوء التغذية، الذي يعد خطوة هامة تجاه اكتشاف علاجات فعالة.

 في أول دراسة شاملة للأفراد المصابين بهذا المرض غير المفهوم، وضحت د.هوكينز وزملاؤها أن مرض السكري المرتبط بسوء التغذية، يختلف من ناحية التمثيل الغذائي عن كلٍ من السكري من النوع الأول والثاني، كما يجب اعتباره نوع منفصل من أمراض السكري.

 نشرت النتائج بتاريخ الثالث من يونيو 2022 في مجلة رعاية مرضى السكري (Diabete Care).

قالت د. هوكينز، أستاذ الطب في مركز هارولد وموريل في كلية الطب بجامعة أينشتاين: “لا توفر الأبحاث الطبية الحالية إرشادات عن طريقة السيطرة على مرض السكري المرتبط بسوء التغذية، الذي يندر حدوثه في البلاد ذات المستوى الاقتصادي العالي، ولكنه يوجد في أكثر من 60 دولة من الدول ذات الدخل المتوسط أو المنخفض”.

 الأطباء في هذه البلاد يطّلعون على المجلات الطبية الغربية، لذلك فهم لا يعلمون عن مرض السكري المرتبط بسوء التغذية ولا يشكون في إصابة مرضاهم به، نأمل أن تساعد نتائجنا على زيادة الوعي بهذا المرض، الذي يعد قاتلًا للعديد من الأشخاص، ويساعد على تمهيد الطريق لطرق علاجية فعالة له.

استكشاف دور الأنسولين

أُجري البحث في كلية الطب في فيلوري بالهند، بالتعاون مع د.هوكينز وأعضاء آخرين من المعهد العالمي لمرض السكري. باستخدام تقنيات متطورة جدًا لتقييم إفراز الأنسولين وتأثيره، أجرى الباحثون تقييم مفصل لعملية الأيض لدى 20 مريضًا من الذكور يحتمل إصابتهم بمرض السكري المرتبط بسوء التغذية، تترواح أعمارهم ما بين 19 إلى 45 عامًا.

 ولإجراء مقارنة، خضعت مجموعات من الأفراد المصابين بمرض السكرى من النوع الأول وكذلك النوع الثاني، بالإضافة إلى مجموعة من الأفراد الأصحاء لنفس الاختبار.

 شملت الدراسة مشاركين ذكور فقط لتقليل معطيات الاختلاف النوعي طبقًا للجنس، وذلك لأن الذكور يمثلون حوالى 85% من المصابين بمرض السكري المرتبط بسوء التغذية.

وأضافت د.هوكينز: “استخدمنا تقنيات متطورة للغاية من أجل دراسة هولاء الأفراد بصرامة وعناية، وتختلف نتائجنا عن الملاحظات السريرية السابقة”.

بتفصيل أكثر، فإن النتائج السابقة اقترحت أن السكري المرتبط بسوء التغذية ناتج عن مرض مقاومة الأنسولين. (يُمَكن هرمون الأنسولين الجلوكوز في الدم من الدخول للخلية لاستخدامه لإنتاج الطاقة، في مرض مقاومة الأنسولين فإن مستوى الجلوكوز يرتفع لمستويات سامة، لأن الخلايا تتوقف عن الاستجابة للإنسولين المفرز من الجسم.).

كما قالت د.هوكينز: “اتضح أن الأشخاص المصابين بالسكري المرتبط بسوء التغذية، يكون لديهم خلل شديد في إنتاج الأنسولين، وهذا ما لم يتم التعرف عليه من قبل، هذه النتائج غيرت طريقة تفكيرنا بشكل كامل عن هذه الحالة وعن كيفية علاجها”.

لكن الأخبار السارة، طبقًا لما ذكرته د.هوكينز، أن العديد من الأدوية المتاحة حديثًا لعلاج السكري من النوع الثاني، يمكنها تعزيز إنتاج الإنسولين من البنكرياس، مما يزيد من احتمالية إيجاد طرق آمنة وفعالة لعلاج هذه الحالة.

كما أضافت د.هوكينز: “السكري أصبح وباءًا عالميًا، كما أن واحدًا من بين عشرة أشخاص حول العالم مصاب بهذا المرض، وثلاثة أرباع هولاء المصابين- ما يقدر بحوالي 400 مليون شخص- يعيشون في البلاد منخفضة أو متوسطة الدخل الاقتصادي“.

 “في البلاد التي قمنا  بدراستها، فإن انتشار السكري المرتبط بسوء التغذية بين المصابين بالسكري، يمثل حوالي 20%، وهذا يعني أن حوالي 80 مليون شخص يحتمل إصابتهم بهذا المرض. وللمقارنة، فإن حوالي 38 مليون شخص في الوقت الحالي مصابون بفيروس نقص المناعة/الإيدز. لذلك فنحن بحاجة لمعرفة المزيد عن السكري المرتبط بسوء التغذية، وعن أفضل طريقة لعلاجه”.

عنوان الورقة البحثية المنشورة في مجلة رعاية مرضى السكري (The Diabetes Care) هو “نوع غير نمطي من مرض السكري بين الأفراد الذين يعانون من انخفاض مؤشر كتلة الجسم”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سارة أحمد سليمان

مراجعة وتدقيق: أمنية صبري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!