العلاقة بين تمييز أصواتنا والشعور بالسيطرة

العلاقة بين تمييز أصواتنا والشعور بالسيطرة

14 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان رمضان

دقق بواسطة:

زينب محمد

القدرة على تمييز أصواتنا هو عامل مهم لشعورنا بالسيطرة على كلامنا، وذلك وفقًا لدراسة أجراها باحثون من جامعة طوكيو. إذا اعتقد الناس أنهم يسمعون صوت شخص آخر عندما يتحدثون، فإنهم لن يشعروا بقوة أصواتهم. هذا يمكن أن يكون دليلاً لفهم تجربة الناس الذين يعيشون بالهلوسات السمعية ويمكن أن يحسن ذلك من الاتصال عبر الإنترنت وتجارب الواقع الافتراضي. 

هل سمعت تسجيلاً لصوتك سابقًا واندهشت منه؟ يعتمد جزء من صورتنا الذاتية على كيفية اعتقادنا كيف نبدو ونحن نتحدث. هذا يساهم في إحساسنا بالسيطرةعلى أفعالنا، بمعنى آخر”أنا رأيت النتيجة، لذلك أنا شعرت بهذا الفعل، صوتي كان مسموعًا، لذلك شعرت بحديثي”.

الاختلال الوظيفي للقدرة على الكلام يمكن أن يسبب هلوسات سمعية. هذا عرض شائع لمرض فصام الشخصية، وهو مرض عقلي يتميز بتشوهات الواقع التي يمكن أن تؤثر على كيفية تفكير الشخص، وشعوره، وتصرفاته.

يمكن أن يسمع الناس المصابون بالهلوسات السمعية أصواتًا عندما يكونون بمفردهم أو لا يتحدثون، ويمكن أن يجدون صعوبة في تمييز أصواتهم عندما يفعلون. بالرغم من أن بعض التجارب قد بحثت في إحساسهم بالسيطرة على تحركاتهم، وحتى الآن الشعور بالسيطرة على الحديث لم يكن مدروسًا بشكل أعمق.

قام الباحث في المشروع ريو أوهاتا والأستاذ هيروشي إماميزو من الدراسات العليا لكلية العلوم الإنسانية وعلم الاجتماع بجامعة طوكيو، وفريقهما، بتجنيد متطوعين أصحاء في اليابان للمساعدة في أبحاثهم من خلال تجربتين نفسيتين مترابطتين.

تحدث المتطوعون بأصوات بسيطة وتفاعلوا مع سماع تسجيلاتهم الصوتية تحت ظروف مختلفة: طبيعية، مع نبرة مرتفعة، مع نبرة منخفضة، وبتأخيرات زمنية مختلفة.

قال أوهاتا: “بحثت هذه الدراسة أهمية الصوت الشخصي في الإحساس بالسيطرة، وهو مالم تبحثه أي دراسة سابقة على الإطلاق”.

“تبين نتائجنا أن سماع شخص ما لصوته هو عامل فعال لزيادة القوة الذاتية في الحديث. بمعنى آخر، نحن لا نشعر بقوة الأنا عند حديثنا مع شخص آخر. تقدم دراستنا دليلاً تجريبيًا على الرابط القوي بين الإحساس بالقوة والتعرف على أصواتنا”.

في دراسات سابقة، كلما زاد زمن التأخير نتيجة فعل الشخص، مثل ضغط زر ورؤية النتيجة، قل احتمال الشعور لدى الشخص بأنه تسبب في الفعل. على كل حال، في هذه الدراسة، وجد الفريق أن إحساس المتطوعين بالسيطرة يبقى قويًا عندما يسمعون أصواتهم الحقيقية في التسجيل، بغض النظر عن التأخير في الوقت. فقوة الاتصال بدأت في الاختلاف عندما تغيرت نغمة الصوت.

فهم هذه الرابطة الوثيقة بين تمييز أصواتنا والشعور بالقوة يمكن أن يساعد في تحسين الفهم و دعم الناس المصابون بالهلوسات السمعية ممن لديهم تجربة في انقطاع هذه الرابطة. يمكن أيضًا أن يحسن ذلك من تجاربنا عبر الإنترنت، حيث أن صوتنا المسموع عندما نتحدث يمكن أن يكون مختلفًا عن المعتاد.

أضاف أوهاتا: “التفاعل الإجتماعي في البيئة الافتراضية أصبح أكثر شيوعًا مؤخرًا، خاصةً بعد تفشي جائحة كوفيد-19”. 

” لو المستخدمين جسدوا صورًا رمزية مع اختلاف المظهر بشكل كامل، فذلك يمكن أن لا يجعل المستخدمين لديهم إحساس ذاتي قوي  بحديثهم لو أنهم سمعوا صوتًا لا يتناسب مع تصورهم عن شخصياتهم. ذلك يمكن أن يتسبب في تجربة أقل راحةً لهم وأقل فاعلية في الاتصال عبر الإنترنت مع الآخرين”.

ستكون الخطوة التالية للفريق هي البحث في كيفية اختلاف الظروف الاجتماعية في تغيير قوة الشعور عند الأشخاص. فعلى حد قول أوهاتا: “أحد الأفكار هي قياس مدى شعورالأشخاص بالقوة عندما يكذبون.  نحن نتوقع أن هؤلاء الأشخاص يمكن أن يشعروا بقوة أقل في قول الكذب أكثر من الحقيقة، لأنهم يريدون أن يتجنبوا الإحساس بالمسؤولية عند القيام بذلك”.

ربما ذلك سوف يساعدنا في فهم لماذا يفصح الأشخاص بمعلومات مضللة، وكيف يمكننا معرفتها والاستجابة لها بشكل أفضل.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: إيمان رمضان

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!