دراسة جديدة قد تغير نظرتنا عن طيف التوحد

دراسة جديدة قد تغير نظرتنا عن طيف التوحد

26 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

رشا الحربي

دقق بواسطة:

عبد الله الحربي

الجمعية الدولية لأبحاث التوحد(INSAR) تُشير في خطابها الرسمي إلى أن اختلافات التركيب الدماغية مرتبطة بالإدراك وليس التشخيص.

الأفكار الرئيسية

  • قامت الدكتورة ايفدوكيا أناغنوستو (Evdokia Anagnostou) بتقديم نتائج الدراسات الشاملة للتصوير العصبي في الاجتماع السنوي للجمعية الدولية لأبحاث التوحد 2022.
  • وتجدر الإشارة إلى أن اختلاف التركيب الدماغي يتأثر بأبعاد الإدراك وفرط النشاط، وليس بالتشخيص.
  • تشير هذه النتائج إلى أننا بحاجة إلى إعادة النظر في كيفية تصنيفنا للتنوع العصبي.

ألقت أخصائية أعصاب الأطفال بجامعة تورنتو ايفدوكيا أناغنوستو، قنبلة في كلمتها الرئيسية يوم السبت في الاجتماع السنوي للجمعية الدولية لأبحاث التوحد (INSAR) في أوستن تكساس، والتي أثارت التساؤلات حول صحة تشخيص اضطراب طيف التوحد (ASD).

ماذا تخبرنا فحوصات الدماغ عن اضطراب طيف التوحد؟

شرعت أناغنوستو وزملاؤها في استخدام تصوير الأعصاب لتحديد الفروقات الدماغية التي يتميز بها المصابون باضطراب طيف التوحد، مقارنةً بالاختلافات النمائية العصبية الأخرى مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والوسواس القهري والإعاقة الذهنية. ووجدوا أن التركيب الدماغي لديهم يتشابه في بعض الفئات، ولكن ليس عن طريق التشخيص. ففي الواقع، لم تستطع فحوصات الدماغ التمييز بين الأطفال الذين شُخصوا باضطراب طيف التوحد وأولئك الذين شُخصوا باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أو الوسواس القهري.

وعلقت الدكتورة أليسيا هالاداي (Alycia Halladay)، كبيرة مسؤولي العلوم في مؤسسة علوم التوحد، على أن الدكتورة أناغنوستو ذكرت بيانات من أوراق بحثية متعددة تناولت أكثر من 3500 طفل، وأوضحت أن هذه الدراسات نظرت في السمات الهيكلية والوظيفية المتعددة في الدماغ – بما في ذلك التلافيف القشرية (الطريقة التي يتشكل الدماغ بها ويلتف في القشرة)، والاتصال بين مناطق الدماغ الأخرى، وسماكة المنطقة القشرية، ولم تجد أي اختلافات بناءً على التشخيص.

أي تشكلت الفئات بالفعل، لكنها كانت بمحاور مختلفة تمامًا. وأضافت هالاداي: “تشابهت الأدمغة نفسها بناءً على القدرة المعرفية وفرط النشاط والسلوك التكيفي. بعبارة أخرى، بدت أدمغة الأطفال المصابين بطيف التوحد مثل أدمغة الأطفال المصابين باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أكثر من أدمغة الأطفال المصابين بالتوحد الشديد.

أصبحت صحة التشخيص لطيف التوحد على المحك

إذا تكررت هذه النتائج، سيكون لها أثر هائل على إطار العمل التشخيصي الحالي. وخلال فترة الأسئلة والأجوبة التي أعقبت حديثها، وصفت أناغنوستو طفلين كانا يحملان تشخيص التوحد. تأثر أحدهم بشكل خفيف جدًا، في حين أن الآخر كان جليًا عليه هذا السلوك المضطرب “بمعنى حتى أن سائق الحافلة يعرف” أنه مصاب بالتوحد. وتساءلت “هل يجب أن يكون لدى هؤلاء الأطفال نفس التشخيص؟” 

في الوقت الحالي، مازال الأمر كذلك، بالرغم أن هناك استياء متزايد بين العديد من الجهات المعنية في مجتمع التوحد بعد أن قدمت الجمعية الأمريكية للطب النفسي مراجعة شاملة عن تشخيص اضطراب طيف التوحد في عام 2013 للدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، للاستعاضة عن فئات محددة بدقة أكثر بما في ذلك متلازمة أسبرغر، والاضطرابات النمائية الشائعة (PDD-NOS)، واضطراب الطفولة التفككي ويُعرف أيضًا بمتلازمة هيلر والانتكاس الذهني.

وفي عام 2021، دعت لجنة لانسيت، وهي مجموعة مكونة من 32 باحثًا وطبيبًا وأفرادًا مصابين بالتوحد وأفرادًا من أُسرهم، إلى إنشاء تسمية جديدة أي “التوحد الشديد”، والتي من شأنها أن تضم هؤلاء الأفراد المصابين بالتوحد الذين يعانون أيضًا من ضعف بالإدراك واللغة، ويتطلبون إشرافًا على مدار الساعة. ولاحظت هالاداي أن بيانات أناغنوستو تتقارب جيدًا مع اقتراح لجنة لانسيت، حيث أنها توفر دليلاً بيولوجيًا لفئة حُددت في الأصل من خلال معايير خارجية فقط”.

فعلى أقل تقدير، يظل السؤال الحقيقي عما إذا كان هذا العمل يتطلب إعادة هيكلة لتصنيف الاختلافات النمائية العصبية. فإذا كان الإدراك وفرط النشاط، كما توضح بيانات أناغنوستو، ذوي علاقة باختلافات التركيب الدماغي من المتغيرات الأخرى مثل العجز الاجتماعي الذي اعُتبر أحد الأعراض الأساسية للتوحد. فربما حان الوقت لإلغاء نموذجنا الحالي وتقديم تشخيصات جديدة بناءً على هذه الأبعاد الأكثر وضوحًا. ويعد مواءمة نظامنا التشخيصي مع علم الأحياء الأساسي هو الخطوة الأولى في تطوير التداخلات الموجهة لبعض السلوكيات الأكثر استعصاءً وخطورة والتي تظهر على ذوي إعاقات النمو مثل العدوانية والهروب وإيذاء النفس و متلازمة بيكا (وهي الإكراه على أكل الأشياء غير الصالحة للأكل).

كما افتتحت أناغنوستو حديثها قائلة: “طبيعة تركيب الدماغ لا تتبع الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية”. ولكن مع تقدّم فهمنا للدماغ، ألا ينبغي أن تنعكس هذه الانقسامات على حقيقتها وبدقة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية؟

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رشا الحربي

تويتر: @eunlina7

مراجعة وتدقيق: عبدالله الحربي

لينكد إن: abdullahalharbi


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!