ما يجب عليكِ معرفته عن منع الحمل والجلطات الدموية

ما يجب عليكِ معرفته عن منع الحمل والجلطات الدموية

28 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

آلاء عصمت

دقق بواسطة:

غادة أحمد

إذا كنتِ تسعين لتجنب الحمل فإليكِ عدة وسائل متاحة لمنعه، ومن ضمنها الأنواع غير الهرمونية مثل الواقيات الذكرية، والعوازل المهبلية، وأغطية عنق الرحم، أو الإسفنج، ولكن بعض الأشخاص يفضلون الوسائل الهرمونية مثل الأقراص، ولاصقات منع الحمل، أو الحلقة المهبلية.

وتقول أخصائية أمراض النساء والتوليد آشلي برانت (دكتوراه في الطب التقويمي) إن وسائل منع الحمل الهرمونية قد تُزيد من مخاطر تكوّن الجلطات الدموية، وبالرغم من ذلك فإن نسبة الخطر ضئيلة حيث يُصاب على الأكثر عشرة أشخاص من كل 10000 شخص سنويًا بالجلطات الدموية نتيجة لاستخدام وسائل منع الحمل، وتزداد نسبة الخطورة فقط باستخدام موانع الحمل الهرمونية المحتوية على الإستروجين، وفي الحقيقة فأنتِ أكثر عرضة للإصابة بالجلطة الدموية الناتجة من خلال الحمل أكثر من تلك الناتجة عن استخدامكِ للوسائل الهرمونية لمنعه.

وتقول دكتورة برانت بحسب وجهة نظر معينة: “ولكن نسبة حدوث الجلطات تعد نادرة جدًا لدى السيدات في سن الإنجاب”، كما تقول: “إذا كنتِ لا تستخدمين أية وسائل لمنع الحمل، فإن نسبة إصابتكِ بالجلطة الوريدية (الجلطة الدموية) تقريبًا هي شخص أو خمسة أشخاص  لكل 10000 شخص في السنة.


كيف تسبب وسائل منع الحمل الهرمونية الجلطات؟

تتوفر وسائل منع الحمل الهرمونية بوجه عام في هيئة نوعين، نوع يحتوي على الإستروجين والبروجيسترون، بينما يحتوي النوع الآخر على البروجيسترون فقط.
ارتبط الإستروجين بارتفاع نسبة مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية، حيث يؤدي إلى زيادة معدلات عوامل التجلط، ومع ذلك فإن مقدمي الرعاية الصحية لازالوا يحاولون فهم العلاقة بينهما بالكامل.

تحتوي أنواع معينة من الأقراص، ولاصقات منع الحمل، والحلقة المهبلية على كلا النوعين من الهرمونات، وإذا أردتِ تجنب استخدام الإستروجين في وسائل منع الحمل الخاصة بكِ فهناك وسائل أخرى متاحة لا تحتوي عليه، ومن ضمن الوسائل التي تحتوي على البروجيسترون فقط فهناك الأقراص، والحقن، ووسائل الزراعة، وتقول الطبيبة: “هناك أيضًا أنواع محدودة من اللّوالب الرحمية (IUDs) المختلفة التي تحتوي على البروجيسترون”. وتضيف قائلة: “كما يمكنكِ أيضًا استخدام لوالب رحمية غير هرمونية”.

تُزيد أقراص منع الحمل المحتوية على جرعات عالية من الإستروجين من مخاطر إصابتكِ بالجلطات الدموية، وتُدلي طبيبة أمراض الباطنة والأوعية الدموية ديبورا هورناسيك (حاصلة على درجة الدكتوراه في الطب) برأيها في ذلك قائلة: “ولكن أصبحت الأنواع الحديثة المحتوية على تركيبات بجرعات أقل من الإستروجين لها نسبة خطورة أقل مما كانت عليه منذ عقدين ماضيين”.

على سبيل المثال فقد كانت أقراص منع الحمل عام 1970، و1980 تحتوي عادةَ على 50 ميكروجرام إستروجين، وتقول دكتورة برانت: “والآن الأقراص التي تحتوي على أعلى نسبة ويصفها أي طبيب بها ما يعادل 35 ميكروجرام”. وتُضيف قائلة: “وقد تحتوي هذه الأقراص اليوم على 20 ميكروجرام أو أقل”.

لماذا تُسبب وسائل منع الحمل الهرمونية الجلطات؟

يختلف نوع الجلطات الدموية الناشئة من موانع الحمل الهرمونية عن تلك الأخرى المرتبطة بالدورة الشهرية، وتقول دكتورة برانت: “أحيانًا يفسر الأشخاص أن الجلطات الدموية الناجمة عن وسائل منع الحمل تُشبه تلك التي تخرج أثناء النزيف المهبلي، ولكننا نعني بذلك الجلطات الدموية التي تتكون في الأوعية الدموية بساقيكِ أو رئتيكِ”.

وفي ضوء ما تقدم تقول دكتورة برانت أن الأطباء لازالوا يحاولون فهم العلاقة بين موانع الحمل الهرمونية والجلطات الدموية، وتشير قائلةً: “يُصنّع كبدك العشرات من العوامل المحفزة للتخثر والعوامل المضادة له، ومن المُعتقَد أن الإستروجين يحفز الطريقة التي يصنّع بها الكبد العوامل المحفزة للتخثر”.

“ولكن هناك عشرات العوامل المختلفة ومن ضمنها عملية التخثر”. وتضيف قائلة: “ليس واضحًا كيف يتفاعلون جميعًا، وأين يفرض الإستروجين تأثيره الأكبر بالضبط”.
  أيضًا قد يلعب الوقت دورًا، وفي الواقع أنتِ غالبًا أكثر عُرضة للإصابة بالجلطات الدموية الناجمة عن موانع الحمل بمجرد البدء في تناولها، وتقول دكتورة هورناسيك: “منذ بداية أول عدة أشهر وحتى السنة الأولى فتعد هذه الفترة هي الأكثر خطورة، وذلك لأن معدلات الهرمون لديكِ تتغير بالفعل حينها”.


هل يؤثر نوع وسيلة منع الحمل على مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية؟

تُعد وسائل منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على الإستروجين هي النوع المؤدي للإصابة بالجلطات الدموية، ويبدو أن الأقراص والحلقة المهبلية لديهما نسبة مخاطر مشابهة لوسائل منع الحمل المحتوية على الإستروجين.
ولكن وجد الباحثون بيانات متفاوتة بشأن اللاصقة، وتحديدًا أنها قد تُزيد من خطر الإصابة بجلطات الدم مقارنة بالنوعين الآخرين، وتقول دكتورة برانت: “لازال الكثير من الأطباء ومقدمي الرعاية الصحية يصفون اللاصقات، ولكنكِ ستحتاجين إلى التحدث مع طبيبكِ قبل البدء في استخدامها”.


لماذا يُزيد الحمل من مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية؟

يُزيد الحمل من خطر تعرضكِ للجلطات الدموية، وتقول دكتورة برانت: “تعد أقراص منع الحمل وحتى الأنواع المركبة منها أكثر أمانًا من الحمل، وتنحصر نسبة الخطورة في العموم ما بين 10 جلطات وحتى 20 جلطة لكل 10000 شخص في السنة”.

وتعد التغيرات الجسدية والهرمونية التي تحدث في الجسم أثناء الحمل هي سبب ارتفاع نسبة الخطورة، وتقول دكتورة برانت موضحة: “في الحقيقة أنتِ لديكِ كتلة كبيرة في بطنكِ تُبطئ من رجوع الدم من قدميكِ لقلبكِ، ويعد ذلك سببًا في حدوث تورم لكثير من الأشخاص في أطرافهم السفلية، ويساهم هذا أيضًا بدوره في ارتفاع نسبة مخاطر تكّون الجلطات أثناء الحمل”.

وبالرغم من ذلك لا تنتهي هذه الخطورة بمجرد الولادة، ولكن في الحقيقة تظل نسبة خطورة تكوّن الجلطات الدموية مرتفعة وحتى أثناء فترة النفاس، وتقول الطبيبة: “تعد أول ستة أسابيع من فترة النفاس أكثر خطورة من الحمل نفسه”.


علامات تكون الجلطات الدموية الواجب عليكِ عدم تجاهلها

يعد الألم في العموم هو أكبر علامات تكون الجلطات الدموية، وتقول دكتورة برانت: “قد ينشأ الألم عادة خلف ركبتكِ أو خلف عضلة السمانة”، كما يعد الاحمرار والتورم أيضًا من العلامات الشائعة، وتُضيف الطبيبة قائلة: “قد تتكون الجلطة على هيئة تصلب يُشبه الحبال خلف ساقكِ، ويأخذ شكل الوريد الفعلي، ويمكنكِ أن تشعري بها”.

تتنوع الجلطات الدموية الناتجة عن استخدام الأشخاص لوسائل منع الحمل في حجمها ومدى خطورتها، وقد تنشأ في شريانكِ او في الوريد وهو الأكثر شيوعًا، وعندما تنشأ في الوريد تُسمى بالخُثار الوريدي العميق ومن ثم تعرقل دورتكِ الدموية الطبيعية.

قد تبقى الجلطة أحيانًا في مكانها، ولكنها تنفصل أحيانًا أخرى وتنتقل إلى مكان آخر بجسدكِ.

قد يكون حدوث ذلك خطيرًا فعلى سبيل المثال: إذا انتقل جزء من الجلطة إلى رئتيكِ، فقد يمنع تدفق الدم إليها مؤديًا إلى حدوث مضاعَفَات أكثر خطورة تُسمى بالانصمام الرئوي، وتتضمن أعراضه على وجه التحديد ضيق التنفس، والسعال، وألم بالصدر.

إذا كنتِ تشعرين أنكِ لستِ بخير في العموم، وخاصة إذا كنتِ قد بدأتِ للتو في تناول موانع الحمل الهرمونية فعليكِ الاتصال بطبيبكِ، وتحذر الدكتورة برانت قائلة: “إذا كانت لديكِ أعراض مثل: الألم، أو الحرارة، أو الاحمرار، أو التورم، أو كان هذا العَرَض يؤثر على أطرافك السفلية، فهذا سبب لإجراء الفحص”.

قد يساعدكِ طبيبكِ في معرفة أفضل الخطوات التالية بناءًا على ما تخبرينه به، وتؤكد دكتورة برانت قائلة: ” سيساعدونكِ في اتّخاذ القرار فيما إذا كان الأنسب لكِ الذهاب إلى غرفة الطوارئ، أو إذا كنتِ بحاجة لعمل تخطيط صوتي، أو إذا لم يكن عليكِ القلق إطلاقًا، ولكن إذا كان لديكِ أي ألم بالصدر، أو ضيق بالتنفس فهذا مبرر لذهابكِ لغرفة الطوارئ”.

هل بإمكانكِ منع تكون الجلطات الدموية؟

هناك بعض الطرق يمكنكِ من خلالها تقليل مخاطر الإصابة بالجلطات الدموية ومن ضمنها:

  • الامتناع عن التدخين (أو الإقلاع عنه).
  • الحفاظ على وزن صحي (أو الحصول عليه).
  • ممارسة التمارين الرياضية أو أن تكوني نشيطة.

قد يؤدي السفر لمسافات طويلة والعمليات الجراحية لمخاطر أخرى على المدى القريب، وتقول دكتورة برانت: “نحن نفكر في الغالب في السفر بالسيارة لمسافات طويلة، أو بالطائرة لفترة زمنية تظلي فيها ساكنة ولا تتحركي، ولذلك فإذا كنتِ مسافرة بالسيارة أو الطائرة لمسافة طويلة، فلن تكون فكرة سيئة أبدًا أن تنهضي من وقت لآخر وتمددي ساقيكِ، وبإمكانك رفع ساقيكِ لتحريك قدميكِ والحفاظ على تدفق الدم أثناء الجلوس”.

ويُعد التاريخ العائلي والسن من عوامل الخطورة الخارجة عن السيطرة للإصابة بالجلطات الدموية، وعلى سبيل المثال فهؤلاء من هم فوق الأربعين تزداد خطورة تعرضهم للجلطات الدموية، كما أن الأشخاص الذين يتعايشون مع السمنة وأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، والصداع النصفي المصحوب بهالة فهم أيضًا يواجهون مخاطر متزايدة لحدوث السكتات الدماغية، أو الأزمات القلبية، ولذلك فقد تحتاجين للتحدث مع اختصاصي قبل البدء في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.

وتنصح دكتورة هورناسيك بأنه يجب على أي شخص لديه تاريخ مرضي من الجلطات الدموية، أو لديه عامل وراثي قد يُزيد من خطورة تعرضه لها، أو يعاني من أهبة التخثر الموروثة (وهي كلمة تُستخدم لوصف الظروف الكامنة لتكون الجلطات الدموية) استشارة الاختصاصي عما إذا كانت وسائل منع الحمل الهرمونية هي الخيار الأفضل له.

لا يمنعكِ بالضرورة وجود تاريخ مرضي من الجلطات الدموية من استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية، وتشير دكتورة برانت قائلة: “أحيانًا يكون لدى الناس انطباع أن جميع وسائل منع الحمل الهرمونية سيئة إذا كان الشخص مصابًا بجلطة دموية فيما سبق” ،كما تقول: “أرى أناسًا طيلة الوقت قد أخبرَهم الأطباء أنه لا يمكنهم استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية”.
ولكن هذا ليس السبب بالضرورة، وتضيف قائلة: “قد تكون هناك وسائل مناسبة ولا تحتوي على الإستروجين، ومن المحتمل أن تكون الوسائل المحتوية على البروجيسترون فقط متوفرة”.

وبالإضافة إلى ذلك فإن كل شخص مختلف، والظروف قد تتغير على مدار الوقت، وتقول دكتورة برانت: “قد يكون لديكِ بعض عوامل الخطر الطفيفة للإصابة بالجلطة الدموية مثل التعايش مع السمنة، أو أن تكوني أكبر سنًا قليلًا، ولكن إذا كنتِ تستخدمين وسائل منع الحمل أيضًا لعلاج مشاكل صحية كدورة شهرية قاسية أو مؤلمة فإنها بذلك تتأرجح أكثر نحو الفوائد”.

وتضيف قائلة: “إذا شُخّصتي في أي وقت بحالة طبية جديدة، فلن تكون فكرة سيئة على الإطلاق أن تتواصلي مع من يمدكِ بوسائل منع الحمل سواء كان اختصاصي النساء والتوليد الخاص بكِ أو مقدم الرعاية الصحية، وذلك فقط للتأكد من أن وسيلة منع الحمل التي تستخدمينها لازالت مناسبة لكِ”.

جميع هذه الاختلافات مهمة لوضع تاريخك الصحي في الاعتبار عند التحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ عن وسائل منع الحمل، وإذا كانت لديكِ أية أسئلة عن الوسائل التي تستخدمينها أو تحتاجين للتحدث باستفاضة عن طرق منع الحمل المختلفة فعليكِ بالتحدث مع مقدم الرعاية الصحية، او اختصاصي النساء والتوليد، أو طبيب بطب الأسرة.

وتقترح دكتورة برانت قائلةً: “وقتما يختار شخص ما وسيلة لمنع الحمل فمن الأنسب أن يتناقش باستفاضة عن المخاطر والمنافع مع وضع الصحة الشخصية في الاعتبار، تحدثي مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بكِ عن حالتكِ الصحية وعن مخاطر الحمل، وذلك فقط للتأكد من أنكِ مرشحة مناسبة لاستخدام نوع معين من وسائل منع الحمل”.

المصدر: https://health.clevelandclinic.org

ترجمة: آلاء عصمت علام

مراجعة وتدقيق: غادة أحمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!