أظهرت الأبحاث الجديدة عدم وجود أي دليل للتغيير الهيكلي للدماغ، المرتبط بالتدريب الذهني قصير المدي

أظهرت الأبحاث الجديدة عدم وجود أي دليل للتغيير الهيكلي للدماغ، المرتبط بالتدريب الذهني قصير المدي

27 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

إسراء السيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

ففي منتصف القرن العشرين كشفت أدلة جديدة، أن الدماغ يمكن أن يكون مرنًا، وأن التجربة يمكنها أن تغيره. وقد ارتبطت المرونة بتعلم مهارات جديدة، كالملاحة الفضائية، والتمارين الهوائية، بالإضافة إلى التدرب على التوازن.

وقد اقترحت بعض الأبحاث التي استخدمت التدريب الذهني؛ للحد من الإجهاد الذي استمر لمدة ثمانية أسابيع، أن التدريب الذهني كالتأمل، يمكنه تغيير بنية الدماغ، إلا أن هذا السؤال لازالت إجابته مجهولة حتى الآن. كما كانت هذه الدراسة محدودة النطاق والتكنولوجيا، ربما انحرفت أيضًا بسبب مجموعات المشاركين الاختيارية.

على الجانب الآخر، قام فريق من الباحثين من مركز العقول الصحية في جامعة ويسكانسن ماديسون، بقيادة دكتور ريتشارد ديفانسون بدراسة جديدة، ولكنها لم تجد أي دليل على أن التدريب الذهني قصير المدى يؤدي إلى تغيرات هيكلية في الدماغ.

وقد نُشرت هذه الدراسة في 20 مايو، وكانت الأكبر والأكثر صرامة حتى الآن. في تجربتين جديدتين أجريت فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي لأكثر من 200 مشاركًا يتمتع بالصحة، وليس لديهم أدنى خبرة عن التأمل أو أي مخاوف تتعلق بالصحة العقلية، وذلك قبل تعيينهم عشوائيًا في واحدة من ثلاث مجموعات دراسية. أما الأولى فكانت دورة الوعي القائم على تخفيف الضغط بثمانيه أسابيع، والثانية تسمى دورة تحسين الصحة، وهي غير قائمة على التدريب الذهني. والمجموعة الثالثة عبارة عن مجموعة التحكم، ولم تتلقَ أي نوع من التدريب.

أما المجموعة الأولى، فقد دربها أساتذة معتمدين، وشملت ممارسات للتدريب الذهني، كاليوجا والتأمل والتوعية بالجسم وتشابهت الدورة الثانية مع الأولى، باستثناء خلوها من التدريب الذهني، ولكنها استبدلتها بممارسة الرياضة، والعلاج بالموسيقى، وممارسة التغذية.  وقضت المجموعتين وقتًا إضافيًا في الممارسة العملية المنزلية.

وبعد الانتهاء من كل تجربة، والتي دامت لثمانية أسابيع، أُجري التصوير بالرنين المغناطيسي بشكل نهائي؛ لقياس مدى التغير في بنية الدماغ. كما جُمعت بيانات من التجربتين؛ لإنشاء حجم عينة أكبر. لم يتم الكشف عن اختلافات ملحوظة في التغيرات الهيكلية الدماغية بين هذه المجموعات. وقدم المشاركون تقريرًا ذاتيًا عن الوعي الذهني، بعد الدراسة. وأشاد أولئك الذين انضموا للمجموعة الأولى والثانية، بزيادة الوعي الذهني مقارنةً بالمجموعة الثالثة التي لم تتلقَ أي نوع من أنواع التدريب، مما يقدم دليلاً على أن هذه الزيادة، قد تكون ذات صلة بمنافع أي نوع من التدخل السليم على نطاق أوسع، بدلاً من أن تكون محددة لممارسة التأمل.

ماذا عن الدراسة السابقة التي وجدت أدلة على التغيرات الهيكلية؟ وبما أن المشاركين في تلك الدراسة قد سعوا إلى عقد دورة تدريبية للحد من الإجهاد، فربما كان لديهم مجال للتحسين أكبر من السكان الأصحاء الذين درسوا هنا. وبعبارةً أخرى، وفقًا للمؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، العالم السلوكي والمؤلف الأول تامي كرال، فإن مجرد اختيار الالتحاق بالمعهد قد يرتبط بزيادة الفوائد. كما كان حجم العينة في الدراسة الحالية أكبر بكثير، مما زاد الثقة في النتائج.

ومع ذلك، كما كتب الفريق في الورقة الجديدة: “قد يكون من الممكن تحديد التعديلات الهيكلية فقط مع مدة أطول بكثير من التدريب، أو التدريب يركز صراحةً على شكل واحد من أشكال الممارسة”. في حين أن التغيرات الهيكلية في الدماغ توجد مع التدريب المادي والمكاني وتدريب الوعي الذي يشمل مجموعة متنوعة من المجالات النفسية مثل الاهتمام والتعاطف والعاطفة. يشمل هذا التدريب شبكة معقدة من مناطق الدماغ، كل منها قد يتغير بدرجات مختلفة في الأشخاص، مما يجعل التغيرات الكلية على مستوى المجموعة صعبة الملاحظة.

وتؤكد هذه النتائج المفاجئة في نهاية المطاف أهمية التمحيص بالنسبة للنتائج الإيجابية والحاجة إلى التحقق من خلال التكرار. بالإضافة إلى ذلك، قد تؤدي دراسات التدخلات طويلة الأجل وكذلك تلك التي تركز بشكل منفرد على ممارسات التأمل إلى نتائج مختلفة، وأشار ديفيدسون إلى ذلك بقوله: “ما زلنا في المراحل الأولى من البحث حول آثار التدريب على التأمل”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: إسراء السيد عبد الحميد توفيق

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!