السُكّرْ |  الساحر القاتل حلو المذاق

السُكّرْ | الساحر القاتل حلو المذاق

26 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

زينب الهواري

دقق بواسطة:

زينب محمد

  لعلك لاحظت حاجتك الدائمة للطعام، ورغبتك في تناول المزيد دائمًا إذا كنت مدمنًا للنشويات، والمعجنات، والحلويات معتادًا عليها، ولعلك أيضًا عانيت من دهون البطن العنيدة والتي لا تستجيب للحميات الغذائية التقليدية، علاوةً على ذلك شعورك الدائم بالإرهاق والخمول والرغبة في النوم بعد الوجبات، ليس هذا فحسب، بل تلك هي أخف الأضرار، فالسكر يُظهر لنا وجهه المُرّ بدايةً من الكبد الدهني، والسمنة، ومقاومة الأنسولين، وتسوس الأسنان، وعدم انتظام النوم، وفرط الحركة وتشتت الانتباه للأطفال، وظهور تجاعيد الوجه مبكرًا ، مرورًا بمرض السكري وارتفاع الضغط وما يسببه من مضاعفات، وأخيرًا ارتفاع الكوليسترول، وأمراض القلب والشرايين، حيث أوضحت الدراسات وجود علاقات وثيقة بين تناول الأطعمة عالية السكر وبين الوفاة بأمراض القلب.

 يوجد السكر المضاف في كل المنتجات المعلبة من حولنا، ولو استغنينا عنه لكسدت الكثير من السلع، فأغلب الأطعمة المصنعة مليئة بالسكر لترضي المشتري، وليس فقط الحلويات كما يعتقد البعض، فما هو السكر وما هي أنواعه؟

يوجد للسكر أنواع مختلفة في الطبيعة:

  • النوع الأول وهو سكر الجلوكوز، والذي يوجد في الكربوهيدرات (كالخبز والمكرونة)، وكذلك الخضروات والفاكهة، وهو الغذاء الأساسي لخلايا الجسم وبخاصةً المخ.
  • أما النوع الثاني فهو سكر اللاكتوز، ويوجد في منتجات الألبان كاللبن والجبنة والزبادي.
  • أما النوع الثالث، وهو أخطرهم على الإطلاق، سكر السكروز أو ما يطلق عليه ” السكر الأبيض”، والذي يتكون من جزئين الجلوكوز الذي تكلمنا عنه سابقًا،  والفركتوز وهو نادر جدًا في الطبيعة حيث يوجد في بعض الفاكهة والخضروات وعسل النحل، ولكن في عالمنا المعاصر صار الفركتوز يحاصرنا في كل المنتجات حتى في ما يطلق عليه “الطعام الصحي”.

وتستخدم الشركات العديد من المسميات الخادعة للسكر مثل (السكر البني، سكر فركتوز، شراب الذرة، مركّز الفواكه) ولكن كلها تعني “السكر”، فالشركات تفعل المستحيل لتجعلك تُقبل على منتجاتها.

هذا بالنسبة السكر المُصنع والمستخلص من النباتات المُختلفة، ولكن ماذا عن سكر الفواكه الطبيعي، هل هو آمن؟ وهل يمكنني تناول الفاكهة الطبيعية والعصائر دون حساب؟

 ولنعرف إجابة هذا السؤال علينا فهم طبيعة الفاكهة والعصائر، فقد خلق الله الثمار وبها ألياف وسكر طبيعي، فتساعدك الألياف على الهضم وتشعرك بالشبع، لذا عندما تأكل ثمرة ما سوف تأكل الثانية والثالثة بصعوبة، ولكن بفضل الاختراعات الحديثة يمكنك الآن عصر ٤ ثمرات من التفاح بكل ما به من سكر لتحصل على كوب واحد فقط من العصير، وهذا يعني أنك تحصل علي ما يعادل ١٦ معلقة سكر دفعة واحدة، وتخسر كل الألياف النافعة دون أن تشبع.

أما عن الفاكهة، فنحن نشهد الآن عصر الفاكهة المعدلة جينيًا، والتي تظهر في مواسم غير مواسمها الأصلية بحيث تتواجد أمامك طوال العام، وكذلك التهجين الجيني للفاكهة. حيث يقوم العلماء باستخلاص جين السكر من نوع معين من الفاكهة ودمجه في سلالة أخرى من نفس النبات تمتاز بحجمها الكبير وعدم وجود البذر مثلًا، فيكون الناتج النهائي هو فاكهة عالية السكر، كبيرة الحجم، لا بذور فيها، بهيئة مُختلفة  يَسهُل أكلها وتغير شكلها عن الشكل الذي خلقها الله عليه.

ولكن بعد هذه المقدمات لماذا ينبغي علينا الحذر من السكر؟ وماذا يحدث في الجسم عندما نتناول كل هذه الكميات منه ؟

يتحول السكر داخل جسدك إلى مركبين وهما: الجلوكوز والفركتوز.

الجلوكوز هو العنصر الأكثر تواجدًا في الطبيعة كما أشرنا سابقًا، لذا فالكبد يجيد التعامل معه، والذي يقوم بدوره بتحويله إلى طاقة، وتخزين الزائد منه عند الحاجة للطاقة.

أما الفركتوز النادر في الطبيعة، والذي لا يجيد الكبد التعامل معه، يدخل أجسادنا ويجد جميع مخازن الطاقة ممتلئة، فيقوم الكبد بتحويله إلى دهون ويراكمها، وهذا التراكم يسبب الكبد الدهني، ومن ثم خلل مقاومة الأنسولين والذي يسبب مرض السكر فيما بعد. ليس هذا وحسب، بل بعض هذه الدهون تتحرر في الدم وتنطلق لتتراكم في أماكن مختلفة مسببة السمنة وانسداد الشرايين.

لذا عندما نشرب العصير الطبيعي أو عصير خليط الفواكه والذي يعرف بالإسموزي المليء بالسكر، أو نعطيه لأطفالنا ظنًا منا أنه البديل الصحي للمياه الغازية والمشروبات الصناعية المختلفة، سنفاجئ الكبد بدفعات كبيرة جدًا من السكر كالتسونامي لا تستطيع التعامل معها.

 وكلما تناولنا المزيد من السكروز ( السكر الأبيض) والذي يتحول إلى جلوكوز وفركتوز، وأسرفنا في تناول الكربوهيدرات كالخبز، والمكرونة، والمعجنات والتي تحوي سكر الجلوكوز، تزداد نسبة الجلوكوز في الدم، فيفرز الجسم هرمون الأنسولين لتنظيمه، والذي يعمل كمفتاح للخلايا، حيث يفتح الخلية ليحترق الجلوكوز بداخلها ليمد الجسم بالطاقة، ولكن كلما زاد الجلوكوز، انشغل الأنسولين بإدخاله للخلايا وحرقه مما يبطئ من حرق الدهون وهذا ما يحدث مع أغلب البشر، فتتراكم الدهون على الكبد، وتحت الجلد وتسبب السمنة، والسكري، وأمراض القلب والشرايين.

وهذا يطرح سؤالًا هامًا هل كانت كل هذه الأمراض لتحدث لولا وجود السكر في الطعام؟

ولكي نجيب عن هذا السؤال دعونا نستعرض تجربة قام بعملها صُناع فيلم ” ذلك السكر” وهو فيلم أسترالي يقول عنه صُناعه: “إنه الفيلم الذي سيجعلك تعيد التفكير في معنى الأكل الصحي”.

 يعرض لنا فيلم “ذلك السكر” قصة شاب أسترالي قرر تناول السكر بعد سنوات من الانقطاع عنه بعد أن قرأ أخبارًا متضاربة في الصحف العلمية عن دور السكر في العديد من المشاكل الصحية والسلوكية، بخلاف ما تروج له بعض الشركات التي تنتج مواد تعتمد في بيعها الأساسي على نسبة عالية من السكر.

في بداية التجربة يذهب الشاب لمقابلة فريق طبي لمتابعة حالته خلال هذه الرحلة ويعلمهم برغبته في إجراء تلك التجربة على جسده قبل وبعد تناول ٤٠ معلقة سكر يوميًا، وهو الحد الأدنى الذي يتناوله معظم الناس يوميًا. وقرر الشاب خوض التجربة لمدة شهرين فقط، وطلب منهم تسجيل النتائج وتزويده بالمعلومات الطبية اللازمة له أثناء التجربة.

بدأ فريق الأطباء بالعمل فأجروا له العديد من الفحوصات والأشعة لمقارنتها بمثيلاتها خلال الشهرين.

  قام الفريق بعمل تحاليل الدم المختلفة كالدهون الثلاثية، وإنزيمات الكبد، وغيرها، وكذلك الأشعة التلفزيونية، وفحص الجسد، وقياس الطول والوزن ومحيط البطن، والتي أظهرت أنه يتمتع بصحة جيدة ومناسبة لشاب في الثلاثينات من عمره.

كان وزن الشاب قبل التجربة حوالي ٧٦ كجم، ومحيط خصره ٨٤ سم، وكان يتناول ٢٣٠٠ سُعر حراري يوميًا مكونة من البروتينات، والدهون، والكربوهيدرات الصحية.

  في بداية التجربة شعر الشاب بأنه من الصعب عليه الحصول على ٤٠ معلقة سكر يوميًا، وأن هذا الرقم صعب المنال، ولكن بعد أن قرأ الحقائق التغذوية الملصقة على العبوات وقام بحساب السكر في المعلبات الصحية التي اختارها، أيقن أن هذا الرقم ممكن تحصيله في وجبة الإفطار إذا أراد، فوجبة مكونة من القليل من حبوب الإفطار بالإضافة إلى زبادي فواكه صحي قليل الدسم يحوي ١١ معلقة سكر على الأقل، ونصف كوب من العصير المنزلي الطبيعي يمكننا الحصول على ٢٠ معلقة سكر في وجبة إفطار بسيطة صحية كهذه الوجبة.

عاد الشاب إلى الأطباء بعد ١٢ يوم من تناول 40 معلقة من السكر يوميًا كما اتفقوا، فوجد أن وزنه زاد ٣ كيلوجرامات، ولكن ما زاد من قلقه هو شكل محيط الخصر والبطن. فقد تجمعت الدهون حول الأحشاء الداخلية والكبد وظهر ذلك جليًا في الأشعة التلفزيونية التي أجراها، وهو ما أطلق عليه الأطباء نحيف من الخارج بدين من الداخل، ثم عاد مرة أخرى بعد ١٨ يوم ليجري فحوصات الدم المختلفة والتي أظهرت ارتفاعًا ملحوظًا بوظائف وإنزيمات الكبد، والتي تبين تحول كبده لكبد دهني خلال ١٨ يوم فقط من تناول السكر.

وبعد مرور شهرين من التجربة حان وقت الاجتماع مع الأطباء لإجراء الفحوصات النهائية وعرض النتائج، سأله الأطباء عن حالته الصحية والنفسية وكيف تأثرت؟

 فأجاب بأنه لاحظ زيادة وزنه خاصةً محيط الخصر والبطن السفلية، وكذلك ضعف قدرته على الإنتاج والتركيز إذا لم يتناول جرعات إضافية من السكر، والإجهاد المستمر ورغبته في النوم بعد تناول الوجبات، وعدم قدرته على التحكم في شهيته طوال الوقت فهو دائمًا بحاجة لتناول الطعام، وظهور بثور متكررة وشحوب بوجهه.

وكانت المفاجأة عندما استعرض الأطباء نتائج التجربة، فقد زاد وزنه ٨.٥ كيلو، ولكن الأخطر هو محيط البطن الذي زاد بنسبة ١٠ سم وتحول كبده إلى كبد دُهني، فضلًا عن إصابته بمقاومة الأنسولين والذي يؤهله لحدوث مرض السكري وما يتبعه من مضاعفات خطيرة، كما تضاعفت نسبة الدهون الضارة في الدم مما ينذر بحدوث أمراض القلب والشرايين.

حدثت كل هذه الأعراض خلال شهرين فقط من تناول السكر يوميًا “٤٠ معلقة فقط”، بيد أنه لم يزد من سعراته الحرارية المعتادة فقد كان يتناول ٢٣٠٠ سعر حراري كما كان سابقًا قبل التجربة، ولكن الاختلاف الوحيد هو أنه استبدل الدهون الصحية بالسكر، ولكن بشّره الأطباء بأن جسده قادر على التخلص من كل هذه الآثار إذا التزم بالعادات الصحية مجددًا وامتنع عن السكر.

قد يظن البعض أن هذا خطأ الشاب وأننا معتدلون لا نتجاوز هذا الحد، فهل يعقل أن يتناول المرء ٤٠ ملعقة من السكر يوميًا، فهيا نرى ما إذا كان ذلك ممكنًا أم لا!

ولحساب ذلك علينا معرفة أن معلقة السكر الواحدة تعادل ٤ جم من السكر، ويمكنك معرفة عدد جرامات السكر في كل منتج تشتريه بقراءة جدول الحقائق التغذوية الملصق على العبوة، ولكن قبل أن تقرأ السعرات الحرارية وكمية السكر المكتوبة على كل عبوة، عليك التأكد أولًا من حجم الحصة المكتوب في بداية الجدول.

فقد تقرأ على بعض العبوات أن بها نسب سكر منخفضة جدًا مقارنةً بحجم العبوة، ولكن عندما تنظر لحجم الحصة قد تجد أن هذا السكر خاص بمعلقة واحدة فقط من المنتج.

ومثال ذلك عبوات الكاتشب، ستجد أنه يحتوي على ٤ جم فقط من السكر، أي معلقة واحدة فهل هذا يعني أن عبوة الكاتشب كاملةً بها ملعقة سكر واحدة؟ بالطبع لا، انظر لحجم الحصة، ستجد أن الجدول خاص بمعلقة واحدة من الكاتشب وهذا يعني أن كل معلقة كاتشب مضاف لها معلقة من السكر.

وكما رأينا في قصة هذا الشاب أن الاختلاف الوحيد في تجربته هو مصدر السعرات الحرارية وليس عددها فقد كان يتناول ٢٣٠٠ سواء قبل أو بعد التجربة.

لذلك لا تنخدع بالسعرات الحرارية، فهي لا تُعبر أبدًا عن كمية السكر الحقيقية المضافة للعبوة، فمثلًا عبوات المياة الغازية تضيف لجسدك ١٥٠ سُعر حراري فقط، ولكن انظر لكمية السكر المضاف ستجد أنه يعادل ٤١ جم من السكر وهذا يعني أن بكل عبوة مياة غازية، 10 ملاعق من السكر.

هل المُصاب بشراهة الأكل وإدمان السكر ضحية أم جاني؟

لمدة خمسون عامًا داوم البعض على لوم مريض السمنة وحصره بين وصفين إما أنه نهم طماع يحب الأكل، أو كسول مُقصر في ممارسة الرياضة، دون الالتفات للدور المادي والإعلاني الذي تلعبه الشركات للحفاظ على بيع المنتجات وزيادة رأس المال، بدايةً من الترويج الإعلامي للمنتجات عالية السكر بشكل مخادع للعقل عن كيف ستكون حياتك أكثر سعادة بتناول منتجاتهم، مرورًا بالأبحاث العلمية المكثفة التي تُجرى للوصول إلى أعلى نسبة سكر داخل المنتج لترضي عقل الزبون، فيما أسماه العلماء Bliss point

 فقد قامت إحدى الشركات بتجربة ٦١ مُحلي صناعي بنسب متفاوتة في مياههم الغازية حتى وصلت لنسبة سكر تضمن الرواج لمنتجات الشركة وأسماها العالم الذي اكتشفها في السبعينات Bliss point أي نسبة السكر العالية الكافية لحدوث السعادة، حيث وجد أن أي نسبة سكر أقل من هذه النسبة لن تسعد العقل البشري ولن تُرغّب العميل في الشراء مرة أخرى، وانتهاءً بتمويل الدراسات البحثية المُضادة لتثبت أن السكر غير ضار وأن الفارق هو عدد السعرات الحرارية وليس مصدرها.

فعندما نتحدث عن المخدرات أو التدخين، تجد اللوم يتوجه لمُصنّع وبائع تلك السموم، وعندما نتحدث عن السمنة ومرض السكري وما يتبعهم من أمراض تجد اللوم يوجه للمريض فقط. ولا عجب أن في دراسة فرنسية أجريت على فئران التجارب وجدوا أن للسكر أثر إدماني يشابه أثر إدمان الكوكايين.

فكلما تناولت الطعام السكري، طلب جسمك المزيد من السكر ولنفهم هذا دعونا نرى أثر السكر على المخ.

ماذا يحدث داخل مخك عندما ترى الطعام عالِ السكر؟

عندما ترى المحفز (منتجات السكر) كالحلويات أو المشروبات التي تحتوي على سكر، سواء كان مصورًا في إعلان أو حقيقي، يبدأ مخك بفرز الدوبامين وهو ناقل عصبي في الدماغ، والذي يرسل بدوره إشارات عصبية تأمره بالحصول على هذا المنتج فورًا.

فما أن تبدأ بتذوق الحلوى والإحساس بطعمها السكري، حتى يفرز مخك الأندورفين ومعه تشعر بإحساس رائع، ولكن سرعان ما يختفى هذا الشعور، ويترك لك ارتباطًا شرطيًا كلما رأيت المزيد من الطعام السكري.

أيضًا لا يمكننا أن نغفل دور الفركتوز الذي يؤثر على مراكز الشبع في المخ ( هرمون الليبتين)، مما يجعلك نهمًا تطلب المزيد دائمًا وكذلك الجلوكوز الذي يؤثر على المزاج.

ويُعد تغير المزاج من أشهر الأعراض المصاحبة لتغير نسبة السكر في الدم صعودًا وهبوطًا، فعندما تعتاد السكر ستستيقظ كل يوم منهك القوى في انتظار جرعة السكر التالية.

فلنفرض أن هناك رسمًا بيانيًا به خطًا مستقيمًا في منتصف ورقة بيضاء، وتلك هي نسبة السكر في الدم التي يسعد بها عقلك، وعندما تتناول سكريات بنسبة أكبر منها فسيكون عقلك في قمة الطاقة والسعادة.

وما أن يعلو السكر “الجلوكوز” بالدم ، يستجيب الجسم بإفراز الانسولين ليقلل السكر مرة أخرى ويدخل الجلوكوز للخلايا، وعندها يشعر عقلك بالغضب فهو يريد السكر، لذا يفرز جسمك هرمون الأدرينالين والذي يبعث بإشارات للمخ تُشعرك بحاجتك الشديدة للسكر ثانيةً فتبحث عنه مرة أخرى لتتناول المزيد، وهذا هو سبب تغير المزاج عند إدمان السكر.

لذا عندما تقرر منع دخول السكر لجسدك سوف تشعر بالصداع وتقلب المزاج والرغبة في تناوله مجددًا، ولكن إذا نجحت في مقاومة تلك الأعراض، والتي تستمر من أسبوعين لأربعة أسابيع، سوف تختفي تلك الرغبة فجأة، وتستمتع بفقدان الوزن بشكل صحي وخاصةً دهون البطن السفلية، وكذلك دهون الكبد، وتبدأ في التحكم في شهيتك، ومن ثم تتحسن وظائف الكبد وتقل نسب الدهون الضارة بالجسم.

وهذا يجعلنا نتساءل عن وضع الأطفال في المدارس وما إذا كانت كل هذه السكريات المخفية في الأطعمة سبب لكثير من السلوكيات المزعجة وعن دورنا في حمايتهم؟

فعندما يعتاد طفلك على نسبة السكر الموجودة في أغلب المشروبات، والمأكولات، والأطعمة المصنعة، والمطاعم لن يُقبل ثانيةً على الخضروات والفاكهة ذات السكر الطبيعي ولن يستشعر مذاق الأطعمة، فالسكر يفقدك القدرة على التذوق والاستمتاع بالطعم الحقيقي للمأكولات.

 ولكن عندما يعتاد طفلك منذ البداية على تذوق الطعام الطبيعي بدون محليات ستساعده على تذوق الطعم الحقيقي وتنقذه من وساوس زيادة الوزن وحساب السعرات ليحيا حياة طيبة صحية.

لذا عليك بتقليل استهلاكك اليومي من السكر المضاف كما توصي جمعية القلب الأمريكية بما لا يزيد عن ٦ ملاعق صغيرة (٢٥ جرامًا) يوميًا للنساء، و9 ملاعق صغيرة (٣٦ جرامًا) للرجال، ولو امتنعت عنه وتناولت السكر الطبيعي باعتدال دون إسراف لكان خيرًا لك.

المصادر:

https://www.webmd.com

https://www.healthline.com

https://www.health.harvard.edu/heart-health

https://watchdocumentaries.com

بقلم: د. زينب نبيل الهواري

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!