وطأة القلق على الصحة ورُهاب المجهول

وطأة القلق على الصحة ورُهاب المجهول

21 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

إكرام الدعاسي

كيف يدفعك الخوف من المجهول إلى القلق بشأن صحتك

النقاط الأساسية:

  • يصارع الأشخاص القلقين على صحتهم في أغلب الأحيان الخوف من المجهول أو ” رُهاب المجهول”.
  • يتراءى للمرء الذي يعاني من مرض رُهاب المجهول أن الأحداث المستقبلية هي أحداث سيئة بطبيعتها.
  • إن تحسُّن حالة القلق يشترط التحلي بنظرة مختلفة لكل ما نجهله.
  • التعود على إبصار جمال العالم الغامض وتبيّن قدرة المرء على مجابهة أي وضعية حرجة أو وضع صعب.

ينزع الأشخاص القلقون على صحتهم إلى بعض الاعتقادات الجوهرية بشأن الصحة والمرض فيحسبُون أن التأكد من الحالة الصحية يجب أن يكون تأكدًا تامًا ودائمًا، ولكن هذا الأمر، فضلاً عن كونه غير ضروري، هو أمر بعيد المنال.

وفي نهاية المطاف بما أننا نعيش في عالم غامض لا يمكن أن نتحقق من شيء قبل حدوثه ولا يمكن أيضًا أن نستثني الصحة من ذلك. ويحمل الخوف من المجهول في طياته تفسيرًا وتسميةً، إذ يسمى ” رُهاب المجهول”.

ويَحسِب الأشخاص الذين يعانون من رُهاب المجهول بدرجة كبيرة الوضعيات الغامضة أو الأحداث المستقبلية المجهولة مُرعبةً وقد يتعسّرُ التغلب عليها.

السعي إلى بلوغ اليقين

في المقابل، يصعب على الأشخاص القلقين على صحتهم التأكد من عدم اعتلالها، و بالتالي عند ظهور عَرَض من الأعراض أو أحاسيس جسدية يشعرون أنه من الضروري تبين سبب ذلك. ولو لم يتمكنوا من تفسير ما حصل، غالبًا ما تنتابهم الهواجس وتتملكهم.  ويخلصون إلى أن هذا الغموض سيؤول إلى الإصابة بأمراض خطيرة أو قد ينجم عن ذلك الوفاة.

ويسعون بعد ذلك إلى التيقن مما يحدث بفضل الفحوصات والاستشارات الطبية والحديث مع الأصدقاء وأفراد العائلة أو الإبحار على الإنترنت ولكنهم مستاؤون دائمًا لأن التحقق من حالتهم يظل منقوصًا في كل الحالات ويُحال أن يبلغ الكمال والتمام.

التدرب على الاستئناس بالمجهول

كيف إذن ينجح المرء في مجابهة رُهاب المجهول؟ يكون ذلك بتغيير نظرتهم للمجهول تغييرًا كليًا.  فلتُفكر في هذا الأمر على هذا النحو، تخيل أنك استيقظت في الصباح عالمًا بكل تفاصيل يومك مسبقًا، تخيل أنك تدرك كيف سيبدو طعامك في ذلك اليوم وكيف سيكون مزاح زملائك في العمل وكل تصرف لطيف سيصدر من أطفالك، والمفاجأة التي أعدها شريكك لإسعادك والأخبار النارية اللاذعة التي ستتصدر العناوين الرئيسية في ذلك اليوم أو ستدرك مسبقًا من سينال اللقب.

أدعوك الآن لتخيل كل ذلك، كيف ستبدو حياتك؟ كيف ستقضي أيامك وأنت تدرك ما يحصل وما سيحصل مسبقًا؟ كم هي مملة! أليس كذلك؟

قد يبدو المجهول مُفزعًا أحيانًا، ولكنه يجعل الحياة مبهجة ومثيرة للفضول!

ويمكن أن تفكر في الأمر بطريقة أخرى، وتُحصي كم من أمر غير متوقع اتضح أنه أمر مذهل، قد يكون لقاء شريك العمر أو حفلة مُفاجئة أو ترقية أو إطلالة طفل جديد في بيتك.

لو عشت في عالم اليقين لحُرمت رونق الأحداث غير المتوقعة وسِحرها، لذلك أدعوك إلى تبين جمال ما تجهله بدلاً من الحكم على قبحه مسبقًا ولكل ذلك ثمنٌ وحساب.

علينا أن نتوقع الأمور الجيدة والسيئة على حدٍ سواء في عالمنا الأخاذ والمشوق وغير المتوقع أحيانًا. فعوضًا عن الرهبة من المجهول أطلق العنان لطاقتك واستمتع بكل ما هو جيد وتأهب جيدًا لمجابهة السيء.

ترجمة: إكرام الدعاسي    

تويتر: @ikram daassi

المصدر: https://www.psychologytoday.com

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!