” تعطيل” خلايا دماغية معينة يحمي من التوتر

” تعطيل” خلايا دماغية معينة يحمي من التوتر

11 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

ريم الحارثي

دقق بواسطة:

حدّي بكار

من المعروف أن التعرض الطويل للتوتر يؤدي إلى مشاكل نفسية خطيرة، لكن ظلت الآليات الدقيقة التي تقوم عليها الاستجابة للإجهاد بعيدة المنال، ثم ظهرت تطورات حديثة في مجال التصوير المجهري على أيدي باحثين في اليابان أدت إلى اكتشاف مثير لمجموعة صغيرة من خلايا الدماغ التي تتحكم في الاستجابات الناجمة عن الإجهاد؛ حيث يمكن أن تكون هذه الخلايا مفتاحًا لفهم أصل الاضطرابات النفسية المرتبطة بالتوتر.

 ونُشرت دراسة في مجلة ” ساينس أدفانسس” مطلع هذا الشهر كشف فيها باحثون من جامعة أوساكا مجموعة صغيرة من خلايا الدماغ في داخل العوائق لأدمغة الفئران والتي تتحكم في سلوكيات القلق الناجمة عن التوتر، فأظهرت الفئران سلوكيات ناجمة عن القلق عندما نُشّطت هذه الخلايا باستخدام التقنية الكيميائية الوراثية في حين أصبحت أكثر مرونة ضد الإجهاد المزمن عند تثبيط هذه الخلايا.

 سببت القيود التقنية حتى وقتٍ قريب تحديًا لتحديد هذه المجموعات من الخلايا الصغيرة باستخدام نهج غير متحيز وخالٍ من الفرضيات إلا أنه أصبح ممكنًا الآن بسبب التطوير الأخير للتصوير المقطعي المجهري المتسلسل للوجه الكتلي الذي توصّل إليه باحثون في جامعة أوساكا.

 وسمحت هذه التقنية للباحثين بفحص التغييرات التي تطرأ على النشاط الخلوي على مستوى دقة خلية واحدة، والمتعارف عليه أن معالجة الإجهاد تعتمد على التواصل بين المناطق القشرية وتحت القشرية للدماغ؛ مع ذلك، فإن الآلية الدقيقة الكامنة وراء هذا الاتصال غير مؤكدة، وهو ما سعى الباحثون للكشف عنه باستخدام هذه التقنية.

 استخدم الباحثون نماذج حيوانية مستقرة من ناحية ضبط النفس وضغوط الهزيمة الاجتماعية لرسم خريطة أنماط النشاط الخلوي في الفئران التي تعرضت للإجهاد، وجمع الباحثون، باستخدام تقنية فاست (FAST)، صورًا لكامل أدمغة الفئران في عيّنة المراقبة التي لا تتلقى أي تأثير أو دواء وتبقى حيادية لمقارنة عينة الدراسة بها لاحقًا والفئران الخاضعة لتجربة التعريض للإجهاد.

فبعد دراسة 22 منطقة دماغية، اتّضح أنّ المنطقة الرئيسية للعوائق هي التي تميز الأدمغة المجهدة عن الأدمغة غير المجهدة؛ حسب ما يقول المؤلّفان ميساكي نيو وأتسوشي كاساي: “أظهر النهج الذي يجمع بين استخدام تنشيط تخطيط الدماغ والتعلم الآلي أن العوائق تشكل علامة موثوقة على التعرض لحالات التوتر الحاد”، واستنتج الكاتبان، بصورة حاسمة، الأهمية البالغة للعوائق من أجل السيطرة على السلوكيات المرتبطة بالقلق الناجم عن التوتر وذلك من خلال تعديل نشاط هذه الخلايا باستخدام التقنية الكيميائية الوراثية؛ إذ ظهرت على الفئران سلوكيات القلق عند مضاعفة نشاط هذه الخلايا لهذا يمكن عكس هذه العملية عن طريق تثبيط  نشاط خلية العوائق.

 يوضح المؤلف الأول هيتوشي هاشميتو إنّ تعطيل عوائق الخلية العصبية المستجيبة للإجهاد قد يكون إجراءً وقائيًا جزئيًا على الأقل يقي من ظهور السلوك المشابه للاكتئاب كما أنه يقي أيضًا من قابلية التأثر بالتوتر من أجل زيادة القدرة على التكيف في حالات الإجهاد العاطفي.

ويفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لنشاط العوائق ليكون هدفًا علاجيًا للحالات المرضية المرتبطة بالقلق، كما يمدّنا بمعرفة عميقة حول سبب هذه الاضطرابات المرتبطة بالتوتر.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: ريم الحارثي

مراجعة وتدقيق: حدّي بكّار

تويتر: bekkarHEDDI

لينكد إن: heddi-bekkar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!