تأثير موطِن النشأة على حس الاتجاه

تأثير موطِن النشأة على حس الاتجاه

2 يونيو , 2022

أوضح باحث جديد أن قدرة الأفراد على تحديد الاتجاهات ومعرفة الطرق تتأثر بأصولهم الجغرافية، إذ أن النشأة والترعرع في المناطق الريفية أو الحضرية أو المدن بمختلف أحجامها تؤثر على حس الاتجاه لدى الفرد عند بلوغه مرحلة الرشد، تم التوصل إلى هذه النتائج من خلال استخدام بيانات تم جمعها من لعبة فيديو Sea Hero Quest.

تترك الشوارع والأزقة والطرق والمنتزهات التي نعتاد عليها في طفولتنا أثرًا كبيرًا في ذاكرتنا، بالإضافة إلى غيرها من الآثار غير المعروفة حتى الآن.

وجد فريق بحث، بقيادة علماء من مختبر الحاسب لأنظمة الصور والمعلومات (ليريس LIRIS، المركز الوطني للبحث العلمي\ المعهد الوطني للعلوم التطبيقية في ليون\ جامعة كلاود بيرنارد ليون 1) ومعهد علوم الأعصاب السلوكية في كلية لندن الجامعية، أن الموطن يؤثر على قدرة الفرد على الإحساس بالاتجاه عند بلوغه الرشد، إذ كان لدى مجموعة من الأشخاص من مختلف الأصول -من الريف إلى المدن- مستويات متفاوتة في القدرة على توجيه أنفسهم.

في البداية، وجد العلماء -في معظم الأحيان- أن لدى الأفراد الذين نشأوا في الريف قدرة أكبر على الإحساس بالاتجاهات من الذين عاشوا طفولتهم في المدن، ويتفاوت مدى هذا الاختلاف من بلد إلى آخر؛ فهو يكثر بدرجة كبيرة في كندا والولايات المتحدة والأرجنتين والمملكة العربية السعودية، ويقل في النمسا وفرنسا والهند وفيتنام.

ثم نظر فريق البحث إلى خرائط المدن الرئيسية لهذه الدول حتى تُصنف إلى فئات وفق درجة تعقيد وتشعب تخطيط المدينة.

بينما كانت بعض المدن، مثل شيكاغو ذات تخطيط شبكي؛ حيث تكون أغلب الطرق الفرعية على شكل زوايا قائمة، إلا أن بعض المدن، مثل باريس تُشكل شبكة غير مترابطة؛ إذ تكاد أن تشمل هذه المدينة جميع أنواع الزوايا تقريبًا. بالتالي وفق هذه النتائج، إن النشأة في مدينة ذات تخطيط معقد ومتشعب يمنح الفرد قدرة عالية على الإحساس بالاتجاه.

ويُظهر البحث أيضًا أن الناس عمومًا يمكنهم توجيه أنفسهم على نحوٍ أفضل عندما يصادفون مناطق تشبه تلك التي اعتادوا عليها في طفولتهم؛ فهم أفضل في التنقل لمسافات بعيدة إذا جاءوا من مناطق ريفية، وأفضل في التنقل في المناطق ذات التخطيط الشبكي إذا نشأوا في مدن ذات “زوايا قائمة”.

وتم التوصل إلى هذه النتائج من خلال Sea Hero Quest، وهي لعبة فيديو تم تطويرها بهدف دراسة مرض الزهايمر، حيث يقوم اللاعبين بحفظ خريطة اللعبة، بعد ذلك تُحدد لهم أهداف على عدة مستويات من الصعوبة.

إن البحث عن مشاركين وتدريبهم بهدف إجراء تجربة ما يعد أمرًا شاقًا، لكن الأكثر مشقةً من ذلك هو إعادة إجراء هذه التجربة تحت ظروف مماثلة للتجربة السابقة، وأحد الطرق لمواجهة هذه المشكلة هي ألعاب الفيديو.

ولهذه الدراسة، قمنا باستخدام Sea Hero Quest لمقارنة حس الاتجاه لدى ما يقارب 400,000 شخص في 38 دولة حول العالم.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: أفنان عبدالمعين

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!