ما هو الرخاء؟ وما الفرق بينه وبين السعادة؟

ما هو الرخاء؟ وما الفرق بينه وبين السعادة؟

24 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

عائشة الضبيعي

دقق بواسطة:

زينب محمد

كيف تجد مفهومك الشخصي للرخاء؟

السعادة هي شكل من أشكال المشاعر، وسأصف لكم موقفًا يجسد هذه السعادة، في الأمس رأيت حركة جنيني في الموجات الصوتية بعد بلوغه 11 أسبوعًا وحينها ارتسمت ابتسامة عريضة على محياي، هذه الابتسامة تمثل السعادة أو بتعبير أدق ما نسميه الفرح، كما أن شعور السعادة يجلب الرضا، مثل شعورك عندما تحتسي فنجانًا من القهوة في جو جميل، ولذا فهناك نكهات مختلفة للسعادة ولكنها بشكل عام شعور عابر.

أما الرخاء فهو مفهوم مختلف، ولقياسه حاول الإجابة على هذا السؤال البسيط: هل تشعر أن حياتك تسير على ما يرام؟

بناءً على الأبحاث، فإن هذا السؤال الفردي والموجه لقياس الرخاء مفيد بقدر الاستبانات الطويلة التي تحتوي عشرات الأسئلة، وسأوضح أكثر حول كيفية إيجاد مقياس الرخاء الشخصي لكل فرد.

ما يجعل أحدهم يشعر بأن حياته تسير على ما يرام لن يكون مطابقًا لما يشعر به غيره، فنحن ببساطة مختلفون وعلى سبيل المثال نجد في الحياة الواقعية أن أولوية البعض هي السعادة، بينما أولوية غيرهم هي إيجاد غاية ومعنى من الحياة، وغيرهم يعطي أولوية للاكتفاء والاستقرار النفسي ومن أجل تحقيق هذا الاكتفاء تجدهم يخوضون مختلف التجارب طوال حياتهم، فكل هذه الأمثلة تؤكد أن لكلٍ منا تعريفه الخاص ومفهومه الفردي للشعور بأن حياته تسير على ما يرام أو ما نعبر عنه بالرخاء.

ولتوضيح ذلك أكثر، دعني أذكر جوانبًا من مفهومي للرخاء:

من أهم الجوانب في مفهومي للرخاء بالنسبة لي أن تكون أعمالي وهواياتي واهتماماتي تقودني للتعامل والاختلاط مع من يفكر بطريقة مميزة ومختلفة؛ لأنني أحب من هم بنفس مستوى ذكائي أو أذكى مني ولديهم شخصيات فريدة وأسلوب تفكير مميز.

كما أنني أحب شعور النضج والتقدم، وأحب أن أكتسب من الآخرين أساليبهم في التفكير وأن أطور بها تفكيري وسلوكياتي مما يجعلني أكثر مهارة ومرونة.

وأن أكون قادرة على تسخير مشاعري الصعبة لتعزيز أهدافي، إذا شعرت بالإحراج لأنني أجبت إجابة سيئة في مقابلة شخصية فإني أسخّر هذا الشعور السلبي لتعزيز مهاراتي واكتساب إجابات أفضل لمواقف مستقبلية، وإن كنتَ مهتمًا بهذه الفكرة، فإن كتاب فن الإنتاجية دون ضغوط للكاتب ديفيد ألين ( اسم الكاتب هو مجرد إضافة توضيحية) سيساعدك في ذلك.

نصائح لتكوين مفهومك للرخاء

كن دقيقًا في مفهومك، ولاحظ أن أمثلتي كانت شخصية جدًا ومحددة ودقيقة، ولتحقيق ذلك اختر كلمات دقيقة تعبر عما تعنيه.

ركز على ما بيدك السيطرة عليه، مثلاً عندما يقول أحدهم: “أشعر بأن حياتي على ما يرام عندما أكون وعائلتي بصحة جيدة” لاحظ أن تحقيق هذا المعنى كاملاً ليس بيدك، فصحتك جزئيًا بيدك، وصحة عائلتك ليس أمرًا يمكنك السيطرة عليه، ومن أجل تحقيق المرونة في مفهومك اجعله متعلقًا بما بيدك السيطرة عليه وتحقيقه ليعزز شعورك بأن حياتك تسير على ما يرام.

اسمح لنفسك بالتفكير بمفهومك دائمًا؛ لأنه وإن تبادر لذهنك مباشرةً جوانب تعبر عن مفهومك إلا أن صقله وتنقيحه مع الوقت مهم للغاية.

استخدم هذا التمرين كأسلوب لفهم ذاتك والتعبير عنها، وحاول مشاركة ما توصلت إليه من مفهوم للرخاء مع المقربين منك لتساعدهم في التعرف عليك أكثر.

وقد يكون هذا التمرين ممتعًا ومفيدًا في الجلسات العلاجية، يمكنك مشاركة هذا المقال مع معالجك وطلب مساعدته في استخلاص أفضل الأفكار المتعلقة بمفهومك للرخاء.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: عائشة بنت ناصر الضبيعي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!