كيف يعزز الريتالين مستوى الانتباه؟

كيف يعزز الريتالين مستوى الانتباه؟

25 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

يمان القبيطري

دقق بواسطة:

زينب محمد

لايزال العلماء يكتشفون أشياء جديدة عن آلية عمل دواء حتى بعد مرور نصف قرن على طرحه.

في دراسة جديدة قام بها أطباء الأعصاب في جامعة بطرسبرغ University of Pittsburgh، قدمت رؤية استثنائية عن كيفية تأثير الريتالين على أدمغة الحيوانات، الأمر الذي يقدم فهمًا أعمق عن كيفية تحكم مجموعات من الخلايا العصبية بالانتباه ويشير أيضًا إلى استخدامات جديدة محتملة للدواء.

توصف المنشطات، مثل ميثيل فينيديت methylphenidate (أو كما يعرف تجاريًا بالريتالين)، لطفل واحد من أصل 11 تقريبًا في الولايات المتحدة الأمريكية لزيادة الانتباه والتركيز عند الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أو كما يرمز له (ADHD).

قالت واضعة الدراسة مارلين كوهين، وهي أستاذة علم الأعصاب في جامعة كينيث بي ديتريش للفنون والعلوم Kenneth P. Dietrich School of Arts and Sciences: “نحن نعرف القليل للغاية عن تأثير هذه الأدوية على نشاط مجموعة من الخلايا العصبية. لكن العلماء -مثلنا- كانوا يحاولون اكتشاف ما يمكن لمجموعات الخلايا العصبية أن تخبرنا به عن السلوك والإدراك، وبالتالي فإن فهم تأثير هذه الأدوية على  مجموعات من الخلايا العصبية يمكن أن يعطينا معلومات أخرى مفيدة”.

في دراسة سابقة أجرتها آمي ني، باحثة الدكتوراه في جامعة بطرسبرغ، أظهرت ارتباطًا بين أداء الحيوانات الجيد في مهمة بصرية ما وحجم معين للخلايا العصبية في القشرة البصرية – على وجه التحديد، مدى احتمالية إثارتها بشكل مستقل عن بعضها، بدلاً من حدوث ذلك بشكل متزامن.

في الدراسة الحالية، وجد أن الحيوانات التي تناولت الميثيل فينيديت كان أداؤها أفضل في الانتباه مهمة بصرية، وأن التحسن حدث بالضبط عندما تغير حجم نشاط الخلايا العصبية.

نشر الفريق، بقيادة ني، بحثهم في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences في 25 أبريل. كانت بعض نتائج الدراسة متوقعة مما هو معروف بالفعل عن الدواء.

أخذت الحيوانات الثلاثة ميثيل فينيديت أو دواء وهمي على مدى أيام متتالية لمدة أسبوعين من الاختبارات.

في الأيام التي تناولت فيها الدواء، أمضت وقتًا أطول في المهمة وكان أداؤهم أفضل فيها، ولكن فقط عندما حدثت المهمة المطلوبة في المكان الذي كانت الحيوانات منتبهة إليه بالأساس.

في معظم تجارب علم الأعصاب، يقوم الباحثون بإثارة مجموعات صغيرة جدًا من الخلايا العصبية بالكهرباء أو الضوء.

قالت كوهين: “نحن بالتأكيد لم نفعل ذلك، لقد أخذنا هذه الأدوية وخلطناها مع عصير الفاكهة وأعطيناها للحيوانات. لقد أدهشني أن تلاعب عام سيكون له تأثير سلوكي خاص للغاية”.

تسمح مثل هذه التجارب للباحثين باكتساب فهم أوسع لكيفية ترجمة أنماط إثارة الخلايا العصبية إلى سلوكيات مثل الانتباه إلى ما نراه، إلى جانب معرفة المزيد عن آلية عمل الدواء.

يمكن للباحثين إنشاء نماذج أكثر اكتمالاً ومفيدة لكيفية ارتباط خلايا الدماغ بالسلوك، من خلال مقارنة عمل الخلايا العصبية عندما يكون الدماغ في حالات مختلفة – على سبيل المثال، عندما يتناول الشخص دواءً مقارنة بعدم تناوله له.

قالت كوهين إنه نهج لم يحظ باهتمام كبير، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الافتقار إلى تمويل أبحاث حول كيفية تغيير الأدوية لنشاط الخلايا العصبية.

وهذا يجعل من الصعب إيجاد “علاجات متقاطعة”، أي الاستخدامات الجديدة للأدوية الموجودة في السوق.

في ضوء الدراسة الحالية، تشير دراسة سابقة في المختبر إلى بعض هذه العلاجات المحتملة.

وجد البحث الذي أجرته “ني” تشابه بين الأنماط العصبية المرتبطة بالانتباه وأنواع معينة من التعلم، مما يشير إلى أن علاجات اضطرابات أحدها قد تكون فعالة بالنسبة للآخر.

وقالت كوهين أيضًا: “قد تكون هذه المنشطات مفيدة بالفعل في علاج الكثير من الأشياء، بدءًا من التغيرات المعرفية المرتبطة بالشيخوخة الطبيعية، إلى مرض ألزهايمر وغيرها”. على الرغم من أن ذلك يعتبر في الوقت الحالي مجرد حدس مستنير، إلا أنها أحد الخطط التي يخطط المختبر لمتابعتها في الدراسات المستقبلية.

في الوقت الحالي، تظل هذه الدراسة خطوة أولى مهمة في سلسلة من الأبحاث تأمل كوهين أن ترى فيها المزيد من الربط بين الأسس العصبية لسلوكنا وآلية تأثير الأدوية عليها.

وقالت: “إنها حالة اختبار واحدة، وأعتقد أن هناك الكثير مما يجب القيام به، آمل أن يرى الناس أن هذه الأساليب مهمة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: يمان القبيطري

تويتر: yamankubaitary

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!