كيف يتسبب كوفيد- 19 في الالتهاب الجسيم؟

كيف يتسبب كوفيد- 19 في الالتهاب الجسيم؟

23 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

هدير عبد المنعم

دقق بواسطة:

زينب محمد

تشرح دراسة قادها باحثون في مستشفى بوسطن للأطفال للمرة الأولى السبب وراء إحداث كوفيد- 19 التهابًا حادًا عند بعض الناس، مؤديًا إلى حدوث ضائقة تنفسية حادة وضرر في أجهزة متعددة، ومن المدهش أن الدراسة وجدت أن الأجسام المضادة التي ينتجها الناس عند إصابتهم بكوفيد- 19 يمكنها أحيانًا أن تؤدي إلي زيادة الالتهاب، في حين أن الأجسام المضادة التي تولدها لقاحات الحمض النووي الريبي (mRNA) لكوفيد- 19 لا تبدو كذلك.

نشر الباحثون في برنامج الطب الخلوي والجزيئي بمستشفى بوسطن للأطفال بقيادة د. جودي ليبرمان ود. كالرولين جونكواريا بالإشتراك مع د.مايكل فيلبين في مستشفى ماساتشوستس العام اكتشافاتهم في يوم 6 أبريل في جريدة Nature.

قالت ليبرمان: “إنهم يريدون فهم ما الذي يميز المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة في مقابل المرضى الذين يعانون من أعراض حادة لكوفيد- 19″، وأضافت: “إنهم يعلمون بأن العديد من العلامات الالتهابية  ترتفع في الأشخاص الذين يعانون من مرضٍ حادٍ، وأن الالتهاب هو أصل حدة المرض، ولكنهم لم يعرفوا ما الذي يحفز الالتهاب”.

حلل الباحثون عينات دم جديدة أٌخذت من مرضى يعانون من كوفيد- 19  حضروا إلى قسم الطوارئ في مستشفى ماساتشوستس العام، وقارنوا هذه العينات مع عينات أخذت من أشخاص أصحاء ومرضى يعانون من حالات تنفسية أخرى، كما بحثوا في أنسجة تشريح الرئة من الأشخاص الذين ماتوا من كوفيد- 19.

الموت الناري للخلايا المناعية

اكتشفوا أن فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) يمكن أن يصيب الخلايا المناعية الوحيدة في الدم والتي تعمل “حارسًا” أو مستجيبًا مبكرًا للإصابة بالعدوى، بالإضافة إلى الخلايا البلعمية: هي خلايا مناعية مماثلة في الرئتين، بمجرد الإصابة، كلا النوعين من الخلايا تموت موتًا ناريًا يسمى بموت الخلايا المبرمج (pyroptosis)، والذي يطلق انفجارًا من إشارات إنذار التهابية قوية.

تقول ليبرمان إنه: “يوجد في الأشخاص المصابين حوالي 6% من الخلايا الوحيدة في الدم تموت موتًا التهابيًا، وهذا رقم كبير للعثور عليه، لأن الخلايا الميتة يتخلص منها الجسم بسرعة”.

عند فحص نسيج الرئة في الأشخاص الذين ماتوا جراء إصابتهم بكوفيد- 19، اكتشفوا أن ربع الخلايا البلعمية في النسيج قد ماتت.

عندما درس الباحثون الخلايا بحثًا عن علامات  فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2)، وجدوا أن حوالي 10% من الخلايا الوحيدة و8 % من الخلايا البلعمية في الرئة قد أصيبت.

كانت حقيقة أن الخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية يمكن أن تصاب بفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) مفاجأة، إذ أنها لا تحمل مستقبلات ( ACE2) البوابة التقليدية لدخول الفيروس، كما أن الخلايا البلعمية لديها كمية قليلة من مستقبلات ( ACE2). تعتقد ليبرمان أن عدوى الخلايا الوحيدة بفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2) ربما كانت قد فقدت من قبل جزئيًا، لأن الباحثين غالبًا ما يدرسون عينات الدم المجمدة، والتي لا تظهر بها الخلايا الميتة.

وأظهرت الدراسة أيضًا أنه بينما كان فيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2)  قادرًا على إصابة الخلايا الوحيدة والخلايا البلعمية، لم يكن قادرًا على إنتاج فيروسات معدية جديدة. يعتقد الباحثون أن الخلايا ماتت بسرعة جراء موت الخلايا المبرمج (pyoptopsis) قبل أن تتكون فيروسات جديدة بشكل كامل.

قالت ليبرمان: “من بعض النواحي، يكون امتصاص هذه الخلايا “الحارسة” للفيروس دفاعيًا؛ إذ أنها تمتص الفيروس وتجند المزيد من الخلايا المناعية، ولكن الأخبار السيئة هي أن كل هذه الجزيئات الالتهابية يُطلق سراحها. في الأشخاص الأكثر عرضة للالتهابات مثل كبار السن، فإن هذا يمكن أن يخرج عن نطاق السيطرة”.

هل تسهل الأجسام المضادة العدوى؟

كان من المحتمل بشكل خاص أن تصاب مجموعة معينة من الخلايا الوحيدة بالعدوى: تلك التي تحمل مستقبل يسمى (CD16). وجد الباحثون أن هذه الخلايا الوحيدة “غير التقليدية” تمثل فقط حوالي 10 % من جميع الخلايا الوحيدة، بينما يزداد عددها  في المرضى المصابين بكوفيد- 19. وكانت أيضًا أكثر عرضة للإصابة؛ إذ أصيب النصف بالعدوى، وذلك مقارنةً مع أي من خلايا الدم الوحيدة التقليدية.

يظهر مستقبل ( CD16 ) ليتعرف على الأجسام المضادة للبروتين الشوكي لفيروس كورونا المرتبط بالمتلازمة التنفسية الحادة النوع 2 (SARS-CoV-2). يعتقد الباحثون أن هذه الأجسام المضادة يمكنها بالفعل أن تسهل عدوى الخلايا الوحيدة التي تحمل المستقبل. تقول ليبرمان: “تُغلف الأجسام المضادة الفيروس والخلايا التي لديها مستقبل ( CD16 ) ومن ثَم تلتهم الفيروس”.

على الرغم من ذلك، عندما درس الفريق المرضى الأصحاء الذين تلقوا لقاحات (mRNA ) المضادة لكوفيد- 19، فإن الأجسام المضادة التي أنتجوها لم تبدو أنها تسهل العدوى، والسبب وراء ذلك مازال غير واضحًا. يعتقد الباحثون أن الأجسام المضادة التي يولدها اللقاح لديها خصائص مختلفة قليلًا عن الأجسام المضادة التي تُنتج أثناء الإصابة والتي بالإضافة إلى ذلك لا ترتبط بمستقبل، ونتيجة لذلك لا تلتهم الخلايا  الفيروس.

تعتقد ليبرمان وزملاؤها أنه قد يكون لهذه النتائج آثار على استخدام الأجسام المضادة أحادية النسيلة علاجًا لكوفيد- 19، كما تساعد في تفسير السبب وراء نجاح العلاج فقط عندما يُعطى مبكرًا. قالت ليبرمان إنه: “قد يكون ذلك لاحقًا، قد تساعد الأجسام المضادة في تعزيزالالتهاب”، وأضافت إنه: “قد نحتاج إلى إلقاء نظرة على خصائص الأجسام المضادة”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هدير عبد المنعم محمود

تويتر: @hadeerabdelmon5

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!