لاصقة الجرح الذكية تعمل على إغلاق الشقوق الجراحية بدون خياطة

لاصقة الجرح الذكية تعمل على إغلاق الشقوق الجراحية بدون خياطة

21 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

نورهان مصطفى

دقق بواسطة:

ريم عبد الله

“الخياطة؟ إنها علميًا من العصور الوسطى!”

هذه قاعدة أساسية مستوحاة من الخيال العلمي للسخرية من الخياطة وكأنها من الطراز القديم، ومع ذلك فقد اُستخدمت هذه التقنية منذ 5000 عام على الأقل، ومن المؤكد أن الطب كان ينبغي أن يتقدم منذ مصر القديمة.

 وبالفعل قد حوّل الباحثون الخيال العلمي إلى حقيقة، حيث نجحت إحدى المختبرات في صنع لاصقة ذكية بدون خياطة والتي تربط الجرح مع بعضه البعض وتمنع العدوى، بالإضافة إلى أنها تقدم تقارير عن حالة الجرح مباشرةً إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالأطباء، ونُشرت دراستهم في دورية Advanced  Materials.

إن العمليات الجراحية الحالية التي تتضمن قيام الجرّاح بقطع في جسم الإنسان والقيام باللازم وخياطة الجرح، وهو إجراء اجتياحي يلحق الضرر بالأنسجة الصحية المُحيطة، حيث أن بعض الخيوط تتحلل بنفسها أو ينبغي أن تتحلل مع شفاء الجرح والبعض الآخر يحتاج إلى أن يُزال يدويًا، ثم تُوضع الضمادة فوق الجرح ويقوم العاملون الطبيون بمراقبة الجرح عن طريق إزالة الضمادة للسماح بمراقبة علامات العدوى، مثل التورم والاحمرار والحرارة، لذلك فإن هذا الإجراء مؤلم للمريض ومخلّ بالتعافي، لكن لا يمكن تجنبه. ويعني العمل بهذه الأساليب أيضًا أن العدوى كثيرًا ما تُكتشف في وقت متأخر، لأن ظهور الأعراض تستغرق وقتًا طويلاً، وكذا الحال في عملية الفحص، وفي البلاد المتقدمة ذات المرافق الصحية الجيدة يعاني حوالي 20% من المرضى من عدوى ما بعد الجراحة؛ الأمر الذي يتطلب علاجًا إضافيًا ويمتد الوقت ليشمل التعافي، ويعتبر الوضع والعواقب أكثر سوءًا في البلدان النامية.

كيف سيجري الأمر مع اللاصقة الجديدة؟

قبل بدء الإجراء، ستوضع اللاصقة، والتي تشبه إلى حدٍ كبير الضمادة الطبية اللاصقة المطورة على مكان الشق الجراحي المُخطط له، ومن ثم سوف يُجرى الشق الجراحي من خلالها، وبعد الجراحة سوف يُجمع طرفي الجرح معًا، وفي غضون ثلاث ثوان ستربط اللاصقة نفسها معًا ممسكة بالجرح لتغلقه على نحوٍ مماثل للخياطة، ومن ثم سوف تستمر اللاصقة بمتابعة الجرح ومتابعة عملية الشفاء، بالإضافة إلى التحقق من علامات العدوى والالتهاب، مثل التغيرات في درجة الحرارة، والأس الهيدروجيني، ومستويات الجلوكوز، وتقديم تقارير إلى الهواتف الذكية، أو غيرها من الأجهزة الخاصة بالموظفين الطبيين، وسوف تطلق اللاصقة نفسها أيضًا المضادات الحيوية في منطقة الجرح مما يمنع العدوى.

يتجاهل معظم الناس أفكارهم المستوحاة من الأفلام السينمائية التي يشاهدونها في وقتٍ متأخر من الليل على عكس مخترع هذه الضمادة، الذى كان يبحث ويضع الخطط في اليوم التالي بعد مشاهدته للفيلم، فلقد صدر أول منشور عن جهاز استشعار ذاتي الشفاء في عام 2015، وفي ذلك الوقت كان جهاز الاستشعار يحتاج إلى ما يقرب من 24 ساعة لإصلاح نفسه، وبحلول عام 2020 كانت أجهزة الاستشعار يتم إصلاحها في أقل من دقيقة واحدة، ولكن بينما كان لها تطبيقات متعددة، لم تكن متوافقة أحيائيًا بعد، أي غير قابلة للاستخدام في ملامسة الجلد والدم، فكانت الخطوة التالية هي إنشاء بوليمر يكون متوافقًا أحيائيًا وذاتي الشفاء، وقد حُقق ذلك بواسطة زميل ما بعد الدكتوراه الدكتور (نينغ تانغ).

بُنى البوليمر الجديد مثل السحاب الجزيئي، مصنوعًا من الكبريت والنيتروجين، حيث يقوم الجرّاح بفتحه بالمشرط ثم يُضغط معًا، بعد ذلك يلتئم ويتماسك بسرعة، وتُقدم الأنابيب النانوية الكربونية المتكاملة التوصيل الكهربائي وإدماج مجموعة أجهزة الاستشعار، وفي التجارب قد التئمت الجروح المغلقة باللاصقة الذكية  بنفس سرعة تلك الجروح المغلقة بالغرز والخياطة، بل وأظهرت معدلات منخفضة من العدوى.

وأفاد الباحثون: “إنه نهج جديد لعلاج الجروح، هذا الاختراع هو تطور في الثورة الصناعية الرابعة في عالم الأجهزة الذكية المترابطة، وفي العلاج اليومي للمرضى”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: نورهان مصطفى حسب الله

مراجعة وتدقيق: ريم عبد الله


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!