حُددت هذه الظاهرة لأول مرة في الهند في بداية هذا العام عند المرضى الذين أصيبوا بڨيروس كورونا أو من تعافوا منه، فبعض الحالات تُصاب بعد ذلك بعدوى فطرية مميتة تُعرف بالفطر الأسود.

وذكرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التابعة للولايات المتحدة أن الحالات المعزولة من المرض تصيب مرضى كوفيد في الولايات المتحدة.

وأفاد باحثو مركز السيطرة على الأمراض. “أثناء 17-24 سبتمبر، 2021، قام ثلاثة أطباء على نحوٍ مستقل بإخطار وزارة الصحة في أركانساس بالعديد من المرضى المصابين بالفطر الأسود بعد تشخيص حديث بمرض ڨيروس كورونا” .

تُسبب هذه الحالة مجموعة متنوعة من الفطريات الطبيعية والتي تكون عادةً غير ضارة، ولكن يمكن أن تُسبب اضطراب في الأشخاص الذين استنزف المرض جهازهم المناعي، بما في ذلك كوفيد- ١٩

أصدرت وزارة الصحة ورعاية الأسرة في الهند في مايو بيانًا، وضّح فيه الخبراء “يلتقط الناس عدوى الفطر الأسود إذا كانوا على اتصال بالجراثيم الفطرية في البيئة المحيطة [التربة والأوراق المتحللة]. ويُمكن أيضًا أن تنمو على الجلد بعد أن تدخل الفطريات الجلد من خلال جرح، أو كشط، أو حرق، أو أي شكل من إصابات الجلد.

حيث صرّحت المنظمة الهندية: “يبدأ الفطر الأسود الظهور كعدوى جلدية في الجيوب الهوائية خلف الجبهة والأنف وعظام الخد وبين العينين والأسنان، ثم ينتشر بعد ذلك في العينين والرئتين ويُمكن حتى أن ينتشر للدماغ، ويؤدي لاسوداد أو تغير اللون عند الأنف، ورؤية ضبابية أو مزدوجة، وألم بالصدر، وصعوبات بالتنفس، والسعال المصحوب بخروج الدم”.

وبمجرد انتشاره يُعد مرض”الفطر الأسود” صعب العلاج، وكما وضّح الخبراء في الهند يتضمن العلاج إزالة كل الأنسجة الميتة والمصابة جراحيًا، وقد يتسبب ذلك عند بعض المرضى في فقدان الفك العلوي أو حتى العين أحيانًا، يمكن أن يشتمل العلاج على حقن وريدية من مضاد للفطريات فترة 4-6 أسابيع، ولأنها تؤثر على العديد من أجزاء الجسم، يتطلب العلاج فريق من أخصائيي المكروبيولوجيا، وأخصائيي الطب الباطني، وأطباء الأمراض العصبية بالعناية المركزة، وأخصائيي الأنف والأذن والحنجرة، وأخصائيي العيون، وأطباء الأسنان، والجراحين وآخرين”.

وصدر تقرير في عدد 17 ديسمبر من دورية CDC في التقرير الأسبوعي للأمراض والوفيات، والذي ذكر الباحثون فيه بقيادة أخصائي أمراض الأوبئة في CDC د.چيرمي جولد أنهم حددوا 10 حالات مُثبتة مخبريًا بمرض الفطر الأسود في المرضى الذين عولجوا في ستة مستشفيات في أركانساس بين 12 يوليو و28 سبتمبر 2021. عاش 9 منهم في الولاية، وكان جمعيهم من البِيض، منهم 7 رجال ومتوسط عمر المرضى 57 عامًا.

وأُثبت مخبريًا أن جميعهم أُصيبوا بكوفيد -١٩خلال الشهرين السابقين، ويعاني 8 من 10 من داء السكري، عامل خطورة آخر ملحوظ للإصابة بالفطر الأسود، كما لاحظ الباحثون. وكانت هناك حالات كثيرة خطيرة، انتشر المرض لدى أربعة منها في الأنف والفم، و تأثر الدماغ عند ثلاثة منهم. وذكر ذلك فريق جولد إن المرض هاجم الرئة لدى حالتين، وتأثر الجهاز الهضمي عند واحد منهم. لم يُلقح أحد المرضى سابقًا ضد ڨيروس كورونا المستجد.

وأضاف الباحثون: وبجانب مكافحة الفطر الأسود، عانى ثمانية منهم من أعراض شديدة من كوفيد -١٩ والتي تطلبت إما أكسجين إضافي أو جهاز التنفس الصناعي ولم ينجُ معظم المرضى من محنتهم، حيث خضع خمسة منهم لعملية جراحية لاستئصال الأنسجة المصابة بالمرض، ومات ستة منهم أثناء العلاج بالمستشفى أو خلال أسبوع من الخروج”.

لاحظ الفريق أن تفشي حالات الفطر الأسود في أركانساس تزامن مع موجة حالات كوفيد -١٩ في منتصف الصيف على مستوى الولاية، مدفوعة بظهور وانتشار المتحور دلتا.

وأضافوا أيضاً: في غياب كوفيد -١٩ يُعد الفطر الأسود نادرًا جدًا في ولاية أركانساس أو الولايات الأخرى، إلا أن، بناءً على تفشي المرض في الصيف، فإن وزارة الصحة في أركانساس نسقت دعوة على مستوى الولاية في 11 أكتوبر 2021 للوقاية من العدوى لحالات داء الغشاء المخاطي المصاحب لكوفيد -١٩

قال الدكتور أميش أدالجا، أحد كبار الباحثين في مركز الأمن الصحي في جونز هوبكنز في بالتيمور، ولم يكن مشاركًا في التقرير الجديد: ” ليس من المستغرب أن يصيب الفطر الأسود مرضى  كوفيد -١٩ الذين لديهم خلل شديد في المناعة”. وأضاف، “بينما يحارب المرضى كوفيد -١٩، يتلقى بعضهم أدوية تثبط جهاز المناعة، مثل ديكساميثازون أو توسيليزوماب، وعانى كثير منهم بالفعل من تلف الرئة، والتي جعلتهم أكثر عرضة لحدوث العدوى الفطرية مثل الفطر الأسود. بالإضافة إلى أن كثير من المآسي التي ذُكرت في التقرير كان يمكن تجنبها بسهولة. وأردف أدلجا قائلاً: “أفضل وقاية هي عدم وجود حالة كوفيد -١٩ شديدة في المقام الأول، وذلك يمكن تحقيقه من خلال التطعيم”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: شاهندة عبدالله صالح

تويتر: @shahindaabdulla

مراجعة وتدقيق: حنان صالح

تويتر: @hano019