كيف تؤثر جيناتك في صحتك النفسية؟

كيف تؤثر جيناتك في صحتك النفسية؟

18 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

أمواج المرواني

دقق بواسطة:

هبة عبد المحسن

هُناك الكثير من العوامل التي قد تؤثر بصحتك النفسية، لكن هل الاكتئاب أو القلق مرتبط بالجينات؟

حين يتعلق الأمر بالأشياء التي تحمي صحتنا النفسية أو تضر بها، فإن دور جيناتنا غالبًا ما يكون آخر فكرة تخطر على البال. بالرغم من أن الاضطرابات ومشاكل الصحة النفسية هي نتاج ما يحدث في عقولنا وأدمغتنا، حيث إن جيناتنا هي عناصر مجهرية من حمضنا النووي، فإنه من السهل جدًا افتراض إن الاثنين مرتبطين.

فمن الخطأ الاعتقاد بذلك. فقد كشفت الأبحاث العلمية أن العديد من اضطرابات الصحة النفسية لها مكون وراثي مهم، والذي يشكل بلا شك فهمنا وطرق علاجنا لها.

تأثير الجينات على صحتنا النفسية: حقيقة أم خرافة؟

لو عدتْ للخلف ونظرت للأمر بمنطقية، تجد أنه من المنطقي تمامًا القول بأن جيناتنا تؤثر على صحتنا النفسية.

لذا، بقدر ما قد يكون التأثير غير ملموس من عدة نواحي، فإن عقولنا ووعينا وأفكارنا وعواطفنا كلها نتاج نشاط في الدماغ للإشارات المعقدة التي لا تعد ولا تحصى والتي يتم إرسالها واستقبالها من قبل مليارات من خلايا الدماغ، والمعروفة أيضًا باسم الخلايا العصبية.

وهذه الإشارات تعتمد على خلايا دماغية مترابطة لتؤدي عملها كما يجب، تعتمد الخلايا بشكلٍ وظيفي على الجزئيات التي تتكون منها، وهذه الجزيئات، خصوصًا البروتينات، تحددها جيناتنا.

هذا يعني أنه إذا كان هناك خلل أو مشكلة في شفرة جين معين، فإن الجزيئات التي ينتجها ستكون مشوهة. وبالنسبة للبروتينات على وجه الخصوص، يُتعبر شكلها جانبًا هامًا في قدرتها على التفاعل مع الجزيئات الأخرى بالطريقة الملائمة، وهذا هو الغرض منها. أي أن الخلية التي تحوي هذه البروتينات المشوهة ستكون أقل كفاءة في أداء عملها.

وإذا كانت هذه الخلايا عبارة عن خلايا عصبية، فقد يؤثر على العمليات التي تكون عقولنا، أحيانًا بطرق مدمّرة، أو بطريقة غير مجدية.

الجينات ليست العامل الوحيد المؤثر في الصحة النفسية

وعلى الرغم من أن الأمر يتم على عدة خطوات، فإنه من السهل استنباط أن جيناتنا تؤثر في صحتنا النفسية.

ولكن يجب التنويه أنه ليس هذا العامل الوحيد الذي يؤثر بصحتنا النفسية. وليس الأمر أن بعض الأشخاص لديهم “جين اكتئابي” محدد أو “طفرة قلق”، وأن أولئك الذين لديهم هذه الصفات الجينية يصابون باضطرابٍ مسمى، ومن لا يملكون هذه الصفات لن يتعرضون لذلك أبدًا.

الحقيقة، إن الدماغ معقد للغاية، خاصةً عندما يتعلق الأمر بالأجزاء المُنتجة في عقولنا. والعديد من المكونات تؤدي عملها، لذلك يتشكل الوعي بإتحاد العديد من الأنظمة، والكثير من التكرار والقدرة على التكيف يحدث في عقلك النموذجي، بحيث أن جينًا واحدًا غير نمطي ينتج عنه تلقائيًا اضطراب -معقد ومتشعب- بشكلٍ غير محتمل، تمامًا مثلما يحدث عند تشوش أحد الدوائر الكهربائية، في شبكة كهرباء لا يؤدي حتمًا إلى انقطاع التيار الكهربائي.

ومع ذلك، يمكن أن تزيد العوامل الوراثية من خطر الإصابة بمشاكل الصحة النفسية، أو تجعلنا أكثر عرضة لتطورها، عن طريق تقليص قدرة الدماغ على التعامل مع الصدمات والاضطرابات الأخرى أو التعويض عنها.

وعلى ما يبدو أن هذا هو سبب كون العديد من مشاكل الصحة النفسية وراثية، وان بعض حالات الصحة النفسية لها سمات وراثية متشابهة.

بشكل عام، ومما يجب ذكره إن الجينات تلعب دورًا هامًا في صحتنا النفسية. ولكنها تلعب عدة أدوار أخرى، وهنا يصبح الأمر محيرًا.

المصدر: https://www.sciencefocus.com

ترجمة: أمواج المرواني

توتير: @A4_waj

مراجعة: هبة عبدالمحسن الصريصري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!