كيف تتحكم بردود أفعالك العاطفية؟

كيف تتحكم بردود أفعالك العاطفية؟

13 مارس , 2022

ترجم بواسطة:

داليا الكثيري

دقق بواسطة:

سراء المصري

إليك ٣ خطوات لتجعل تفكيرك إيجابي.

المشاعر هي ردات فعل للإشارات التي تصدرها أجسامنا من دواخلنا وليس من الأحداث التي تدور حولنا، إنه لتحدٍ كبير أن أقول كلامًا كهذا؛ فعندما أقول هذه المعلومة أرى علامات التعجب تعلو الوجوه، فهُم لا يريدون تصديق ما أقوله، إنهم يفضلون لو أن الناس والأحداث هي من تتسبب دائمًا بمشاعرهم السيئة لأنهم لا يريدون تصديق أنه باستطاعتهم أن يحافظوا على هدوئهم عندما يشعرون بالألم والإحباط والخوف، حتى يشعروا بالسلام الداخلي فقد أرادوا أن يؤمنوا بأن تصرفات الأشخاص من حولنا هي التي تعكر صفو مزاجنا أما تحمل مسؤولية مشاعرهم فهو عمل شاق بالنسبة لهم.

فهل تريد أن تظل عالقًا في دائرة من الانفعالات أم أنك ترغب في أن تبذل جهدًا للعمل على ضبط ردود أفعالك العاطفية؟

ما الذي يجعل تنظيم ردود أفعالك العاطفية صعبًا؟

البشر هم سادة اختلاق الأعذار، نفسّر القلق على أنه ضغط جيد، والغضب بأنه نتيجة تصرفات الأشخاص الأغبياء من حولنا، وقد اختلقنا هذا النمط من التفكير لحماية ذواتنا ولتحمينا عادة إلقاء اللوم من الشعور بالخطأ وعدم الأمان، مما يجعل أدمغتنا تعمل على أن تبقينا في أمان. ولكن هذا الأمر ليس بالجيد دائمًا؛ لأنه يتسبب في ردات فعل مقابل أي تهديد فلا يفرّق بين المواقف السخيفة والخطر الحقيقي فنشعر بالانهزام، في حين ينبغي أن يكون إلقاء اللوم يشعرنا بالانتصار، وهذا يصعب التركيز ويعطل الإبداع وقد يقود إلى الاكتئاب أو احتقار الآخرين.

“المشاعر والأفكار مصدرها العقل وليس الأحداث الخارجية “

د.نوئام شبانسر

تتشكل المشاعر من تفسير عقلك للأحداث اعتمادًا على تجاربك الماضية وليست الحاضرة، لا تعتمد طريقة استجابتنا لمثيرٍ ما على ماهية الأحداث، بل على كيفية تفكيرنا بهذا الحدث استنادًا على تجاربنا الماضية أو ما تعلمناه من ماضينا.

يشعرك السبب الذي ربما وضعته لطريقة استجابتك بشيء من القناعة حول ذاتك وكيف ينبغي للعالم أن يكون حتى ولو كان السبب غير متعلق باللحظة الراهنة.

وتحمي هذه التآوييل أفكارك التي كونتها عن ردود أفعالك.

“الواقع وهم، ولو كان مستمرًا “.

ألبرت أينشتاين

نتعلم السلوكيات عبر استجاباتنا العاطفية بمعنى أنه يمكنك تعلم طرق جديدة للتفكير وردود الأفعال، فإذا اخترت أنت ذلك ستستطيع أن توظف خيالك في تحقيق الأشياء العظيمة.

كسر دائرة ردود أفعالك العاطفية

في كل مرة تكرر ردود أفعالك تجاه الناس والأحداث فأنت تأصّل في نفسك أنماط تفكير لتصبح فيما بعد عادات فكرية، فالعادات الأقدم بلا شك هي الأقوى وتحتاج وقتًا أطول للتخلص منها أو تغييرها.

الخطوة الأولى هي أن تغير معتقداتك، هل تشعر صدقًا أنه يمكن تخفيف شدة ردود أفعالك ومدتها؟

يأتي تغيير معتقداتك في المقام الأول، وإلا سيفسد عقلك كل محاولاتك.

وتذكر بأن التدريب يزيد من كفاءة مهاراتك تدريجيًا، فالتدريب يؤدي إلى التمكن.

الخطوة الثانية وهي أن تعرف لماذا تريد إدارة عواطفك؟ ولا يكفي بأن تجيب بأنك تريد أن تكون شخصًا أفضل، فيجب أن تعرف مدى أهمية النتائج لتحفزك حتى في أوقات النكسات.

اعرف لماذا تريد أن تتغير ثم استخدم خيالك لتصور الذي يمكنك فعله.

هل تريد أن تطور علاقاتك المهمة؟ كيف قد يكون هذا التطور؟ هل ستكون أكثر تركيزًا عندما تعمل؟ وكيف يكون هذا التركيز عامل مساعد للوصول إلى الهدف؟ هل ستنعم بالراحة والهدوء أثناء النوم والأكل؟ كيف ستصبح أيامك بعد ما يهدأ عقلك وتصبح حرًّا أكثر في اختياراتك؟

خلق عادات جديدة لردود الأفعال العاطفية

تبدأ الخطوة الثالثة بتحديد موقفين تريد أن تتعامل معها بهدوء وشجاعة وتعاطف. لا تبدأ بأصعب المواقف، بل اختر أكثر موقفين تعلم بأنك ستنجح في التدرب عليهما، ثم قسّم هدفك إلى خطوات صغيرة تستطيع أن تحتفل عند إنجازها، يحتاج عقلك إلى بعض الأدلة على نجاحك ليقدم لك الدعم ويحثك على الثبات والمثابرة بدلاً من أن يحميك من الفشل باختلاق الأعذار لتعلن استسلامك.

عندما تعي ما تفعله جيدًا حتى لو كانت خطواتك صغيرة فالمكافأة تحفز التكرار. فكلما تدربت أكثر، تحسنت أكثر، ستصل في النهاية إلى مرحلة تتحول فيها الإنجازات الصغيرة إلى عادات جديدة.

يجب أن تكون كل خطوة صغيرة تقودك نحو الوصول إلى هدفك، فمثلاً إذا كنت تحاول أن تكون مستمعًا جيدًا يمكنك أن تبدأ بالتدرب على أخذ نَفس قبل الإجابة على أي سؤال فستفعل ذلك إلى أن يصبح التوقف عادة جديدة.

قد تتضمن الخطوات القادمة ما يلي:

1- الملاحظة وإثارة الفضول بعد أخذ النفس.

2- ألا تفكر في شيء آخر ليكون جُل اهتمامك بالأشخاص الذين يتحدثون إليك.

3- محاولة فهم احتياجات الآخرين بوضوح أكثر قبل تقديم النصيحة.

ذكّر نفسك كل صباح أن تتدرب على خطواتك إلى أن يتضح لك مدى ملائمة الخطة، وذكر نفسك كل مساء بأنك تستطيع النجاح وهذا يساعد عقلك بدعمك، حتى لو كنت غير متأكد.

اكتب عن انتصاراتك في دفتر يومياتك وتحدث عنها مع الآخرين ليقدموا لك الدعم ولا تكن عجولاً، لقد قطعت شوطًا كبيرًا لخلق روتين ثابت.

هل تريد أن تكون ضحية ردود أفعالك العاطفية أم تريد أن تكون سيدًا عليها؟  تستطيع أن تكون السيد إذا التزمت بهذه الخطوات حينها ستصدق عندما ترى النتائج واقعًا ملموسًا!!

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: داليا الكثيري

تويتر: @dalia_aziz95

مراجعة: سراء المصري


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!