crossorigin="anonymous">
10 مارس , 2022
عندما يتحدث شخصان متفاهمان مع بعضهما البعض، “تنسجم” طريقة تفكيرهم أحياناً، فقد كشفت دراسة من كلية دارتموث أن الانسجام ليس مجرد تعبير مجازي بل هو متوقع من خلال “زمن الاستجابة” في محادثة أو المدة الزمنية التي يستغرقها توقف شخص عن الحديث وبدء الآخر، ونُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم.
تقول الكاتبة الأولى لهذه الدراسة إيما تمبلتون غواريني، البالغة من العمر 23 سنة وطالبة الدراسات العليا في قسم العلوم النفسية وعلوم الدماغ بجامعة دارتموث: “جميعنا حظي بتجربة الانسجام مع بعض الناس فقط دون غيرهم، لذا أردنا أن نعرف إذا كان هناك شيء في أحاديث الناس يجعلهم ينسجمون، وتظهر نتائج الدراسة أنه كلما استجاب الناس لبعضهم البعض بسرعة، شعروا بتواصلهم”.
يتكون البحث من ثلاث دراسات، وبحثت أول دراسة في موضوع زمن الاستجابة، والتواصل الاجتماعي بين الغرباء، وقد شارك 66 شخصاً في 10 محادثات بين أشخاص مختلفين من نفس الجنس، وباستطاعتهم أن يناقشوا أي موضوع من اختيارهم، كما كانت المحادثة مصورة بالفيديو، وبعد انتهاء المحادثة، شاهد المشاركون الفيديو وقيّموا مدى تواصلهم لحظة بلحظة طوال الحوار، وارتبطت المحادثات ذات الاستجابة الزمنية الأسرع بمشاعر تواصل اجتماعي أكبر.
ولتحديد ما إذا كانت هذه النتيجة تنطبق على الأصدقاء المقربين، تم دعوة أعضاء الدراسة الأولى وأصدقائهم المقربين ليجروا محادثات في الدراسة الثانية، وبالرغم أن الأصدقاء المقربين قيّموا محادثاتهم بشكل أكثر إيجابية من الغرباء، فإن معلومات زمن الاستجابة كانت مماثلة، كما أشارت سرعة الاستجابة في محادثات الأصدقاء إلى وجود لحظات تواصل اجتماعي أكبر.
هل يستخدم المراقبون الخارجيون أوقات الاستجابة ليستنتجوا منها متى “ينسجم” شخصين؟ ولاختبار هذا الأمر، استمع مستجيبون من قسم الموظفين عبر الانترنت بأمازون إلى مقاطع صوتية لمحادثات تم التلاعب بأوقات الاستجابة فيها لتكون أسرع، أو أبطأ أو بالسرعة الطبيعية (وهذا هو الشرط الضابط). وتماشياً مع نتائج الدراستين السابقتين، اعتقد المراقبون الخارجيون أن اثنين من المتحدثين كانوا على تواصل أكبر، نظراً لأن زمن الاستجابة كان أسرع. وقد أظهرت الدراسة أن زمن الاستجابة وحده يعد إشارة قوية إلى التواصل الاجتماعي ويرجع ذلك إلى أن مقاطع المحادثات كانت متطابقة تماماً فيما عدا زمن الاستجابة.
إنه لمن المؤكد على النحو المتوسط أن هناك فجوة مدتها ربع ثانية بين المتحاورين في المحادثة، ودراستنا هي الأولى من نوعها التي تلقي الضوء على معنى هذه الفجوة فيما يتعلق بالتواصل، وحول الأمر تقول الكاتبة الرئيسية تاليا ويتلي، الحائزة على أستاذية لينكولن فيلين في العلاقات الإنسانية من جامعة دارتموث، والباحثة الرئيسية لمختبر النظم الاجتماعية: “عندما يشعر الناس أنهم على وشك أن يكملوا جمل بعضهم البعض، فإنهم يغلقون الفجوة التي تبلغ 250 جزء من الثانية، وهذا يحدث فقط حينما ينسجم شخصين”.
المصدر: https://www.sciencedaily.com
ترجمة: سماح الرفاعي
مراجعة وتدقيق: ريم عبدالله
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً