الكون عبر الحضارات

الكون عبر الحضارات

5 مارس , 2022

منذ العصور القديمة شغل الكون بما فيه اهتمام وتفكير الإنسان، ووصل الاهتمام لدى بعض الشعوب إلى تقديس الأجرام السماوية وعبادتها. وقامت تلك الشعوب جميعها بمزج علم الفلك بالتنجيم حيث ساد الاعتقاد أن تلك الأجرام لها قوة خفية تؤثر على حياة الإنسان من جميع النواحي.

ولذلك سنتحدث عن الكون لدى بعضٍ من الشعوب في العصور القديمة.

البابليون

قام كهنة البابليين برصد الأجرام الفلكية من أعلى برج بابل وتركوا ما يدل على ذلك، حيث عرفوا  حركات الشمس، والقمر، والكواكب السيَّارة ورسموا الحركة الظاهرية للشمس، كما قسموا الشهر إلى أربعة أسابيع واحصوا بدقة الفترة الزمنية للشهر القمري وقدروه أكثر بقليل من 29 يوم ونصف، أيضاً قسموا الدائرة السماوية إلى 360 درجة وقسموا السماء إلى 12 برجاً.

المصريون

كانت نظرة المصريين القدماء للكون ممزوجة بالخيال والخرافة حيث مثلوه بعدة تمثيلات منها، أن السماء كبطن بقرة تملؤها النجوم، وكانوا يهتمون ويقدسون الشمس وقادهم ذلك إلى عبادتها وإقامة معابد ضخمة لها. ورمزوا للقمر بطائر مرةً ورمزوا له مرة أخرى برجُل تتدلى على جانب رأسه ضفيرة وهو يلتف بعباءة ضيقة ويعلو رأسه هلال فيه قرص القمر واعتقدوا أيضاً أن النجوم تتحرك من المشرق وتغيب في المغرب، ثم تولد من جديد. كما قام كهنتهم برصد أجرام سماوية والتي كانت السبب في معرفة الكثير من الأمور الفلكية الصحيحة، حيث عرفوا من الكواكب: عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل، وقسموا سمت الشمس (الزاوية المحصورة بين شعاع الشمس والإتجاه الرأسي عند الموقع) إلى 36 قسم.

المسلمين والعرب

كانت نظرة المسلمين والعرب إلى الكون علمية وواقعية، عندما توفي إبراهيم ابن النبي محمد صلى الله عليه وسلم ووافق ذلك كسوفاً في الشمس، قال الناس: “إن الشمس كسفت لموت إبراهيم؛ فقال النبي الكريم: “إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا تكسفان لموت أحد”.

ومن أبرز إنجازات المسلمين والعرب في علم الفلك:

 – إنهم حصلوا على طول درجة من خط نصف النهار بطريقة علمية وكان ذلك في عهد المأمون.

– وابتكر البيروني طريقة لقياس درجة من خط نصف النهار ذكرها في كتاب الأسطرلاب، ولا تزال هذه الطريقة مستخدمة وتعرف عند الغرب والشرق بقاعدة البيروني لحساب نصف قطر الأرض.

– ومن إنجازاتهم أيضاً أنهم كانوا أول من عرف أصول الرسم على سطح الكرة، وقاموا بضبط حركة أوج الشمس وتداخل فُلّكها في أفلاك أخرى.

– حسبوا الحركة المتوسطة للشمس في السنة الفارسية.

– وقام البتاني بتحقق مواقع كثير من النجوم، فوجد أن بعضها لم يعد في المكان الذي كانت عليه على عهد بطليموس وصحّح أيضاً البتاني السنة الشمسية وحددها بـمقدار (365 يوم و 5 ساعات و 46 دقيقة و32 ثانية).

وغيرها الكثير من الاكتشافات التي ساهمت بمعرفة أكثر وضوحاً للكون وما يحتويه.

المصدر: الموسوعة الفلكية لإبراهيم الغوري.

كتابة: رندا المهوس

تويتر: @rsfm10

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!