هل كل شيء يتعلق بالجينات فقط؟ وهل نرث أكثر مما نعتقد؟

هل كل شيء يتعلق بالجينات فقط؟ وهل نرث أكثر مما نعتقد؟

5 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمين العزب

دقق بواسطة:

زينب محمد

اكتشاف جوهري حول النمو الصحي في الأجنة يمكن أن يُعيد ترتيب مفاهيمنا حول ما يمكن أن نرثه من آبائنا وكيف يمكن أن تؤثر تجاربهم الحياتية علينا.

تفيد الدراسة الحديثة أن المعلومات الوراثية اللاجينية المُحملة على الحمض النووي (DNA) والتي عادةً ما تتوارثها الأجيال، تنتقل بوتيرة أكبر من الأم للأبناء، أكثر مما أُعتقد سابقًا.

توسع الدراسة التي أجراها باحثون من معهد (WEHI) في ماليبورن الأسترالية، بشكل كبير إدراكنا حول أي الجينات تحمل معلومات وراثية لاجينية والتي تنتقل من الأم للأبناء وما هي البروتينات المهمة للتحكم في هذه العملية غير المألوفة.

علم التخلُق (الوراثة اللاجينية) هو مجال علمي سريع النمو مَعني بدراسة كيف تسمح الجينات بخلق مئات الأنواع المختلفة من الخلايا داخل أجسامنا بواسطة تعليمات جينية معينة.

يمكن أن تتأثر التعديلات اللاجينية بالاختلافات البيئية، مثل النظام الغذائي، ولكن هذه التغيرات لا تغير الحمض النووي (DNA)، ولا تنتقل بطبيعة الحال من الآباء إلى الأبناء.

بالرغم أن هناك مجموعة قليلة من الجينات ‘المستنسخة’ التي يمكنها نقل المعلومات الوراثية اللاجينية عبر الأجيال، لكن هناك مجموعة قليلة جدًا من الجينات التي أظهرت التأثر بالحالة الوراثية اللاجينية للأم.

تُشير الدراسة الحديثة إلى أن توفر بروتين معين بداخل بويضة الأم يمكن أن يؤثر في الجينات التي تشكل الهيكل العظمي عند الأبناء.

وذكرت رئيسة الباحثين البروفيسور مارني بلويت أن النتائج أدهشت فريق الباحثين في البداية.

أشارت البروفيسور بلويت، الرئيس المشترك لقسمي علم التخلق والتطوير في معهد (WEHI) أنه: “استغرق الأمر منا بعض الوقت للاستيعاب، لأن ما اكتشفناه كان غير متوقع”.

“فمن المثير معرفة أن المعلومات اللاجينية من الأم يمكن أن تؤثر على تكوين الجسم مدى الحياة، وأُشير إلى حدوث ذلك أكثر مما نعتقد”.

“يمكن أن يفتح ذلك آفاق مدهشة لم نتوقعها من قبل فيما يخص المعلومات اللاجينية الأخرى التي تُورث”.

نُشرت الدراسة في Nature Communications والتي أُجريت بقيادة معهد (WEHI) وبالتعاون مع إدامينا ماكجلين الأستاذة المشاركة من جامعة موناش والجمعية الأسترالية للطب التجديدي.

تركز الدراسة الجديدة على بروتين (SMCHD1)، وهو منظم لاجيني اكتشفته البروفيسور بلويت عام 2008 وجينات هوكس (Hox) الضرورية للتطور الطبيعي للهيكل العظمي.

تتحكم جينات هوكس في تحديد كل فقرة عظمية أثناء التطور الجنيني في الثدييات، بينما يمنع المنظم اللاجيني تنشيط هذه الجينات مبكرًا.

اكتشف الباحثون في هذه الدراسة، أن كمية بروتين (1SMCHD) في بويضة الأم تؤثر على نشاط جينات هوكس وعلى تكوين الجنين. وبدون (SMCHD1) الموجود ببويضة الأم، يولد الأبناء بهياكل عظمية مشوهة.

أشارت ناتاليا بينيتي، المؤلفة الأولى وباحثة الدكتوراه إلى أن: هذا دليل واضح على أن المعلومات اللاجينية تُورث من الأم بخلاف البصمة الوراثية.

وأشارت بينيتي إلى إنه بالرغم من وجود أكثر من 20.000 جين في الجينوم، إلا أن مجموعة قليلة من الجينات المستنسخة تُقدر بحوالي 150 جين وأخرى قليلة جدًا هي التي تحمل المعلومات اللاجينية من جيل إلى آخر.

“ومن المدهش معرفة حدوث ذلك لمجموعة من الجينات الأساسية التي حُفظت عن طريق التطور من الذباب إلى البشر”.

وتوضح الدراسة، أن (SMCHD1) الموجود بالبويضة والذي يبقى لمدة يومين فقط بعد الإخصاب، له تأثير مدى الحياة.

يرتبط حدوث تغير في (SMCHD1) باضطرابات النمو المعروفة بمتلازمة بوسما (BAMS) وكذلك نوع من أنواع الضمور العضلي معروف باسم ضمور عضل الوجه والكتف والعضد (FSHD). وأوضح الباحثون أن هذه النتائج يمكن أن تؤثر على النساء المصابات بتغير في بروتين (SMCHD1) وعلى أبنائهم في المستقبل.

تركز حاليًا جهود اكتشاف الأدوية في مركز (WEHI) على الاستفادة من معرفة بروتين (SMCHD1) بواسطة فريق الباحثين لتصميم علاجات جديدة لاضطرابات النمو مثل متلازمة برادر-ويلي والاضطراب التنكسي (FSHD).

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: ياسمين العزب

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!