crossorigin="anonymous">
3 مارس , 2022
اكتشف فريق بحث دوليّ مُكوّن من علماء من جامعة جيانغنان في الصين، بالتعاون مع باحثين من جامعة كوين ماري بلندن، وجامعة أولو في فنلندا، أنّ نوعًا من بكتيريا الأمعاء يُعرف باسم Lactobacillus apis ، مُقتَرِنٌ بتحسين الذاكرة لدى النّحل الطنّان.
حيث لاحظ الباحثون أنّ زيادة عدد هذه البكتيريا في أمعاء النّحل الطنّان يُحسّن الذاكرة، فالطعام الذي يحوي على كثير من بكتيريا القناة الهضمية يُزوّد النّحل الطنّان بذاكرة طويلة الأمد أكثر من النّحل الذي يتبع نظامًا غذائيًا مُعتادًا.
وفي سبيل إثبات ذلك، وضع الباحثون زهورًا اصطناعية مختلفة الألوان لاختبار ذاكرة النّحل وقدراته على التعلم، بحيث صممت خمسة ألوان من الزهور مزودة بمحلول السّكروز الحلو، بينما صممت الألوان الخمسة الأخرى مزودة بمحلول مذاقه مُرّ طارد للنّحل، يحتوي على مادة الكينين.
وبعد ثلاثة أيام من المتابعة لاحظ الباحثون -من خلال تتبع و فحص عينات من القناة الهضمية أُخذت من النّحل -مدى سرعة تمكّن النّحل من معرفة الألوان المرتبطة بمكافأة السّكروز، وقدرته على الاحتفاظ بهذه المعلومات، وكذلك مقارنة الفروق الفردية في تعلم النّحل وقدرات الذاكرة مع أعداد البكتيريا المتنوعة الموجودة في أمعائهم.
كما قام الباحثون بإضافة البكتيريا الموجودة في القناة الهضمية والتي تدعى بـ Lactobacillus apis إلى النّظام الغذائي للتأكد من أنّ أعدادها مرتبط بتحسين الذاكرة من خلال قياس استجابة النحل لمهمة واحدة.
وتضيف الدراسة التي نُشرت في مجلة نيتشر ( Nature Communication )، دليلًا على أنّ الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في القناة الهضمية (ميكروبيوم الأمعاء) يمكن أن تؤثر على سلوك الحيوان.
وتختلف القدرات الإدراكية للنّحل باختلاف الأفراد، ولديهم مجتمع قليل العدد نسبيًا من الكائنات الحية الدقيقة في القناة الهضمية مقارنة بالثدييات؛ وهذا يجعل النّحل نموذجًا مثاليًّا لاستكشاف دور بكتيريا الأمعاء المحددة في اختلاف الإدراك بين الأفراد.
و يتوقع الباحثون أن الاختلافات الملحوظة في ميكروبيوم النحل يمكن أن تنشأ من الاختلافات أو التغييرات في البيئة والأنشطة ومسببات الأمراض والتفاعلات الاجتماعية وبيئة التلقيح.
وقال الدكتور لي لي، الباحث الرئيسي للدراسة وباحث ما بعد الدكتوراة في جامعة جيانغنان: “لا تنحصر نتائج الدراسة في أنّ التباين الطبيعي في كمية بكتيريا أمعاء معينة يؤثر على الذاكرة؛ ولكن أيضًا تظهر ارتباطًا سببيًا بحيث أنّ إضافة الأنواع البكتيرية ذاتها في النظام الغذائي للنّحل يعزز ذاكرته “.
كما ذكر أنّ هناك حاجة إلى مزيد من البحث، لتحديد ما إذا كانت أنواع البكتيريا لها نفس التأثير على البشر وأيّ نوع من هذه البكتيريا؟ إذ أنّ هذه الدراسة قد ألقت الضوء على هذا الاحتمال الوارد”.
قال الأستاذ لارس شيتكا من جامعة كوين ماري بلندن والكاتب المشارك للدراسة: “هذا اكتشاف مبهر! يمكن أن ينطبق على البشر وكذلك على النّحل، حيث تضيف نتائجنا إلى الأدلة المتزايدة على أهمية تفاعلات الأمعاء والدماغ في الحيوانات، وتقديم نظرة ثاقبة حول سبب الاختلافات المعرفية في مجموعات النحل الطبيعي “.
قال الأستاذ وي تشاو، الكاتب المشارك ورئيس مختبر الأنزيمات بجامعة جيانغنان: “اكتشاف أنواع من البكتيريا التي تعزز الذاكرة أمر مُبهج! إذ أن النتائج تؤكد صحة افتراضنا بأننا قد نحسّن قدرتنا المعرفية من خلال تنظيم الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في القناة الهضمية (ميكروبيوم) “.
المصدر: https://phys.org
ترجمة: غادة آل الشَّيخ مبارك
تويتر: @Ghadah_Mbrk
مراجعة: فاتن ضاوي المحنّا
تويتر: @F_D_Almutiri
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً