تبين أن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية شائع بين اضطرابات الصحة العقلية

تبين أن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية شائع بين اضطرابات الصحة العقلية

11 سبتمبر , 2022

ترجم بواسطة:

منار مهند

دقق بواسطة:

زينب محمد

لكل من القلق والتوحد والفصام ومتلازمة توريت خصائصها المميزة، ولكن هناك عامل واحد يربط بينهم وبين معظم الاضطرابات النفسية الأخرى وهو اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية، كما أوضح فريق من علماء الأعصاب والعلوم الصيدلانية وعلوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا، إرفين.

في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Nature Translational Psychiatry، افترض العلماء أن  اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية (CRD) يُعد عامل باثولوجي نفسي مُشترك بين مجموعة واسعة من الأمراض العقلية وأن البحث في أساسه الجزيئي يمكن أن يكون مفتاحًا لإطلاق علاجات أفضل.

ذَكر  المؤلف البارز بيير بالدي، وهو أستاذ متميز في علوم الكمبيوتر في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس: “تلعب إيقاعات الساعة البيولوجية دورًا أساسيًا في جميع الأنظمة البيولوجية على جميع المستويات، من الجزيئات إلى المجموعات، وجد تحليلنا أن اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية هو عامل يتداخل على نطاق واسع مع مجموعة كاملة من اضطرابات الصحة العقلية”.

أشارت المؤلفة الرئيسية أمل الأشقر، وهي عالمة الأعصاب وأستاذة التدريس في قسم العلوم الصيدلانية في جامعة كاليفورنيا، إلى تحديات اختبار فرضية الفريق على المستوى الجزيئي، لكنها ذكرت إن الباحثين وجدوا أدلة وافية بالصلة القائمة من خلال فحص شامل للمؤلفات التي راجعها الأقران حول اضطرابات الصحة النفسية الأكثر انتشارًا.

وقالت الأشقر: “إن العلامة المُنبهة لاضطراب إيقاع الساعة البيولوجية – وهي مشكلة في النوم – كانت موجودة في كل اضطراب،  بينما كان تركيزنا على الحالات المعروفة على نطاق واسع بما في ذلك التوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والاضطراب ثنائي القطب، فإننا نقول بأن فرضية عامل المرض النفسي (CRD) يمكن تعميمها على قضايا الصحة العقلية الأخرى، مثل اضطراب الوسواس القهري، وفقدان الشهية العصبي، والنهم العصبي، وإدمان الطعام و مرض الشلل الرعاشي”.

تُنظم الإيقاعات اليومية النشاط الفسيولوجي والعمليات البيولوجية لأجسامنا خلال كل يوم شمسي.  متزامنة مع دورة الضوء / الظلام لمدة ٢٤ ساعة، تؤثر إيقاعات الساعة البيولوجية حينما نحتاج عادةً إلى النوم وحينما نكون مُستيقظين. وكما أنها تُدير وظائف أخرى مثل إنتاج الهرمونات وإطلاقها، والحفاظ على درجة حرارة الجسم وتوطيد الذكريات. وفقًا لمؤلفي الورقة البحثية، فإن هذا النظام الطبيعي لضبط الوقت مُفيد لبقاء جميع الكائنات الحية على قيد الحياة.

تُعد الإيقاعات اليومية حساسة في جوهرها للإشارات الضوئية / المظلمة، لذلك يمكن أن تتعرقل بسهولة بتعرضها للضوء في الليل، ويبدو أن مستوى الاضطراب يعتمد على الجنس ويتغير مع تقدم العمر.  أحد الأمثلة على ذلك هو الاستجابة الهرمونية لعامل (CRD) التي تشعر بها النساء الحوامل؛ يمكن أن تعاني كل من الأم والجنين من آثار سريرية تتمثل في أمراض القلب التنفسية المزمنة والضغط المزمن.

وقال بالدي، وهو مدير معهد علم الجينوم والمعلوماتية الحيوية التابع لجامعة كاليفورنيا إرفين (UCI): « إن إحدى المسائل المُثيرة للاهتمام التي بحثناها هي التفاعل بين إيقاعات الساعة البيولوجية والاضطرابات العقلية مع الجنس. فعلى سبيل المثال، متلازمة توريت موجودة في المقام الأول في الذكور، ومرض الزهايمر هو أكثر شيوعًا عند الإناث بنسبة الثلثين إلى الثلث تقريبًا”.

تبعًا للعلماء، يُعتبر العمر أيضًا العامل الأهم ، حيث يمكن أن يؤثر (CRD) على النمو العصبي في الحياة المبكرة بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى ظهور الاضطرابات النفسية المتعلقة بالشيخوخة بين كبار السن.

قال بالدي إن ثمة قضية مهمة لم تُحل تركز على العلاقة السببية بين (CRD) واضطرابات الصحة العقلية: هل (CRD) طرفًا رئيسيًا في أصل هذه الأمراض وظهورها أم أنها أعراض ذاتية التعزيز في تطور المرض؟

للإجابة على هذا السؤال وغيره ، يقترح الفريق بقيادة (UCI) فحص (CRD) على المستوى الجزيئي باستخدام تقنيات النسخ (التعبير الجيني) وتقنيات التمثيل الغذائي في نماذج الفئران.

وأوضح بالدي:”ستكون هذه عملية عالية الإنتاجية حيث يحصل الباحثون على عينات من الأشخاص الأصحاء والمرضى كل عدة ساعات على طول الدورة اليومية، حيث يمكن تطبيق هذا النهج بقيود على البشر، لأنه لا يمكن استخدام إلا عينات المصل حقًا، ولكن يمكن تطبيقه على نطاق واسع في النماذج الحيوانية، وخاصةً الفئران، عن طريق أخذ عينات من الأنسجة من مناطق الدماغ والأعضاء المختلفة، بالإضافة إلى مصل الدم. هذه تجارب واسعة النطاق ومضنية يمكن أن تستفيد من توافر مجموعة من المختبرات”.

وأضاف أنه إذا أجريت التجارب بطريقة منهجية فيما يتعلق بالعمر والجنس ومناطق الدماغ للتحقق من الإيقاعية الجزيئية اليومية قبل وأثناء تطور المرض، فإن ذلك سيساعد مجتمع بحوث الصحة العقلية على تحديد الدلالات الحيوية المحتملة، والعلاقات السببية، والأهداف والسبل العلاجية الجديدة.

المصدر:  https://medicalxpress.com

ترجمة: منار مهند

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!