كل ما يفعله العقل جميل!

كل ما يفعله العقل جميل!

5 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

انجود محمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

الوعي الإنساني متنوع بشكل كبير ونحتاج هذا التنوع

نقاط أساسية:

  • التنوع العصبي هو جزء من هويتنا البشرية.
  • فهمنا للعقول البشرية يساعدنا على التخلي عن الأساطير، مثل أسطورة الاكتئاب عن السيروتونين.
  • في الواقع نحن لا نحتاج لغة خاصة بالمرضى لنشجع اليائسين ونساعدهم وحالنا أفضل من دونها.

لطالما كان يتملكني فضول حيال العقول. أنا ثنائية القطب وأحيانًا أخوض تجربة مع الهذيان. وربما سبب هذا الفضول هو التساؤل الذي راودني أثناء كتابتي لكتاب: “العقل المنفصل: رحلة إلى عالم التنوع العصبي”:

نستخدم مصطلحي التنوع العصبي والنمط العصبي، ولكن هل ندرك معنى كليهما؟

أذهلتني الأجوبة الثرية بالمعلومات من إحدى الأشخاص حيث ذكر أن لديه مصعد ذهني يتوقف في أدوار مختلفة من جوانب حياته المختلفة، مثل: العمل أو العائلة. آخرون ذكروا أن أفكارهم مرتبطة بالألوان والموسيقى، بينما أوجز أحد الأشخاص ذلك بتشبيهه للأمر بحكومة داخلية معقدة تناقشه في خياراته.

وسرعانٍ ما بعدها تخليت عن فكرة وجود وعي “نمطي” أي لا يوجد معالج في عقولنا ولا يوجد حديقة وارفة الأوراق شبيهة بالغابة الممطرة كما وصفها المفكر غارلد ايدلمان.

أنا جزء من التنوع البشري، أدرك تجاربي وقد تجاوزت تصوراتي الداخلية المستوى الطبيعي في الرسم البياني المعروف بالمنحى الجَرَسي. لكن ليس لدي اضطرابات نفسية.

كنت قد بدأت بتدوين المذاكرات بعمر 11 سنة وأتذكر أن معظمها كانت معتقدات شاذة وبعضها مخيفة. مرة من المرات ظننت أن طعامي مسمم ظني هذا انتهى لكن وقتها كان مؤلمًا.

العديد من التجارب التي خضتها، مرة كتبت في عمر الحادية عشرة أن الحياة تشبه المسرحية والناس في ملابسهم من تعقيدًا إلى تعقيد، وتبهر هذه التعقيدات بطيء الفهم.

وكان قصدي بهذا تعبيرًا مجازيًا عن التنوع البشري الجميل واعتقد أن عقلي ساعدني على التريث.

وعرفَ التطور هذا بمسمى التنوع العصبي لسببٍ ما.

تحدثت مع عالم التطور انتينو بريتي الذي قام بكتابة “فرصتنا تعتمد على تنوع الجينات لبناء بيئة جديدة لامثيل لها” في هذا الشأن، وأثارت إذاعة سي بي سي 2022 هذا الموضوع في برنامج وثائقي يدعى “أسطورة الاعتيادي”.

كما اتفق المفكرون، مثل توماس أرمسترونج وستيف سلبير أننا مخلوقات متنوعة عصبيًا، فالإبداع والتأٌقلم يتطلب هذه التنوع.

كما عبّر تيمبل جارندين عن ذلك قائلاً، بينما دمر البشر الأوائل الأصحاء التركيب العصبي السليم، قام المصابون بطيف التوحد باختراع وسائل الدفاع عن النفس”.

لكن هذه الأفكار والتنوع في الوعي والحاجة إلى هذا التنوع تتحدى فكرة أن التنوع العقلي ناتج عن مرض أو خلل وراثي.

أخبرني الكثير بأني شجاعة لاعترافي باضطراباتي الذهنية، لأنهم لن يحبذوا ذلك، ولقد قدمَ لي نصيحة مهنية أن لا أذكره البتة وما يجعلني بهبة عظيمة هو أنني لا يظهر على أني شخصًا يعاني من شيء.

لكن كوني ثنائية القطب فهذا يشكل جزءً مهمًا من هويتي، نعم اخترت أن أتحكم به وصحيح أنني مررت بأوقات صعبة لكن ليس لدي أعراض لكن لدي حياة أعيشها. 

عندما أخاطب مجموعات يشملون الأطباء النفسيين، والآباء، والمرضى رسالتي لكم هي كالآتي: يمكنك تقدير نفسك (مرضاك، أو عائلتك) يمكنك أن تنظر لهذه التجارب وترى ما يمكنك تعلمه وما تعلمته.  بإمكانك أن ترى أن شخصك الجميل قد عاش جزءً من الحياة ومن المؤكد أنه لايزال لديك رغبة في الاستمرارية والتقدم.

قرأت مؤخرًا خبرًا مفاده أن السيروتونين ليس السبب وراء الاكتئاب. هذا الخبر صدم الجميع ودفعهم للتساؤل عما إذا كانوا ضحية لوهمٍ كاذب.

حقيقة أن كيفية عمل المخدرات لاتزال مجهولة ولا يزال الطب يحاول فهم آلية التايلينول، وهي مضادات الاكتئاب التي يعتبر معدل نجاحها ضئيل مقارنةً بالأدوية الأخرى.

تعرفت على العديد من الناس الذين انقذوا حياة آخرين، وأعرف آخرين لم يستجيبوا لهم لكن خضعوا لوصفة طبية بجرعة عالية.

كما أن استراتيجية العلاج بالصدمات، ولاسيما الصدمات المجتمعية كالعنصرية، ليست استراتيجية فعالة دائمًا فالأمر يتوقف على نتائج التشخيص النفسي.

قد تكون استراتيجية فعالة لذلك قمت بتناولها ولكنها لاتناسب حالتي.

ذكر مرة الناقد النفسي رونالدو.دي لانج أنه بعد حديث لتجمع من الأطباء النفسين عن الأخطاء الموجودة في مفهوم الأمراض العقلية. خاطبه العديد بعدها وذكروا أنهم يوافقونه الرأي وعبروا عن ذلك بقولهم: “نحن نوافقك الرأي، لكن يجب ألا تتحدث بهذه الطريقة أمام الأطفال”.

لكن نحن أصحاب التنوع العصبي لسنا أطفالاً.

يتردد بعض الناس عن التحدث عن ظاهرة مثل ظاهرة المصاعد، حيث يخشون أن يكونوا مرضى نفسيين دون أن يدركوا ذلك.

إحدى طالباتي أخبرتني أنها لم تستجب للأدوية وكانت تدرك في قرارة نفسها أنها لن تتعافى أبدًا، لأن عقلها لا يعمل بشكل طبيعي.

كدتُ مرة أن استبعد من هيئة التنوع العصبي لأن أحد الأعضاء أشار إلى أنهم قد يحترمون مصابيّ التوحد ولكن ليس أصحاب الانفصام الشخصي أو ثنائييّ القطب.

وعلى الرغم من انتشار الحديث عن ذوي العقول المختلفة وكيفية تغلبهم على التحديات وابتكاراتهم، إلا أن الطب النفسي لا يزال يعاملهم على أنهم مرضى ويتبع الممارسات التقليدية المتمثلة في وصف العلاجات الطبية.

حان الوقت لإثارة مناقشات عن التنوع العصبي وإدراجها ضمن الممارسات الطبية الأساسية، إلى جانب احترام اختلافات العقول وتعقيداتها.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: انجود محمد الحجيلان

تويتر: ianjoud

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!