ماهي أفضل وسيلة للتغيير؟

ماهي أفضل وسيلة للتغيير؟

18 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

رهام السويكت

دقق بواسطة:

رحاب الدوسري

نتغير تدريجيًا أم سريعًا؟

النقاط الرئيسية:

  • غالبًا ما ينظر الناس للتغيير بتوقعات غير واقعية تؤدي في النهاية إلى حالة من الإحباط.
  • من الأسهل المحافظة على نتائج التغيير عندما يكون تدريجيًا، مما يمنح المرء فرصة أفضل للنجاح على المدى الطويل.
  • تتطلب بعض المواقف تغييرًا مفاجئًا وجذريًا لكنها نادرة جدًا.

عندما يقرر المرء أن يتغير يتبع نهج كل شيء أو لا شيء. فمثلاً، إذا كنت أرغب أن أصبح نباتيًا فقد أفكر: “يجب عليّ التوقف عن تناول اللحوم ومنتجات الحليب فورًا. وإذا كنت أرغب في تحسين نشاطي البدني فقد أقرر:”علي البدء بالجري أو الذهاب إلى النادي الرياضي كل يوم”، أو إذا كنت أرغب في التأمل فقد أفكر: “يلزمني التأمل لمدة 60 دقيقة يوميًا”.

اتباع هذا النهج غير السويّ كثيرًا ما يأتي بنتائج عكسية، خالقًا توقعات غير واقعية تثير الإحباط عندما تتخبط الأمور، مما يؤدي إلى التقاعس.

حقيقة التغيير

في الواقع التغيير يستغرق وقتًا، والتغيير بخطوات بسيطة أكثر واقعية وقابلية للتحقيق، والأهم من ذلك أسهل في الحفاظ عليه بحيث يصبح تغييرًا طويل الأجل.

أنا لا أرفض لحظات التغيير القوية، فقد تتطلب بعض المشاكل والتحديات تغييرًا مفاجئًا وجذريًا ولا بأس بذلك، ما أعنيه أن هذه المواقف نادرة جدًا وفي معظم الأحيان تعد التغييرات التدريجية طريقة أكثر سويّة للتغيير.

فأنا أرى أن التغيير باتباع خطوات بسيطة أجدى، سأعطيك مثالاً: أصبحت مهتمًا بشأن فوائد “الاستحمام البارد”، وربما أيضًا سمعت عن إنها طريقة التي تبني مرونتنا، لذلك قررت التجربة،  فأنا أستمتع بالتجارب الجديدة لأرى نتائجها على رفاهيتي.

بدايةً حاولت التحمم بالماء البارد فقط، كان الماء قارس البرودة وكان شعورًا شنيعًا، وبت أتمتم: “من ذلك المجنون الذي سيفعل هذا طواعية؟!” فقد كان الأمر مزعجًا وغير مريح لدرجة أني توقفت عن القيام بذلك بعد عدّة محاولات.

بعد بضع سنوات أدركت أني أسرعت عجلة التغيير، ثم سلكت عوضًا عن السرعة طريق التدرج، فبدأت بحمامي الساخن المعتاد وحين أنتهي أحاول الاستحمام في الماء البارد قليلًا، اعتدت على الحمام البارد تدريجيًا حتى وصلت إلى مرحلة الاستحمام بالماء شديد البرودة.

نجح الأمر عندما بنيت رويدًا علاقتي مع الاستحمام البارد، ومنذ ذلك الحين قطعت علاقتي مع الحمام الساخن، فالمستفاد أن التغيير التدريجي يتولى المهمة أجدر من النهج الكامل السريع.

فعلى سبيل المثال ربما ترغب باكتساب عادة التأمل، وتقدم لنفسك معروفًا بذلك.

قد تبدأ في التأمل وتجد أنه يمكنك الجلوس لمدة 30 دقيقة دون أي مشقة وهذا رائع، فمعظم الناس الذين يبدأون في التأمل يجدون صعوبة عندها، الجلوس في حالة تأمل في البداية لمدة 30 أو 60 دقيقة قد يكونون مثلي عندما بدأت الاستحمام بالماء البارد المتجمد كان شعورًا مزعجًا، أو عندما تتكاسل وتقرر أن هذا لا يلائمك.

لذلك ابدأ تدريجيًا. 

عملية الثلاث مراحل للتغيير 

أنا أعتبر نفسي منظم للغاية، وفي هذا الضوء؛ سأبدأ بتأملات يسيرة وأزيدها بمرور الوقت مستخدمًا عملية الثلاث مراحل:

  • في الأسبوع الأول سأدرج في قائمة المهام اليومية (دقيقتين من التأمل).
  • في الأسبوع الثاني سأضم (5 دقائق من التأمل) يوميًا.
  • في الأسبوع الثالث (10 دقائق من التأمل) يوميًا.

وعندها حدد الوقت بجعله أطول أو أقصر كما يلائمك.

ممارسة التأمل تدريجيًا مجرد مثل وبالطبع يمكنك تعميم هذا المثال على أي عملية تغيير: كتغيير نشاطك البدني، أو نظامك الغذائي، أو إعادة ترتيب أولوياتك، أو طريقتك في التحدث لذاتك، أو تغيير دائرة أصدقائك، أو الوقت الذي تقضيه متصفحًا الإنترنت، أو ترويض عقلك، وأي شيء ترغب في تغييره.

لماذا يستحسن التغيير تدريجيًا؟

لماذا يستحسن أن نتغير بخطوات صغيرة من وجهة نظر نفسية؟ هناك عدة أسباب متنوعة أبرزها هو الكفاءة الذاتية.

الكفاءة الذاتية هو مصطلح يشير إلى إيمانك بقدرتك على التحكم في سلوكك وأحداث حياتك، بمعنى آخر سواء كنت تعتقد أنه يمكنك فعل شيء ما أم لا، فإنني متأكد من أنك تدرك أهمية الأمر -إنه منبع دوافعك-، فإذا كنت تؤمن أنه يمكنك فعلها، فستفعلها بكل حماس والعكس صحيح.

لو بدأت بقفزة عالية كالتأمل لمدة 60 دقيقة، ولم تحظى بالقبول قد تنهي عملية التأمل قبل الوقت المخصص، وتُخفض من كفاءتك الذاتية.

هذا يعني أنك تقلل من إيمانك بقدرتك على ممارسة التأمل، من ناحية أخرى لو كنت تمارس تدريجيًا بدءًا من دقيقتين أو خمسة دقائق فقط وكنت قادرًا على إكمال التأمل بكل أريحية ستزيد من كفاءتك الذاتية، بمعنى أنك ستؤمن بأنه يمكنك القيام بذلك، مما يزيد من دوافعك للممارسة.

يمكن تطبيق هذه العملية النفسية على أي تغيير ترغب في تطبيقه في حياتك، التغيير التدريجي والمفاجئ هو موضوع مهم يجب مراعاته عندما نتطور ونتغير، آمل أن يسهل عليك الآن العثور على طريقة صحية وتدريجية لتطبيق التغيير الذي تريده.

أدعوك للتفكير في أسلوبك بالتغيير في حياتك، هل تميل إلى القفز المفاجئ أم أنك تتغير تدريجيًا؟

وهل يخدمك أسلوبك في رحلتك الشخصية للتطور؟

أتمنى أن تتحلى بالقوة والشجاعة في رحلتك القادمة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رهام السويكت

مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري

تويتر: lectoror


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!